Nov 08, 2024 Last Updated 8:31 AM, Nov 6, 2024

الأديب محمد عقيلة العمامي لليبي اليوم / وظفت تجربتي لاعتزازي بها......! مميز

الأديب محمد عقيلة العمامي الأديب محمد عقيلة العمامي

حنان علي كابو

عاركته الحياة كثيرا، واختبرته عميقا، ظل دائما ثابتا أمامها واقفا في المقدمة كربان سفينة، مخلصا للكتابة رغم تأخر ظهور كتاباته، مخلص لأصدقائه حد شغل مكانهم في الغياب. . للبحر قداسته وللعمر حكاية طويلة ...!

نقرأ في سيرته.

محمد عقيلة العمامي

تاريخ الميلاد: 1943 مكان الميلاد: بنغازي/ليبيا مجالات الكتابة: القصة/ الرواية/ المقالة.

نشا وتربى بمدينة بنغازي، وفيها تعلق بالبحر وحياة البحر، حصل على الليسانس من كلية الآداب بجامعة قاريونس-لغة إنجليزية/1971.

تتمحور قصصه حول البحر وعوالمه وحياته، من رياس وصيادين، وكائنات بحرية، شغوف بالعلوم البحرية وما يتعلق بالأسماك.

في مجال الإبداع القصة القصيرة:

  • (الحوت والقبلي)، (قلوب الأخطبوط)، (الديوك)، (رد قلمي).
  • (مقالات قورينية) مجموعة مقالات

في الرواية:

- (ليلة عرس الجمل)، (كوامي ايايا)، (وردة بنت شفيق)، (وشم على جدار العين).

- الكراكوز (رواية تاريخية)

- (قهوة سي عقيلة) ذاكرة توثيقية لسيرة مكان

- (منابت الريح) توثيق سيرة الراحل الأديب خليفة الفاخري

- (قطعان الكلمات) بحث في اسلوبي النيهوم والفاخري

- (أسفار العنف والمال). دراسة تاريخية عن اليهود

كتابات عن البحر والأسماك:

  • (أسماك المتوسط)، (سلوك الأسماك)، (طرق صيد الأسماك) (طهي الأسماك (وصفات لطهي الأسماك).

 

-تضييق الفضاء الممتد أمام المبدع هل سبب في تأخر ظهور العمامي آنذاك أمام الساحة الأدبية في ليبيا ؟

.. فضاء المرء لا يضيق أبدا، ولكنه يتسع باتصاله بالناس وبعلاقاته الحياتية بهم كافة، فما بالك بمن يرتبط بهم من ذويه وجيرانه ورفاقه، بل بأبناء وطنه كافة! أما إن منح الله الرؤيا والرؤية، فقد منحة حياتين متسعتين. الحياة الواقعية والأخرى الافتراضية والاثنتين هما واقعه:

" ..   ظروفي العائلية، وقفت حائلا كبيرا بيني وبين بقائي في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1970. كانت الحياة في تلك الفترة بالنسبة لشاب لم يتجاوز عقده الثالث حلما كبيرا. ظروف أسرتي وفقر عائلتي (المادي) وقفت حائلا دون ذلك الحلم، فلقد توفرت لي فرصة مواصلة دراستي الجامعية، وكذلك الحياتية ولكنني لم أتمكن من ذلك، ولقد وضحت ذلك في كتابي (فهوة سي عقيلة). وهو قرار كان صائبا جدا عندما أتأمله وأنا اقترب من بداية عقد حياتي الثامن! ".

   الساحة الأدبية كانت في مطلع السبعينيات مفتوحة لكل من له موهبة الإبداع، فلقد عاصرت بدايات صديقي الكاتب الكبير خليفة الفاخري، الذي كانت ظروفه المادية لا تختلف كثيرا عن ظروفي، غير أنني كنت أكثر منه التزامات بسبب كثرة شقيقاتي وفقر والدي المادي، وعدم ملكيته لسكنه الخاص، وصعوبة مهنته، وفوق ذلك كبير سنه. كان من الصعب جدا امتهان الكتابة أو أن يؤخذ المرء بجمالها وروعتها. فعلى الرغم من بدايات قليلة منذ الستينيات إلاّ أنني لم أؤخذ بالكتابة، إلاّ متأخرا جدا، فسبق لي وأن اعلنت من أنني من كتاب التسعينيات! ".

   الكتابة للكاتب هي ما يريد قوله للناس، (روايته) لما يعتمل في صدره، وماهي الرواية أكثر مما يريد قوله، في حبكة ادبية تسعد المتلقي، أو تأخذه بعيدا إلى واقع غير الواقع الذي يعيشه، ولكنه يعرف أنه موجود وقريب منه، ولكنه لم يعشه تماما وإن كان قد أحس به سلبا أو إيجابا. الرواية، باختصار شديد، هي أساس ما يريد الكاتب أن يرويه!

 

 الكتابة لدى البعض متنفس وما بين المتعة والمعاناة، لماذا تكتب؟ -

  لا أعتقد أنه من الصواب أن نوصف (الإبداع) بمعنى الكلمة الرائع بمتنفس! المتنفس هو في تقديري ما يضيق به صدر المرء، والإبداع الذي يعتمل في صدر الكاتب ويريد البوح به حتى وإن كانت نهايته حزينة هو ما يخنق الكاتب ويريد أن يخرجه من أعماقه. كتابات النيهوم، النقدية، لا يمكن أن نصنفها تحت بند (متنفس) فهي على الرغم من نقدها المؤلم إلاّ أن سخريتها تعكس روحا ساخرة مرحة، وكذلك هي شخصية النيهوم، مرحة ومتفائلة للغاية! ولعل أحرف كتابات الفاخري كلها مؤلمة ومحزنة وهو يعرى واقعه، وأيضا واقعنا المزري، حتى أن صديق مصري، قال لي من بعد قراءة نصوص الفاخري: " هو صاحبك مالو شايل الدنيا فوق دماغو. " وبعدما التقى به في سهرة ظريفة، قالي لي: " لا أحد بمقدوره أن يتخيل الحزن الجليل الذي قراءته، تكتبه هذه الشخصية المرحة– يقصد الفاخري -. " الخلاصة في تقديري أن الكتابة ليس متنفس وإنما أبداعا قد يكون ناقدا، أو ساخرا أو حتى حزينا! " وهي في تقديري ليست متنفسا!

 

في وحدتك وأنت منشغل بالنص وعوالمه، متى يحضر المتلقي الافتراضي عندك؟

في الغالب شخصية قريبة مني، تكون جزء من الموضوع، أو قراءة لنص او رواية أو قصة لي فيها تشابه أو مشاركة مع أحد ما. باختصار يعني دائما أن هناك روح استحضرها، وفي الغالب لإنسان أحبه وأحترمه.

 

من يغذي الكتابة في روح العمامي؟ -تنقلك بين القصة والرواية والمقال ماذا أتاح لك؟

تجربتي هي ما تغذي كتاباتي، وغالبا تجربتي الشخصية المباشرة حاضرة فيما أكتب، أول نص كتبته كان مقالة وكانت مبكرة جدا، أخذها استاذي، في المرحلة الاعدادية، وهو الكاتب ابوبكر الهوني، ونشرها في صحيفة العمل، وقال لي لن انشر لك شيئا حتى تأخذ الشهادة الاعدادية. ولكنني لم أكتب إلاّ بعد أن وصولت الجامعة. كانت بضعة مقالات ودراسات عن كتابات الفاخري، وكان الاستاذ محمد الشويهدي ينشرها في الصحيفة التي حلت محل الحقيقة وأعتقد أن اسمها المجاهد.

 

علاقتك بالبحر عميقة اظهرتها مجموعة الكتب حوله، ماذا تقول عن البحر بعيون العمامي؟ -

بعد تركي العمل الحكومي، بسبب قلة المرتب، وحجم اسرتي، اتجهت إلى البحر، الذي كنت أمارس الصيد فيه كهاو. وعندما اكتشفت أن الدخل منه أكثر بكثير من العمل الوظيفي امتهنته، خصوصا من بعد أن وجدت نفسي ادرس سلوك الاسماك وطرق صيدها، وعلاقتها بالطقس والرياح، فبدأت أكتب عنها، واستعنت بما كتب عنها في الغرب، ودرسته، وتأسس على ذلك اصدار خمسة كتب عن البحر والأسماك، وطرق صيدها وطهيها.

والحقيقة ابحاثي عن الاسماك تأسست في توظيفي بقرار من الراحل الدكتور رؤوف بن عامر في تعييني مترجم ما بين الهيئة والاستشاري الذي كان حينها شركة انجليزية، فأخذت اترجم المراسلات بين اللجنتين وتأسست لي صداقه من مهندسي الشركة وكانوا بريطانيين واستراليين، فكان منهم من يزودني بمراجعي، مقابل ما أوفره لهم من أسماك، خصوصا تلك التي لا يرغبها الليبيون، ولكن من بعد ترجمة سلوكها وطبيعة لحومها وطرق صيدها اصبحت مطلوبة جدا في اسواق السمك الليبية وهي على سبيل المثال (الكركند الشائك) – الستاكوزا – وبعض الرخويات.

مجموع من كتابته عن الأسماك خمسة كتب. اسماك المتوسط، سلوك الاسماك، طرق صيدها، ثلاثة مجموعات عن طرق اكلها، وخمس مجموعات قصصية، وبروايتي الخمسة: 1-ليلة عرس الجمل 2-كوامي ايايا 3-وردة بنت شفيق 4 –الكراكوز 5-وشم على جدار العين ولقد لخصت ذلك كله في توثيقي كتابي الأخير (قهوة سي عقيلة)

في تلك الاثناء توثقت صلتي بصيادي السمك برصيف بنغازي باعتبار أنني استاذ جامعي وأيضا حوات (مزفر) شأن صيادي السمك كلهم. وتوثقت صلتي بهم كثيرا فكانوا وراء تعييني مديرا لشركة الصيد.

أما عن مجموعتي القصصية الأولي وهي أول إصداراتي، فقد وكنت اقضى الأماسي في البنكينه وهناك، كتبت مجموعة قصص قصيرة، كان الفاخري، الذي يقضى معي سهراتنا في البنكينه، يحتفظ بها قائلا، مدعيا أنها تحتاج إلى (شوية تعديل) ولكنه كان يحتفظ بها. إلى أن فاجأني بها ذات يوم مطبوعة أنها مجموعة (الحوات والقبلي) للتواصل كتبي من بعد هذه المجموعة إلى حوالي 15 عمل.

 

أي تأثير خلفه الراحلان النيهوم والفاخري حتى تصدر قطعان الكلمات المضيئة؟

عندما تنتبه إن صديقك يراك بعيونك، وعندما تشعر إنك أيضا تراه بعيونه، فأعلم انكما تعيشان صداقة وصلت، بحق، حد التأخي. هكذا كنت والراحل مازال يعيش معي حتى الآن. ومازالت اسرته تعاملني كأنني خليفة ومازالت اسرتي تفتقده وكأنني انا. وفوق ذلك خليفه كان استاذي، والنيهوم كان فيلسوفا عبقريا في أسلوبه وفي فلسفته وعلمه. وكان الناس يرون انهما متشابها في كتاباتهما ولكنهما ليس كذلك فالموضوع واحد ولكن الاسلوبين مختلفين تماما.

 

في رواياتك وقصصك هناك ظلال اشبه بالسير الذاتية. توظيف الروائي لحشد من ذكرياته في اعماله الإبداعية، هل توثيق لمرحلة ما ام التخلص منها عن طريقة الكتابة؟

 أنا معتز وفخور بحياتي. وذكرياتي هي بهجتي وفخري بكفاحي واصراري على خروجي واسرتي من قبو الفقر. امضيت حياتي منذ السنة الرابعة الابتدائية طالبا بمدرسة العمال الليلية ووصلت بإصرار الجامعة مع رفاق فصلي في المرحلة الابتدائية الصباحية. ومازال وأولئك الرفاق أصدقاء حتى الآن. عشت حياتي كما اردتها. والحمد لله فخور انا بمسيرتي وسيرتي. واشعر ان أبنائي واحفادي ورفاقي اما فخورين بي،

لعلني ابرزتها بشهود كثيرين منهم مازالوا احياء ابتدأتها منذ سنة 1952م، ولقد سردت هذه السيرة بكتابي (قهوة سي عقيلة).

 لماذا لم يتجه العمامي إلى الترجمة العالمية وهو خريج لغة انجليزية. وفضل ترجمة قانونية؟

 اتجهت للترجمة القانونية كمهنة، ولكن ترجمتي لإبداع الغيار يشبه بيعي لزهور لم ازرعها ولم ارويها ولم اعتني بها واحافظ عليها من السوء كله. كبائع لوحات وليس مبدعها. ترجمت بضعة اعمال ادبية ولكنها لم تكن تعني لي لا مصدر رزق ولا عمل ابداعي.

 العمامي كقارئ أي الروايات التي كتبتها يفضلها، ولماذا؟

 اعتقد ان أفضل روايتي هي ليلة عرس الجمل " والحقيقة ان معظم ظروفها واقعية عشت "بعضها ورأيت بعضها..." وجاءت في وقت عصيب. وأنا فخور باحتفاء كلية الآداب بمصراته بأسبوع ثقافي تناولت خلاله أقلام أدبية متخصصة ببحثها والكتابة عنها طوال أسبوع. وقد أسعدني كثيرا إن صداقات تأسست بيني بين نخبة منهم، أحدهم اعترف لي انه أحسن كأنني اكتب عنه فلقد مرة بتجربة مماثلة. وفي العموم في أعمالي اهتم بالهوية وطبيعة التدين والعلاقة يبنهما.

 

تطرقت في رواية "كوامي ايايا " لمسالة المعتقد الديني وعلاقته بالهوية. كيف تقبله الوسط الأدبي والقارئ. هل استطاع العمامي بتكنيكه ان ينفذ من سطوة الثالوث المحرم؟

 "كوامي ايايا" تجربة حقيقية لشخص اعرفه، وكذلك رواية "وردة بنت شفيق" لم اقترب مطلقا من الدين. فانا مسلم وبالتالي مقتنع ببقية الأديان. الكتاب الوحيد الذي صنف ديني هو: "اسفار العنف والمال" وهو كتاب يتناول المعتق اليهودي وليس الاسرائيلي.

 

 

 

اشترك في نشرتنا الإخبارية

ليصلك كل جديد من أخبار ومقالات وأخر القضايا الساخنة ... ضع بريدك الإلكتروني هنا

أعلن معنا هنا

 

أعلن معنا في الليبي اليوم

 

  • المقر بنغازي / ليبيا شارع عبد المنعم رياض/ عمارة الإعلام/ الدور الأول الهيأة العامة للصحافة بنغازي
  • +218.92.758.8678
  • +218.91.285.5429

 

read more