الحروب تخلف الدمار من جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، ويتأثر الإنسان بها كثيراً تشعره بالعجز وتجعله مستسلما للوساوس القهرية التي تتعلق بمستقبله وحياة عائلته ومن حوله وتجعله في صراع داخلي مع نفسه وفي ظل مرور البلاد فالعقد الأخير بالعديد من الصراعات والنزاعات المسلحة وتدهور الوضع الاقتصادي والظروف الاجتماعية الصعبة التي تسببت في العديد من الاضطرابات والأمراض النفسية والصدمات من جراء مشاهدتهم للاشتباكات بمناطقهم ومشاركة بعضهم في القتال وفقدان أصدقائهم ورؤية الجثث والنزوح من منازلهم كل هذه الأحداث تؤثر على الصحة النفسية .
وحول كل الإنعاكسات والآثار النفسية التي تخلفها الحرب تقول الاختصاصية الإكلنيكية الأستاذة خلود حمد :
تسبب الحروب العديد من الاضطرابات والامراض النفسية على الأفراد، وقد تجر الأمراض النفسية أمراض جسيمة فتصيب شريحة كبيرة من الناس فتزداد أعداد المصابين بالاكتئاب والقلق وإضافة إلى الإدمان لدى الشباب لغرض لهروب من الواقع فازدادت نسبة الادمان على المخدرات كما كثرت الخلافات الزوجية وارتفاع نسبة الطلاق، وكل هذا جاء نتيجة وجود القلق حيث أن غالبية من اشتركوا فهذه الحروب اصيبوا بالعديد من الأمراض النفسية واهمها الهلوسات السمعية والبصرية بعد أن شاهدوا هؤلاء المشتركون حجم الدمار والضحايا والمعاناة النفسية التي تعرضوا لها تخلف ومن أكثر الاضطرابات النفسية الشائعة التي تخلفها الحروب اضطراب ما بعد الصدمة "اضطراب الكرب" وتظهر أعراض ظهوره من سنتين إلى أربع سنوات بعد الحدث وتشمل أعراضه :
اضطرابات في النوم .الأرق وقلة النوم وزيادة النوم عن المعدل الطبيعي والكوابيس المستمرة وتخايل الاحداث والذكريات المفزعة التي شاهدها أثناء الحرب .
وأضافت اضطراب القلق يشمل عدة اضطرابات نوبات الهلع، الوساوس، الاكتئاب المزاجي، و اضطراب القلق الانفصالي والأخير هو من أكثر الحالات التي مرت عليا بين المرضى المترددين وخاصة المواطنين النازحين وأعراضه الأفكار التشاؤمية السلبية والتعلق الزائد بالأسرة والخوف عليهم والعزلة الانطوائية مثال تصبح الأم تفكر في ابنها عند خروجه من المنزل وتراودها افكار بأنه سقطت علية قذيفة أو رصاصة عشوائية.
وقالت أن الوساوس تشمل الوساوس السلوكية والفكرية وهي بشكل عام أفكار وصور أو اندفاعات تراود الفكر بشكل تكراري وثابت وتسبب للشخص قلق وإحباط ،أما الوساوس السلوكية هي التعود على أفعال معينة اكتسبها أثناء الحرب يستمر المصاب بتكررها وثالث نوع من اضطرابات القلق نوبة الهلع عبارة عن نوبة مفاجئة من الخوف الشديد الذي يحفز ردود الافعال الجسمانية بين لا يوجد خطر حقيقي وتحدث بسبب الضغوطات النفسية التي تولدت اثناء الحرب. وأعراضه سرعة كبيرة في ضربات القلب تصحبها قوة عنيفة في تدفق الدم الأمر الذي يشعر المصاب أن شيئاً ما يضربه من الداخل مع رعشة وتشنجات وتصبب العرق ذاك الشعور يشعره بأنه في حالة خطرة جداً فتزداد لدية الصدمة .
وعن كيفية العلاج قالت الاخصائية خلود حمد البداية بإعادة التأهيل النفسي للفرد من الصدمات التي ورّثتها الحروب واستشارة الاخصائي والطبيب النفسي بالنسبة للكبار عن طريق العلاج الدوائي والسلوكي وهو عن طريق حل المشكلات عن طريق فهم وتشخيص السلوك الراهن وللإرشاد السلوكي العديد من الأساليب عن طريق الاختبارات النفسية وبالإضافة إلي دوافع العلاج تساعده على لتحسن بشكل أسرع،والعلاج النفسي للأطفال من الطرق الناجحة التي أقوم باستخدامها مع الأطفال الرسم حيث أجعل الطفل يقوم بإسقاط مشاعره بالرسم للتخفيف من الاضطرابات النفسية وختمت الحديث التأهيل النفسي له دور كبير في العلاج ولابد من التوعيه عن طريق الندوات ووسائل الإعلام والاستفادة من تجارب الدول السابقة التي مرت بنفس المعاناة والحروب والاهتمام بمن تأثروا بالحرب نفسياً وجسدياً.