تفشت في الآونة الأخيرة ظاهرة قيادة الأطفال دون سن 18 للسيارات، وتعد هذه الظاهرة من أخطر الظواهر في المجتمع حيث تسببت في العديد من الآثار السلبية أو المخاطر التي تقود إلى حوادث كبيرة، ووخيمة تؤدي إلى موت الطفل الذي يقود أو الطرف الآخر، أو قد تسبب لهم عاهات مستديمة ، خاصة أنه لا يسمح لطفل أن يتعلم القيادة في المراكز المتخصصة بتعليم القيادة، وهكذا يكون الطفل قد تعلم عشوائياً قيادة السيارة وهذا الشيء يضعه في خطر كبير. حاولنا سبر آراء بعض المواطنين عن أسباب قيادة الأطفال للسيارات وأجمعوا على أن هناك سببين رئيسيين يجعلان الطفل يقود هما: السبب الأول أن هناك بعض العائلات يكون الأب متوفياً أو مريضاً لا يستطيع القيادة ولا يوجد أحد قادر على أن يكون مسؤولاً عن العائلة غير ابنهم الذي لم يبلغ السن القانوني، وهنا يضطر الطفل إلى التدرب على القيادة في سن مبكرة ليعيل أسرتة ويلبي احتياجتهم ، والسبب الثاني أن هناك عائلات مستهترة بمعنى أن هذه العائلات تجعل الطفل يقود للتباهي به فقط ويرونها "مفخرة"، لهم ويشترون له سيارته الخاصة لكي يخرج في أي وقت بمفرده أو مع أصدقائه وهكذا تكون المخاطرة أكبر لأن الطفل يرى نفسه أنه أصبح كبيراً ولا أحد يستطيع التحكم به وهذه من أكبر المشكلات التي تواجهها العائلات.
ولمعرفة الأسباب التي قد تدفع بالأم لتسليم ابنها مفتاح السيارة وتوصيلها لأمكنة خطيرة التقينا مع بعض الأمهات اللواتي لديهن أبناء صغار في السن يقودون قالت السيدة: ر . ن . أن الأب لم يكن موجوداً ولم يكن هناك أحد قادر على القيادة غير ابني الذي يبلغ 15 من عمره، تعلم القيادة من خلال صديق له أكبر منه في السن، في أول مرة خرجت معه وهو يقود كنتُ خائفة وتعرضنا لحادث بسيط، ولكن بعدها تمكن من القيادة وأصبح ابني قادراً على أن يكون مسؤولاً عن عائلته ولم أعد في حاجة لشخص آخر يساعدني.
والسيدة ماجدة قالت: لقد تعلم ابني القيادة في سن 14 تقريباً، لأنه يرى إخوته الأكبر منه سناً يقودون وأصبح يريد أن يتعلم هو أيضاً ولم أمنعه، ولكن بشرط أن أخرج معه وألا يقود إلى مناطق بعيدة وبالأصح ألا يقود دائماً إلا عند الضرورة فقط
. وبالحديث مع أحد رجال المرور السيد/ حمزة التهامي وسؤاله عن أسباب قيادة الأطفال والإجراءات التي يتم اتخاذها عند رؤية طفل يقود سيارة ،أ وضح أن هذه الظاهرة لم تكن موجودة من قبل وبالرغم من أن القانون الليبي صارم مع هذه الظاهرة إلا أنها انتشرت بشكل كبير، وسبب انتشارها يعود من قبل الأهل خاصة أن هناك آباء يتركون مفاتيح السيارة للأبناء، وفي حالة رؤية طفل تحت السن القانوني يقود يتم أخذ الإجراءات، وهي حجز السيارة والمخالفة، ودفع غرامة مالية، وتبليغ الأب أو المسؤول عن الطفل ولكن هذه الإجراءات يتم أخذها عند قيادة الطفل بمفرده فقط أو مع أصدقائه ، ويلاحظ أن الأطفال يقودون بطريقة متهورة وبسرعة فائقة، وهذا يجعل الحوادث تنتشر بشكل أكبر وهناك حوادث تسببت بمقتل أشخاص بسبب قيادة الأطفال، وللقضاء على هذه الظاهرة يجب أن يكون الأهل على وعي أكثر بمخاطر قيادة الأطفال للسيارات