حنان علي كابو
" ("تَخَيَّلْ لو وَجدْتَ مَنْ يَسْتِطيعُ تَحْقِيقَ رغَبَاتِكَ كلِّهَا وبِكُلِّ سُهُولةٍ؟! وهَلْ يُمكِنُ فِعلاً للْخَيالِ أنْ يُصبحَ بَدِيلاً حَقَيقيّاً للْوَاقعِ وذلَكَ عِنْدمَا يَجلبُ معَهّ أُمْنِياتِكَ إِلَى واقعِكَ ؟!
الطُّمُوحَاتُ الوَاهِيةُ كَالسَحَابةِ العَابِرةِ لَيْسْ لَهَا قُوْةٌ لِتُخرِجَ مطراً غزيرا"ً"
عبر هذهِ كانتْ الكلمات الَّتيِ أطلَّ علِينا بِهَا الكاتب المبدع والمُتميّز معتز بن حميد غِلاف كتابهِ (حِكَايةُ أَمَانِي عَلَى دَفترٍ أبْيضَ)، والّذِي أبرز لقِصّةِ أُمْنِياتِنا بَيْن الوَاقِعِ والخَيالِ، وهِي قصةٌ طَويلة للأطفالِ والناشئة.
حيثُ يعتبر هذا العمل الجديد هو التجربة الثالثة للكاتب معتز بن حميد فِي عالم الطفولة الساحر، بالتعاون مع الفنان إيهاب الفارسي ، وهو صاحب اللوحات المرسومة داخل فصول القصة، ولوحة الغلاف. وتُولي كعادتها دار البيان للنشر والتوزيع، اهتمامها بأدب الطِّفْل، حيثُ يعتبر هذا ثاني كتاب تنشره الدار في هذا المجال للعام 2022، ويُمثّل هذا الكتاب أَحد أهم القصص الهادفة فِي عالم الأطفال والناشئة؛ والّذِي يُثري الفكر ويفتحُ الأفق للتطلعِ نحْوَ الأفْضل)
بهذه التغردية الخاصة اعلنت دار البيان عن صدور قصة جديدة لعالم الأطفال الساحر وبثنائية تأليفا ورسما معتز بن حميد والتشكيلي إيهاب الفارسي
بادرة جيدة لشريحة تعاني الان في ليبيا"
والذي من جهته عبر لصحيفة الليبي اليوم عن بالغ سروره بهذه التجربة حيث قال "كانت تجربة جميلة ومختلفة عالم آخر، استمتعت كثيرا . واستخدمت خامة المائي الخفيف علي الورق من اصعب طرق التلوين ولكني اكتشفت قدرتي علي رسم الأطفال ،وانوي الاستمرار في هذا الخط مع كتاب اخرين محليا وعربيا . المميز في رسم الأطفال انه عالم يرجعك طفلا مثلهم وتستذكر الطفولة بكل جمالها ،ويصبح هناك رابط مع الطفل يتكون مع كل رسمة انجزها، أيضا الحذر في ما يقدم للطفل كونه شخصية لها وعي وذكاء يستوعب كل ما يقدم له . ولكنها تجربة جميلة رغم ندرة الكتاب والرسامين للطفل فاعتقد إنها بادرة جيدة لشريحة تعاني الآن في ليبيا"، كما التقت بالكاتب الشاب معتز بن حميد في هذه الحوارية:
سحر الكتابة مردّه متعة اصطياد المؤلف للأفكار...
* من المسرح إلى أدب الأطفال، مرورا بالمقالات هل للكتابة سحر؟
عندما يقرر كاتب ما أن ينتقل من جنس أدبي إلى آخر فلن يفكر وعيه الخاص بنية التنقّل، فالأساس مع الأجناس الأدبية هو تغيير أسلوب التعبير لأفكاره فقط.. المسألة ببساطة أننا كمؤلفين نعي أن هناك أفكارا تسيطر علينا؛ لكن أحد الأجناس الأدبية لا يحتمل تقبّل هذه الأفكار والهواجس؛ فنلجأ مضطرين إلى نقلها في قالب لجنس أدبي آخر.. وبمنظور أدق ربما يمكننا القول إن الفكرة بالنسبة للمبدع يجب أن تنتصر عن الشكل الأدبي أو الفني.
*ما المميز في الكتابة للأطفال؟
أنا الآن أدرك أن سبب تعلقي بفن الكتابة؛ هو الإرث القصصي الذي قرأته والحكايات التي حفظتها أثناء طفولتي.. وأزعم أن النضوج الفكري الذي توصلت إليه كان نتيجة شغفي بالكتاب؛ لذا فأنني أسعى بأن أشارك مع الكثيرين من كتّاب أدب الطفل في تقديم أشياء تُسهم في تنمية ملكة القراءة والمطالعة لدى الأطفال.. الأدب للصغار بداية طريق تعلق الطفل بالكتاب؛ وحبه للكتاب سيكون بداية الطريق إلى اكتساب المعرفة.
*ما الذي جعلك تفكر في كتابة هذه القصة؟
أولا قبل أن أجيب عن هذه المسألة دعيني أعترف أنني قبل أن أعمل مشرفا للنشاط ومدربا لفرقة المسرح بإحدى المدارس العربية خارج البلاد؛ قبل ذلك كانت علاقتي بالطفل ضئيلة جدا.. فنشأت فترة النضوج الفكري لديّ في بيت خالي من الأطفال الصغار، إلى جانب اهتمامي بمسرح الكبار سنوات طويلة دون الالتفات إلى مسرح الطفل.. كل هذا حجب عني التفكير في الكتابة للطفل؛ لكن بعد العمل مباشرة مع الطفل لأكثر من سنتين جعلني أفهم وعييه وقراراته وطموحاته...
وهذا الشيء الأخير هو ما جعلني أكتب هذه القصة؛ "الطموحات" التي تُترجم عند الطفل على شكل أمنيات أو رغبات.. فقصة (حكاية أماني على دفترٍ أبيض) هي قصة أماني كل طفل عربي نشأ في بيئة لا تحترم طموحاته وآماله؛ فتذهب هذه الطموحات أدراج الرياح.. ومنهم الكثير والكثير من يلجأ إلى الخيال أو التطلع إلى رمز يرى فيه هذه الأحلام والأمنيات.
*ما الرسالة التي تود توجيهها من خلال هذه القصة؟
سأكتفي هنا بذكر الإهداء الذي كتبته في مستهل هذه القصة: "أعزائي الحالمين الصغار... اجعلوا من أفعالكم النبيلة هدفاً لتحقيق أحلامكم؛ حتى لا تجعلوها تنطفئ".
*تخاطب فئة ذكية ومتمردة أحيانا، وشغوفة بالاطلاع وتواجه تحديات كثيرة، هل تراعي ذلك أثناء الكتابة؟
بالطبع؛ فمعظم كتاباتي للأطفال تحاكي واقعهم المعاش.. لكنني دائما أجعل الخيال فيها يتغلب على الواقع؛ فالطفل مهما كان مستوى ذكائه يحتاج إلى الخيال؛ الذي بدوره يجعل من تفكيره غير محصور بمحيطه وقيوده الاجتماعية، عكس ما يفعله الواقع.. وتكمن أهمية الخيال أنه يعطي الطفل براحا يمكّنه من الانطلاق وراء كل الأشياء المادية المحيطة به، ويمكّنه من الانغماس عميقا خلف البيئة المشوشة بالتكنولوجيا التي تحاصره الآن... هذا الانغماس وذلك الانطلاق اللامحدودين؛ تكونان بمثابة عملية ذهنية توسّع مداركه، وتنمي ذكائه ووعيه.
الكاتب في سطور:
معتز بن حميد من مواليد مدينة بنغازي – ليبيا.
كاتب مسرحي/ وكاتب متخصص أدب الطفل.
متحصل على شهادة في اللغة الروسية من جامعة شرق أوكرانيا:
يدرس بأكاديمية خاركوف للثقافة والفنون بأوكرانيا.
تحصل على الجوائز التالية:
- حائز على جائزة مسابقة التأليف المسرحي الموجه للأطفال "الهيئة العربية للمسرح"
للعام 2020 / المرتبة الثانية.
ترشحت مسرحيته "أحجار الجنة" في القائمة القصيرة ضمن مسابقة التأليف المسرحي التي تنظمها الهيئة العربية للمسرح 2018.
نالت مسرحيته "المران" على درجة التنويه في مسابقة الشارقة للإبداع العربي 2017، وترشحت المسرحية نفسها أيضا للقائمة القصيرة ضمن مسابقة التأليف المسرحي التي تنظمها الهيئة العربية للمسرح 2017.
حائز على جائزة القصة القصيرة/ الترتيب الأول بمسابقة جامعة ناصر الأممية على مستوى الجامعات العربية 2008.
حائز على جائزة القصة القصيرة الترتيب الثاني بمسابقة الجامعات الليبية 2008.
نُشرت له الكتب التالية:
مسرحية للأطفال بعنوان "المفتاح الذهبي".
مسرحية للأطفال بعنوان "كتاب الأمنيات".
قصة طويلة للأطفال بعنوان "حكاية أماني على دفترٍ أبيض".
مسرحية للكبار بعنوان "المُرّان".
مسرحية للكبار بعنوان "أحجار الجنة"
مسرحية للكبار "أستاذ محاضر".
مجموعة قصصية بعنوان "سيمفونية صوفية".
رواية بعنوان "رسائل الفردوس".
ترجمَ كتاب مجموعة قصصية للأطفال صدر باللغة الإسبانية بعنوان (ماذا يحدث في العالم) إلى اللغة العربية ونشر عن دار نشر في فنزويلا 2020.
تُرجمت له بعض القصص القصيرة إلى اللغتين الإنجليزية والإسبانية.