حنان علي كابو
ثلاثة أيام احتضنتها درنة بأزقتها ووردها، بعذوبة شلالها، وشتلاتها المترامية الأطراف، بجدرانها وهي تتمعن في أحاديث تدور، في بيتها الثقافي وهو يحتضن بعد غياب أربعة عشر عاما، الدورة الثالثة لمهرجان الأسطى للفكر والفنون، بثرثرات خلابة توقد لها الذكرى ويشرح لها البال طويلا وتترك صداها عاليا. المهرجان الذي حظي بجرعات ثقافية دسمة تنوع برنامجه الثقافي والذي استهل بسيرتي حلم وعزيز أعقبه معرض للكتاب والفنون التشكيلية وقد شارك فيه كل من الحر وفي علي القرقوري والتشكيلي عبد القادر بدر، تلاه عرض لأفلام قصيرة للأستاذ محمد بن عمران. في حين أستهل اليوم الثاني للمهرجان بتجارب فكرية تحدث من خلالها الدكتور زاهي المغيربي والدكتور فتحي بعجة بسيرتهما الأكاديمية، بينما فسح المجال للشاعر الدكتور عبد الحفيظ العابد والشاعر سالم العوكلي للحديث عن تجربتهما النقدية، في حين تطرق كل من القاص أحمد يوسف عقيلة والشاعر مفتاح العلواني بتجربتهما التراثية، وأختتم كلا من الدكتور أحمد جاد الله، والدكتور المكي المستجير بالإبحار في تجربتهما الصوفية، وأختص السيد السنوسي استقته بمحاضرة عن الفن والفلسفة القورينائية والأبيقورية)، أما الدكتور نجيب العصادي فقد سلط الضوء عن (حياة المؤلف بين بغش اللغة وجنس النص)، كما حضرت فرقة البردة بمدائحها النبوية، بينما استهل اليوم الأخير بالحديث عن تجارب فنية وكانت أولها الروائية بتجربتي كلا من الدكتورة فاطمة الحاجي، والدكتور نور الدين سعيد، وفي المسرح ألقى بظلال تجربته كلا من الفنانة المترجمة سعاد خليل، والكاتب المسرحي علي الفلاح، بينما تطرق للتجربة التشكيلية كل من التشكيلي عمر جهان، والكاتب منصور بوشناف، وفي التجربة الشعرية تحدث كلا من الشاعر سالم العوكلي والشاعر الدكتور عبد الحفيظ العابد، وكانت مختارات من الشعر الليبي من نصيب الشاعر مصطفى الطرابلسي، تخلل كل تلك التجارب والمحاضرات حلقات نقاش، ومسك الختام فرقة الزمن الجميل وحفلها الموسيقي "الرفع من مستوى الفكر" أشار الشاعر مصطفى الطرابلسي عضو اللجنة التحضيرية لمهرجان الأسطى للفكر والفونإن المهرجان جاء تتمة لدورتين سبقته خاصة بعد أن استقرت الأوضاع الأمنية بمدينة درنة وأضاف قائلا "ارتأينا عودة الناشط للبيت الثقافي بعد أن قامت لجنة الاستقرار بصيانته إذ موقعه- بيت درنة الثقافي- بمكان الاشتباكات مما أضر ببعضه وكذلك سرقت جميع محتوياته، وهذا كان عائقا كبيرا ولكن بتضافر الجهود تم تجاوزه، وأستأنف حديثه حيث قال" وقد سبق المهرجان الأخير العديد من الناشط ابتداء بعودة افتتاحه إذ أقمنا مهرجانا مصغرا، وكان كل ذلك في إطار الرفع من مستوى الفكر والارتقاء بالفنون والرغبة أيضا في المستقبل للرفع من مستوى المهرجان محليا وإقليميا بعد أن تجيء الفرصة ويتوفر الدعم كان لحضور العديد من الشخصيات على مستوى ليبيا الدور الكبير في إنجاحه وإثرائه وقد حاولنا أن نحيط بكل جوانب الفكر والفن بهذا المهرجان: فلسفة فكر تشكيل شعر ومسرح وموسيقى وفن الرواية والتصوف والتراث. "مهرجان جمع ليبيا" ومن جانبه قال الدكتور الشاعر المترجم عاشور الطويلي الذي كان حاضرا ومشاركا في فعاليات هذا المهرجان "كنت قد حضرت الدورة الأولى للمهرجان والتي كانت ثرية ومبهجة، وقبل أيام حضرت الدورة الثالثة، والتي تميزت بحضور نوعي من الأدباء والفنانين الليبيين. دورة ناجحة بامتياز. استمعنا إلى الدكتور محمد زاهي المغيربي، الدكتور فتحي الباجة، الدكتور نجيب العصادي، نور الدين الورفلي\ منصور بوشناف، عمر جهان، سالم العوكلي، علي الفلاح، محمد الصادق، سعاد خليل، الدكتورة فاطمة الحاجي، الدكتور أحمد جاد الله، والدكتور مكي المستجير." مهرجان آخر ثري ومبهج يجمع ليبيا ولا يفرقها "آفاق جميلة" ومن جانبه قال الحر وفي علي القرقوري الذي شارك بلوحاته التشكيلية والتي بلغت عشر لوحات "الذائقة الدناوية كانت جميلة والانطباع كان رائعا من قبل الزوار، وما أثلج صدري هو حضور بعض من الشخصيات التي تتابعني على مواقع التواصل الاجتماعي عندما سمعت بمشاركتي ضمن المهرجان، المهرجان تميز بتنوع فقراته الفنية والفكرية المختلفة من قصص وشعر ونقد وموسيقى وجميع الفقرات كانت دسمة الصراحة وعميقة ومختارة بعناية والأدباء الذين قدموها كانوا على مستوى عال من الثقافة والحضور استوقفني الصراحة عدد الحضور وتنوعه وتواجد العنصر النسائي المثقف واضح وكبير وتعطشهم للفنون والذي تمثل في مشاركاتهم وتعقيبهم على فقرات المهرجان... وأختتم حديثه" أن ما تركه المهرجان في ثلاثة أيام من انطباع والأجواء الدرناوية عامة تسعد النفس وتثيرها وجعلتني أبحث وأتابع وأقرأ لرواده من كتاب وأدباء وزادت بداخلي ا شغفا للعمل على لوحاتي بأفكار ومفهوم آخر دعيني أقل بأنه فتح لي آفاق جديدة جميلة "
