Nov 08, 2024 Last Updated 8:31 AM, Nov 6, 2024

نهلة العربي ...الكتابة شفاء حقا ...! مميز

نهلة العربي ...الكتابة شفاء حقا ...! نهلة العربي ...الكتابة شفاء حقا ...!

حنان علي كابو

للروائي حياة أخرى، ينسجها من ضفته الخاصة، يخلق شخصياته يضفي عليها ملامحها، ويسرد تفاصيلها الدقيقة بالكثير من المتعة والإبهار، ويترك توقيعه ببصمة بأسلوبه، وماذا لو كانت تلك الرواية حياة الروائي نفسه أشبه بالسير الذاتية، ولكنها سيرة مرض، بل الأدق رحلة مع المرض الذي ينهكك نفسيا وجسديا في محاولة مجدية لئلا تقع في قبضته مهما كانت محاصرته ومهما كانت بشاعة صوره ومهما حاول تطويقك بمعاناته وإسقاط جزء من ذاكرتك في غياهب النسيان.

 هكذا طلت الروائية الصحافية نهلة العربي المقيمة منذ سنوات في قاهرة المعز، بروايتها الثانية التي حملت "أثر الغائيين "، وبمشاعر متناقضة بدأت العربي بقرار صارم في البدء بالكتابة، معتمدة على سرد أحداث من ذاكرتها التي لم تعد تعمل جيدا حيث تقول:

أعتقد بأنني كنت أكتب الرواية وبداخلي مشاعر متناقضة، سعيدة لأنني وأخيراً سأكتب عملا روائيا جديدا، في فترة مرضي كنت أظن طوال الوقت بأنني لن أتمكن من إنجاز عمل أدبي جديد، وسأظل من الكتاب أصحاب الرواية الواحدة.

 عندما عقدت العزم بدأت الكتابة فوراً، وكنت أعتمد على سرد الاحداث من ذاكرتي التي لم تعد تعمل بشكل جيد بسبب السرطان، فحاولت جمع أكبر قدر من المعلومات من العائلة وكل من كان بجواري في تلك الفترة".

 

وأنت منهمكة في الكتابة، بماذا كنت تفكرين؟ تجيب العربي قائلة:

كنت أفكر بأنني عليّ الاستمرار وألا أتوقف أبداً إلا عند كلمة (النهاية)، كنت أفكر بأن عليّ إخراج كل الألم والمعاناة على الورق لأتخلص منها وللأبد هذه المرة، كنت أتوقف عند كتابة فصول معينة عندما تغمرني الذكري بألم عشته وتشعرني بأنني أعيشه من جديد، كنت أركض بخارج الغرفة وأبكي ولا أعود للكتابة إلا عندما أهدأ.

 

 مجالستك وجها لوجه مع المرض في أبشع صوره، ماذا كنت تقولين له؟

هذا العمل موجه في السرد إلى أبني أدم لأنني أردت أن يعرف تفاصيل ما كان يدور حوله ولم يفهمه لصغر سنه (5) سنوات، الرواية عبارة عن رسالة طويلة له لفترة حاولت عدم التعمق في ذكريات فترة المرض والمستشفى والعمليات والإشعاعي والكيماوي والعلاج النفسي، ولكنني أدركت بأن المواجهة حتمية، كان على أن أخرج كل هذه الدوامة من داخلي واتركها على الورق وأستدير لمواصلة حياتي.

 

هل كانت نهلة تقتل المرض في كل مرة تكتب عنه؟

كنت أرغب في قتل المرض نعم، وقتل كل المشاعر السلبية التي خلفها بداخلي، وكنت أريد أن أخبر السيدات على وجه الخصوص المصابة بالسرطان، أن هناك أمل وهناك من يشعر بك ويعيش نفس تجربتك ويمد لك يده للمساعدة.

 

هل الكتابة نوع من الشفاء؟ ماذا منحتك أثر الغائبين بعد الانتهاء منها؟

الكتابة شفاء حقا فبعد الانتهاء من الرواية شعرت بالانتصار على كل مخاوفي من الفشل في تقديم المزيد، أظن بأن من سيقرأ الرواية سيفهم كل شيء، فهي سيرة شبه ذاتيه، وأقول هنا شبه لأنني تركت بعض التفاصيل ولم أعد أذكر البعض الأخر، فحاولت بأن أملاء الفراغات ببعض من الخيال.

 

هل ثمة لحظات معينة كنت تفضلين الكتابة فيها؟

. كنت أفضل الجلوس وحيدة وقت الكتابة، في غرفة مغلقة أستمع إلى موسيقي شرقية هادئة، كنت أكتب يومياً لساعات حتى أشعر بأنني تعبت من التركيز في الشاشة، هنا فقط كنت أترك الذكريات لليوم التالي.

 

لماذا آثرت نهلة ان تتحدث عن تجربتها مع المرض في هيئة رواية؟

جربت الفيديو لسرد جزء من التجربة ولكنني لم أشعر بالرضي ولم أستطع من خلاله التحدث عن كل ما أردت التحدث عنه.

 

هل الرواية أبقى من كل الأشكال الأدبية الأخرى والأكثر أثرا؟

لطالما كانت الرواية الجسم الأدبي الذي يمكن أن يحتوي ما أريد قوله.

 

نهلة العربي: صحافيةـ وكاتبة ليبية، روائية صدر لها أول رواية عام 2012.م حملت عنوان "الساحر "، درست الأدب الإنكليزي عام 2006، وعملت في مجال الصحافة لفترة ثم عملت في مجال تصميم أغلفة الكتب وأول أعمالها في مجال التصميم غلاف رواية «كاشان» للكاتب أحمد البخاري.

 

اشترك في نشرتنا الإخبارية

ليصلك كل جديد من أخبار ومقالات وأخر القضايا الساخنة ... ضع بريدك الإلكتروني هنا

أعلن معنا هنا

 

أعلن معنا في الليبي اليوم

 

  • المقر بنغازي / ليبيا شارع عبد المنعم رياض/ عمارة الإعلام/ الدور الأول الهيأة العامة للصحافة بنغازي
  • +218.92.758.8678
  • +218.91.285.5429

 

read more