حنان علي كابو
يستمد الشعر جسارته من قوة الروح ،تبزغ شفافيته بصدقه وعمقه ،والشاعر كما وصفه الشاعر الثوري أمل دنقل في كلماته "هو ثورة في حد ذاته ،فالشعر ثورة دائمة ومتابعة الناس للشعر تخلق ثورة بداخلهم "
فهو وجه حقيقي للثورة بمفرداتها ،يغوص في الشعارات الحماسية ،يتجول في الشوارع والميادين ،ويلتقط أدق اللحظات .
منظرا للثورة ...
أشار الشاعر جمعة عبد العليم أن يمكن للشعر أن يكون مُنَظِّرَاً للثورة وممهداً لها ، وأن يكون دائماً أداة من أدواتها ، أما بالنسبة لنا فلم يكن الأمر هكذا تماماً"
أداة تعبيرية ...
بينما للشاعرة سهام الدغاري رأي آخر "قديماً نعم خاصة الشعر الإيقاعي حيث كان له أثراً حماسياً في نفوس الشعوب الثائرة آنذاك أما اليوم فلا يُعد أكثر من كونه أداة تعبيرية فقط بينما يعتبر المسرح والدراما أكثر تمكناً ومقدرة على القيام بالدور الأبرز ." ▪
لم يعد مادة شعورية ...
الشاعرة والقاصة هدى الغول تؤكد أن: الشعر لم يعد مادة شعورية مستهلكة تنظم لتشحن الشعارات وتحقن الهتافات ،وتضيف "إنما خرج من تلكم قواقع إلى ميدان كلها انفتاح وحيوية لا تخضع لقيود تراكمية إنما تخلق نفسها من أبعاد تأملية إبداعية لا علاقة لها بالمكرور ..."
الشعر يدور الزوايا ...
يشير الروائي الشاعر يوسف ابراهيم إلى أن الشعر في حدّ ذاته ثورة، وهو أداتها، حيث يقول "ثورة على قوالب المشاعر الجاهزة وثورة على اللغة الخشبيّة وثورة على الظلام، وثورة على الزوايا بكلّ أشكالها، الشعر يدوّر الزوايا، الشعر هو ما يجعل ما نحياه يُعوّل عليه."
اشتراط حيوي هام ...
يرى الشاعر التشكيلي ناصر المقرحي إن ليس هنالك ما هو أصلح من الشعر ليُستثمر كأداة من أدوات الثورة أو مُكمل لها ويضيف " فما من ثورة إلا وتنتُج كُتابها وفنانيها وشعراءها وتظل أية ثورة ناقصة ما لم يقولها الشعر ولا أتصور ثورة شاملة على الظلم والعسف والجور تستثني الشعر من أدواتها او أن تتخلى عن هذا الاشتراط الحيوي الهام . وبما أنهُ يتحرك داخل الحياة وفي عمقها القصي لا شيء ينجو من سهام الشعر ولا شيء بمكنه أن يكون خارجه , وكونه يحلق بجناحي الخيال , ما من مناطق لم يطأها وما من أفاق لم يخوضها وما من مسافات تستعصى عن همته . والشعر في تصوري هو ذلك الفيض الغامر من المشاعر الذي يسكن الروح ويقبع في أغوارها ومتى ما وجد الفرصة للتجلي انهمر صافياً عذباً كما لو انهُ ينبوع , يتفجر رقراقاً سلسبيلا ليكتسح أسباب الرداءة ويُسهم في تجميل العالم وإنقاذه من البؤس الغارق فيه.
الشعر في حالة ثورة
ومن جهته يرى الشاعر محمد بوعجيلة
الشعر في ذاته ثورة، يثور على النظام الحكم، يثور على المجتمع، وغالبا ما يثور على القصيدة الشعر ثورة دائما في مواجهة مباشرة مع الشاعر، إما أن يكون أم لا"
القصيدة الشعبية .
تشير الشاعرة سعاد يونس إن الا القصيدة الشعبية كان لها وطأة أكثر في مواكبة الأحداث والوصول وتضيف " الثورة كانت شعبية.. ربما القصيدة الشعبية كان لها وطأًة اكثر في مواكبة الاحداث والوصول.. لم يحدث في ثورتنا مثل ما حدث بالثورة الفرنسية على سبيل المثال حيث إن النخبة من الشعراء والمثقفين هي من اثارت الناس على الفساد وحرضت على الثورة بأدبها."
ثورة النص .
ينزه الشاعر والدكتور عبدالحفيظ أن يكون الشعر أداة لشيء، إنه غاية ينبغي أن نطوع الثورة والأحداث الكبرى من أجله، ويضيف" فالشاعر ينقل الأحداث من بعدها الواقعي إلى بعدها الشعري عبر ترميزها، إننا نعاين الشعر جماليا، وثورة النص لا تنقطع في مسيرة تحرره من سلطة النصوص السابقة، والشعر رحلة تجريب مستمرة، يطمح الشعر من خلالها إلى إيجاد بدائل فنية، وتغيير بعض سماته النوعية، نشهد هذه الأيام في ليبيا وفي غيرها كتابة قصيدة يومية تتخذ من عين الشاعر كاميرا تلتقط العرضي واليومي في ابتناء نص شعري يوظف بعض تقنيات الصورة السينمائية ."