حنان علي كابو

تبهرها التفاصيل الدقيقة التي تطلق العنان لمخيلتها ،فتسكب هذا الخيال على الورق، أسرها السرد وتصاعد الأحداث التي تجعل البهجة تحوطها والتشويق يبلغ مداه .وجدت أسماء القرفني نفسها في عالم القصة، ومنذ طفولتها احبت السرد ،تتذكر ما يفوت شقيقتها من حلقات الكارتون أو الأفلام كانت ترويه لها بدقة ودون أن تغفل عن أي تفاصيل ، تقول "لا انسى ما قالته لي ضاحكة في احدى المرات بعد ان اُعيد عرض احد الأفلام التي رويتها لها : -وكأني اشاهده للمرة الثانية"، ……. كانت زائرة منتظمة لمكتبة والدها التي تعج بمجموعة من الكتب والروايات تضيف "عندما ادخلها تجذبني رائحة الكتب وتعجبني الوان الاغلفة وتشدني العناوين ، اقتني احدى الروايات والبهجة تحوطني، أعيش بين سطورها وكلماتها وكأنني احد ابطالها، يذهلني الوصف وتصاعد الاحداث والتشويق ولا تفوت ثلاثة أيام الا وقد اتممتها بالمجمل احب ان اسرد ما أرى بإسهاب وتفاصيل دقيقة قد لا تلفت نظر البعض لكنها تبهرني وتطلق العنان لخيالي حتى بدأت مؤخراً في سكب هذا الخيال على الورق وصار ذلك امتع الأوقات بالنسبة لي خصوصاً بعد ان تتكامل الصورة في مخيلتي واجد نفسي نجحت في كتابة قصة ترضيني"
القاصة أسماء تنحدر من عائلة مبدعة ،في الكتابة والتصوير وتعتقد إن الجينات والبيئة المحيطة لهما اكبر الأثر" أبي كان كاتباً وقارئاً ومتذوقاً من الطراز الأول للفن بأنواعه وخالي شاعر وكاتب أيضاً،"
وترى إن ما يميز القصة عن صنوف الإبداع الأخرى عالمها الممزوج من الدهشة والمعرفة والتشويق والفضول "القصة عالم مختلف بالنسبة لي ، عالم من الدهشة والمعرفة والتشويق والفضول واثارة التساؤلات واقتناص المواقف، البانوراما التي توفرها القصة قد لا تتوفر مجتمعة في صنوف الابداع الأخرى رغم حبي وتقديري الكبير لكل الفنون"
تترقب القرفني إصدار مجموعتها القصصية الأولى بلهفة بعد أن أرجأت الفكرة كثيرا "منذ فترة طويلة وأنا أجاول اصدار كتاب ولكنني اؤجل في كل مرة، بسبب الهاجس الذي يلازمني دائماً وهو ان علي الا استسهل الكتابة وادقق كثيراً فيما أكتب واراجعه مرة واثنين وثلاثة واتركه لفترة ثم ارجع لقراءته من جديد وارى ان كان يرضيني ام انه مازال بحاجة للتعديل . اصدار كتاب من وجهة نظري ليس أمراً سهلاً فهذا الكتاب سوف يلتصق باسمي مدى الحياة لذا علي الا اتسرع فليس المهم ان يكون لي كتاب بل المهم ما يحويه هذا الكتاب. عموماً قريباً جداً سأصدر مجموعتي القصصية الأولى وارجو ان يحالفني التوفيق وانال رضا القارئ"

يظل عالم المرأة وحقوقها وما تتعرض له أكثر المواضيع التي يثير قلم القاصة أسماء
" كتبت في الكثير من الموضوعات كتبت عن المرأة وحقوقها ، عن الرجل، عن العقوق ، عن المرض النفسي، عن الخيانة ، لكن المرأة وحقوقها وما تتعرض له من خيانة وظلم وانتقاص بسبب جنسها هو اكثر موضوع يستهويني واحب الكتابة عنه ، قصة (عندما تتداعى الأشياء )و(لست انا )و( اتهام) و( عاصفة)اعتبرها من اجمل القصص التي كتبتها ولاقت اعجاب الكثير من القراء"
وتؤكد إن القصة لا تقدم وعظاً ولا ارشاداً ولكنها تلقي حجراً فتحرك الراكد ،وتقرع جرس تنبيه
"لكي نعالج عيوب ومثالب مجتمعنا علينا ان نسلط الضوء عليها كي نراها بوضوح ، طبعاً القصة لا تقدم وعظاً ولا ارشاداً ولكنها تلقي حجراً فتحرك الراكد وتقرع جرس تنبيه ليس له صوت عالٍ ،لكنه مؤثر ويزداد تأثيره كلما كان النص اكثر اتقاناً ومهارة، فالإتقان في السرد والتشويق والإمساك بخيوط الحبكة وتضفيرها بمهارة هي التي تشد القارئ وتحبس أنفاسه وتستحوذ على تركيزه بالكامل ولا تتركه الا عند الخاتمة بغض النظر عن الموضوع الذي يتناوله النص

مؤخرا فازت القرفني في مسابقة الأقلام الجادة لصالون التميز في دورته الثانية بنص "عندما تتداعى الأشياء " وتشير أن الفوز في مسابقة دولية يمنحنها ثقة أكبر ويفتح أمامها فرص أكثر "يجعل الصوت الداخلي الذي يطالبني بالأفضل يهدأ قليلاً وان كان ذلك لفترة زمنية محدودة"