Nov 21, 2024 Last Updated 7:25 AM, Nov 21, 2024
الكاتبة الليبية عائشة الأصفر الكاتبة الليبية عائشة الأصفر

حنان علي كابو

صدر عن مكتبة طرابلس العالمية للنشر والتوزيع للروائية القاصة عائشة الأصفر "إيشي " جاءت من القطع الكبير وبتصميم التشكيلي "القذافي الفاخري " وضمن إصدارات المكتبة لعام 2023م

وتعد هذه الرواية التجربة السادسة في عالم الرواية بعد "خريجات قاريونس ""اللي قتل الكلب "،"اغتصاب محظية "،"علاقة حرجة "،"النص الناقص "

كتب عنها الدكتور عبد الحكيم المالكي في دراسة خاصة نستقطع جزء منها ...

"نحن إذا مع روائية المكان؛ ولكنه ليس المكان المجرد، إنه المكان جغرافيا نابضه بالتاريخ؛ وضمن هذه الجغرافيا وضمن أفق التاريخ الممتد قدما ومستقبلا نجد - من جديد- شخصيات شديدة التعقيد تعيش ألمها الخاص، وتدور على نفسها بشكل غريب ومميز، ضمن سرد نابض بالحياة، وفي رواية خاصة ومختلفة وبطريقة لم تشاهدها سابقا في رواية؛ فهذه الشخصيات مختلفة جدا، سواء الشخصية الرئيسية (أحبيب) الذي نتابع هوانه لدرجة أنه لا يكاد يمتلك اسما خاصا، ذلك الشخص شبيه الديك، الذي يدور على نفسه باستمرار ويعيش تصور للعالم من وعي الدواجن، ضن تجربة مهانة لامثيل لها في فضاء مكاني يعتمد على القوة، كما يعيش مع تصوره الداخلي ذلك فتنة مظهره الخارجي البائس، ويعيش فتنه الاعتداء عليه جسديا، ويعيش فتنه طيبته في مجتمع يعيش تحولا كبيرا وسريعا، وفي لحظه فارقة فُقِدَ فيها القانون والعقل، وعاش الكل بالغلبة وما يريدون.

رفيقته الدائمة إيشِّي التي تزعم قدومها من اثيوبيا وتتكشف الرواية عن رؤى أخرى وأبعاد مختلفة لحياتها. نتابع إيشِّي بكل رقتها وتميزها التي تبدو قريبه الى حد كبير من شخصيه مريم شخصيه المرأة الرومانسية المرهقة والتعيسة في روايتها النص الناقص.

لم تكتفي الروائية في هذه الرواية بشخصيتين فقط، وانما رسمت عبر عديد الشخصيات ذلك التناقض بين المرأة الجنوبية والشمالية؛ حيث وضعتهما في وضع تقابلي يبرز ذلك التباين؛ الذي ليس تباينا في الشكل ولا في الملبس ولا في الوعي ولا في الثقافة فقط؛ وانما تباين في الأعماق؛ إذ أن كل واحدة تضع لنفسها فلسفتها ورؤيتها وتتأمل في الحياة بحسب طريقتها.

رأينا -أيضا-البيت السبهاوي الراسخ الذي تمثله زمزم والده (أحبيب) مقابل بيت أزهيرة البائسة القادمة من أفريقيا، التي تسعى للقمة عيشها بشتى الطرق، وبينهما تابعنا نعيمة وأمها وتابعنا عديد العائلات المختلفة، كما تابعنا شخصيات ذكورية مكتملة النمو مختلفة ومتضادة أو متباينة ثقافيا وأخلاقيا من توكة إلى أمبية، إلى أحواس، كما تابعنا من خلال إيشِّي ورحلاتها المزعومة قصصا تحكي عن الجغرافيا والتاريخ في اثيوبيا وعن بنغازي وعن طرابلس.

الشيء المركزي في هذه الرواية وفي النص الناقص -أيضا-هو تلك الرحلة من الشمال الى الجنوب ومن الجنوب الى الشمال؛ حيث قُدِمَتُ الرواية من خلال جلسة حواريه تدور بين (أحبيب) وخادمتهم إيشَّي في الحافلة التي انطلقت من طرابلس ومرت بهم من غريان ثم بالقريات ثم بعض مناطق الجنوب متجهة الى سبها، نتابع حديث إيشِّي عن توجهها إلى صديقتها في مرزق عايشه بكوري.

أخيرا.

في روايتها الجديدة إيشِّي نتابع تحولات أحداث الشخصيات ضمن نص روائي عابق بالجنوب بروائحه وملامسه ومذاقه وصوره السمعية البصرية؛ ولكنه وهو يكون كذلك، لا يكون متنا تصويريا عاديا مجردا، فمع هذا التصوير نجد ذلك التقاطع ضمن الصور الخاصة للتاريخ والجغرافيا مع الالم النفسي والشخصية الاجتماعية المعقدة والمنبوذة، ذلك كله ضمن تلك الشعرية العالية وذلك الهدير المعبر عن القلق والالم لأنفس تعيش لحظات ما قبل الموت، أو لأنفس تنازع الموت ولكنها وهي تنازعه تسعى لان تكون خالدة عبر تأملاتها في كل لحظه؛ فنحن اذا مع نص شعري روائي تأملي باقتدار، نص مميز ادعوا لقراءته. نص مختلف جدا عن كل ما ستتصورونه، نص حقيقي صاخب بالحياة، فيه وعي مناسب لتلك الشخصيات، مع دراما سرد تأخذك من البداية في هديرها ولا تتوقف؛ إنه نص (إيشِّي) المميز، شكرا للأستاذة عائشة على كل هذا التميز على كل هذا الابداع".

 

اشترك في نشرتنا الإخبارية

ليصلك كل جديد من أخبار ومقالات وأخر القضايا الساخنة ... ضع بريدك الإلكتروني هنا

أعلن معنا هنا

 

أعلن معنا في الليبي اليوم

 

  • المقر بنغازي / ليبيا شارع عبد المنعم رياض/ عمارة الإعلام/ الدور الأول الهيأة العامة للصحافة بنغازي
  • +218.92.758.8678
  • +218.91.285.5429

 

read more