حنان علي كابو
تمتلك حضورا قويا واثقا ،تأسرها الأساطير وماحولها ،ترابط مدينتها العتيقة بشواهدها العمرانية،تستقريء عوالمها جيدا،وليبياها التي ترجو أن ترسو لسلام دائم 7مؤلفات وفي قبضتها بعض شعر وقصص تناكف بها يومها وما يتساقط من العمر . صدر لها الاسواق في المدينة القديمة طرابلس 1- الفنادق العتيقة في المدينة القديمة طرابلس 2- مبني القنصلية الفرنسية بالمدينة طرابلس 3- حوش الحرملك العمارة و الحرفة المقتني 4- العلاقات الليبية الفرنسية في القرن التاسع عشر 5- شواهدنا العمرانية العتيقة 6- ديوان عرافة دلفي قصائد نثرية
دعت الدكتورة مفيدة جبران المستشار العلمي بالهيئة الليبية للبحث العلمي إنه لابد من تفعيل قانون رقم 3 لحماية التراث ،وإعادة النظر في بعض نصوصه بما يتماشى مع المستجدات التي ظهرت في العشرية الأخيرة ،وذلك عقب سؤالها عن مايخص حماية التراث تشريعيا ،وأضافت "كذلك نحتاج لنصوص قانونية جادة وصريحة ورادعة لكل من يتاجر في التراث ،ولكل من يساهم في العبث والتشويه والمتاجرة .هذه الأحداث الأخيرة من طمس وهدم للمعالم التاريخية أدمت قلبي ،فالذي نفقده من التراث لن يعود ." وأكدت جبران عند سؤالها عن العراقيل التي تواجه المحافظة على التراث من خلال مشروعها الوطني للتراث المادي والغير المادي ،أكدت أنه يوجد عراقيل فالفوضى والفساد الإداري الذي شمل كل المؤسسات الليبية ومتفشي في كل مؤسساتها فجميع مؤسسات البحثية تحتاج لدعم مادي قوي من الدولة ،وقد قدمنا مقترح المشروع الوطني للتراث المادي والغير المادي وأخذنا الموافقة عليه واكتشفت أن هناك العديد من المشاريع الموجودة في الهيئة ولم يصرف لهم أي قرش ،لان البند الثالث لم يفعل من الحكومة ويصرف من الخزينة العامة ،فعلى الحكومة أن تنظر بنظرة جدية للمؤسسات العلمية الأكاديمية البحثية واحتياجاتها للصرف على المشاريع ."
إستقراء لما يحدث وحول قراءتها لما يحدث لبعض المعالم التاريخية المهمة والتي تعاني من هدم قالت "حقيقة في بعض المواقع الأثرية والتي تعرضت للهدم بسبب الفوضى التي لحقت تداعيات ثورة فبراير وما صاحبها من اختلال من الناحية الأمنية وغياب الحس الأمني ،وتعرض هذه المواقع للسرقات الممنهجة والتجارة الغير مشروعة . كانت في مجهودات تذكر لمصلحة الآثارالتي استطاعت أن تسترجع بعض المسروقات ،أما مانشاهد ه في بنغازي من هدم بعض المعالم الأثرية بحجة إعادة بنائها ،أنا ضد الهدم فالأصل يبقى أصل والنسخ يظلا نسخا ،وكنت أتمن من المختصين في بنغازي ومصلحة الآثار وقسم التاريخ الظهور والتنديد بأعمال الهدم ،وضرورة المحافظة على هذه المعالم
التاريخ حقل ملغم ...
وتعد الدكتورة مفيدة محمد سعيد جبران، من مواليد مدينة طرابلس، مستشار بالهيئة الليبية للبحث العلمي، وهي تحمل ماجستير في التاريخ الحديث والمعاصر و دكتوراه في التاريخ الإسلامي من جامعة سليمان الدولية – بتركيا ،. ساهمت بالبحث والدراسة في عديد المؤتمرات والندوات المحلية والدولية، إضافة إلى نشرها نصوصها الإبداعية، وحصولها على أكثر من جائزة في المجال. لديها 6 مؤلفات ،وأخيرا تم اختيارها كمرجع علمي أكاديمي للجامعات الليبية والمؤسسات البحثية
تقول حول دراستها للتاريخ "لدراسة أحداث التاريخية لأي حدث لابد من استقراء تجارب من سبقونا لنفهم حاضرنا بصورة أعمق،ويساعدنا ذلك لاستشراف المستقبل وكيف نخطط له ،فأحداث الماضي وهذه عند دراستها لابد أن تخضع لمعايير علمية في التجميع والتحليل والمقارنة والتفسير أي الإلمام بكل ما يخص حدث ما في التاريخ . فحقيقة التاريخ نسبية ،لان الفكر الإنساني يتطور بتطور فكره وآلياته و رؤيته ،فالتاريخ حقل ملغم ، وهو مساحة مفتوحة لاستنباط واستكشاف أي حقيقة لابد من توفر ركائز هذه الحقيقة ،وعلى دراس التاريخ أن يلم بماضي المجتمع ."
التراث يسكنني
بموجب قرار صادر من الهيئة الليبية للبحث العلمي تقدمت الدكتورة مفيدة جبران بمقترح مشروعها الوطني للتراث المادي والغير المادي وحول حرصها على تقديمه على أرض الواقع ،وهل تعمل المؤسسات المختصة وفق ما يعولون تضيف "من عادة المؤرخ أو الباحث أن يلم ببدايات كل حدث ،وكرئيس للمشروع الوطني للتراث المادي والغير المادي بعد أن قدمت بالمقترح رسميا وتم تكلفي بقرار رسمي ،جاءت فكرته للمحافظة على التراث وتقديمه للأجيال القادمة فليبيا تمتلك من مقومات التراث المادي والغير المادي بشكل متنوع ومتعدد ،والذي يجسد لنا الهوية الليبي بكل ركائزها ،هذه الفكرة كانت تراودني كثيرا في السنوات الماضية وخصوصا بعد أن شاركت في أكثر من مؤتمر دولي إقليمي فيما يخص المحافظة على المتاحف والتراث المادي والغير المادي في كلا من جامعة لبنان ،ومركز طهران ،واتحاد الدولي للمؤرخين العرب ،بورقات بحثية عن الموروث الثقافي الليبي ،وقد تسنى لي الاجتماع بالعديد من البحاث والدكاترة العرب في الدول العربية وتشاركنا همومنا وتبادلنا الآراء في المحافظة على التراث ، ولاحظت بعض الدول لديها اقسام وكليات مختصة في تدريس التراث الثقافي بشقيه فتقدمت بمقترح استحداث قسم للتراث المادي والغير المادي لرئيس كلية الآداب ، آنذاك الدكتور عبد الله مليطان ،وعرضت عليه الفكرة ليكون جسرا ممتدا بين الماضي والحاضر برؤية علمية حديثة ويعزز التعريف بالتراث ومحاولة استدامته وحفاظه لأجيال القادمة ،وكان من الأهداف محاولة البناء الفكري الإنساني للطلبة ،وربط التعليم الأكاديمي بالميداني ،وكانت الرغبة إن مخرجات القسم تساعد المؤسسات البحثية التي تعنى بالمحافظة على التراث على سبيل المثال جهازإدارة المدن الأثرية التاريخية في كلا من طرابلس وبنغازي ،جهاز غدامس ،مصلحة الآثار . والهدف إن مخرجات القسم تجد مكانا لها في سوق العمل. وقد تم اعتماد هذا المقترح وشكلت لجنة كنت أحد أعضاءها ،وكان من مخرجات هذه الاجتماعات تؤكد على ضرورة استحداث قسم ،وانتظرنا أن يعرض على مجلس الجامعة والموافقة عليه ولكن لم نجد نتيجة تذكر . بمجرد انتقالي للهيئة العلمية للبحث العلمي ،قدمت المشروع لرئيس الهيئة والذي وافق عليه مشكورا ،وشكر مبادرتي في فترة قياسية ،واعتبر إن المشروع سيتطور إلى مركز ليبي وسيعتبر إحدى المكاسب العلمية المعرفية . فالمشروع هو مشروع وطني يحتاج لتعاضد محبي التراث لنجاحه ،وقد حرصت على تقديمه للجامعة ليأخذ الجانب الأكاديمي و الجانب التنفيذي ،والذي وافقت عليه الهيئة لمعرفة أصول التراث وتجميعها بالتعاون مع كل المؤسسات والاختصاصات في ليبيا أما الشق التنفيذي فقد وضعنا بعض الخطط الإستراتيجية في كيفية استدامة بعض التراث المادي والغير المادي في مشاريع مستقبلية قصيرة وطويلة المدى يحتاج لدعم مادي ." وتضيف الدكتورة جبران " أنا كعضو أصيل بمشروع المدنية القديمة ،كانت لنا بصمات في المحافظة على التراث المادي والغير المادي في مدينة طرابلس ،وبنغازي ،ودرنة،والجفرة ،في السنوات الماضية بأعداد نقارير مفصلة عنها برفقة فريق وتم فتح مكاتب تابعة لجهاز إدارة المدن التاريخية هذه المؤسسات تقوم بجهدها وفق خطط خاصة بها .أما العمل بهذا المشروع الوطني للتراق هو عمل مكمل بجزئية معينة لم يتناول بعض المؤسسات في الدولة ومن ضمنها استحداث قسم في الجامعة ،ثانيا المشاريع البحثية التي تختص بالجزئيات نحاول العمل عليها بالتدريب على العناصر الوطنية للمحافظة على هذا الموروث الثقافي في ليبيا والذي لازال بكرا ويحتاج للدراسة والتعريف به في العالم العربي والغير العربي يجهل حقيقة الحضارة الليبية والتي تعد من أقدم الحضارات الأخرى ،فليبيا تمتلك أكبر مدينة إغريقية أثرية ،وتمتلك من التراث المادي والغير المادي في الموسيقى والشعر والصناعات التقليدية تحتاج لموسوعات ،وكل هذا لايتأتى إلا بجهود المحبين لهذا التراث وتعاضدهم وإخراجه كمشروع دولة وليس فرد ."
"عرافة دلفى "
وعند سؤالي كيف اتخذت الشاعرة مفيدة جبران لقصيدتها نسقها الخاص دون التأثر بشعراء أخرين قالت "ديوان "عرافة دلفى "نتاج عمل عام ونيف ،في الماضي كنت أكتب خواطر نثرية مازلت أحتفظ بها في درج مكتبتي ،في عام 2020 تفتقت في روحي بعد حضوري العديد من الأمسيات الشعرية المرافقة لمعرض الكتاب ،تفتقت لدي الرغبة في كتابة نصوصا نثرية لم أقدمها إلا بتشجيع من أساتذة في اللغة العربية . تقدمت بها بعد ذلك في مسابقة رابطة الكاتبات المغاربية ،ووصلت للائحة الطويلة في يناير 2021م ،وهذا شجعني أن تخرج للنور ويخرج على هيئة ديوان وتجد طريقها للنقاد والدارسين. في "عرافة دلفى "قدمت فيه مفيدة جبران نصوصا ذاتية بمشاعر متباينة جمعت ما بين الفقد والفرح والوطنية ،وفي جانب آخر هوسها بالتاريخ والأساطير .
اجتهاد وتحدى ...
تدخل القدر والموروث العائلي غير مسار رغبة الدكتورة مفيدة الشديدة في دراسة القانون واستبدلتها بدراسة التاريخ وحول هذا تقول "نعم كنت مسيرة ولست مخيرة ، فمنذ صغري كنت محبة للقراءة والاستماع إلى القصص والحكايات والأساطير التي كانت تسردها علي أمي مرورا بعمتي وجدتي وختاما بسيدات الكبار في العمر،لي ذاكرة قوية تخزن كل الأشياء لدرجة سميت "بالذاكرة الفولاذية "لقدرتي على تذكر الأشياء التي حدثت معي في طفولتي على ظهر قلب ،أذكر والدي وهو سبب رئيس في تحصيلي المعرفي عندما كان يجلب للبيت القصص ومجلات ميكي ماوس ،ومجلة الأمل ،المختار أزهرة الخليج ،والموسوعات العلمية ،وقصص الأنبياء التي لاتخلو من مكتبته ،أيضا رواية "ألف ليلة وليلة "التي أعدت قراءتها مرات عديدة ،وراوية "مجدولين "و"السبيل الي التاج " انخرطت في دراستي للتاريخ بكل مجهودي ولاني مجدة اجتزت سنواتي الدراسية وألحقتها بالماجستير واخيرا الدكتوراة رفقة 7مؤلفات حول تاريخ طرابلس . أنا امرأة أتحدى كافة الظروف ،وإصراري وحبي للعمل والتزامي بالمواعيد اكتسبتها من والدي . تكتب جبران القصة القصيرة تمتلك القدرة على السرد السلس والحبكة المتقنة ،وقد شاركت مؤخرا في مسابقة القصة تقول عنها "في القصة القصيرة شاركت الفترة الماضية :بزهرة أور كيدا"بالمسابقة القصة القصيرة التي نظمها اتحاد المثقفين العرب "ونلت الترتيب السادس . تقول حول ذلك "كتابة القصة القصيرة تحتاج لكم معرفي في المفردات ،كذلك لحبكة جميلة في السرد ،إلى جانب الخيال الذي يتميز به في شد القاريء ،وفي كتابة القصة أنا هاوية فلم أدرس اللغة كتخصص " تختتم حديثها بإجابتها حول سؤالي عن المشهد الضبابي الذي تعاني منه ليبيا واستقراءها له حيث تقول "قراءتي تدعو للحزن والإحباط هذه الفوضى في المشهد السياسي ،والتشبث بالقرار والوجودية دون الغير ،وعدم توحيد الحكومات وإعادة هيبة ليبيا الوطن . أتمن أن تخرج ليبيا من هذا النفق المظلم الذي وضعت فيه بسبب تدخل أيادي خفية خارجية ،وأن تتوحد الصفوف ولتخرج انتخابات نزيهة تستفتي الدستور ."