May 02, 2024 Last Updated 9:18 AM, Apr 30, 2024

رياح القبلي مميز

نقلا عن الحياة الليبية نقلا عن الحياة الليبية

تأثيرات رياح القبلي على البيئة والمناخ في ليبيا ضمن التغييرات المناخية التي اعتدنا عليها تعرضت المناطق الليبية في الفترات الماضية لرياح القبلي المحملة بالأتربة والغبار مما أدى إلى انعدام الرؤية بشكل كبير وهذا هو المعتاد من كل عام في فصل الربيع ويتساءل الكثيرون عن هذه الظاهرة وهل هي ذات فائدة أم أنها الطبيعة التي تتميز بها بلادنا وهل هي قاتلة للفيروسات نتيجة ارتفاع  درجات الحرارة للحديث عن هذا الموضوع التقيت الدكتور سامي الأوجلي / نائب شبكة التغير المناخي العربي وعضو هيئة التدريس بقسم الكيمياء بجامعة بنغازي وعميد كلية التربية اوجلة وناشط ليبي. 

حدثنا عن التغيرات المناخية وما هو تأثيرها على الإنسان والحيوان والنبات؟

تكلمنا عن التغيرات المناخية والتي عرفناها في كثير من العلمية هو عبارة عن متوسط درجات الحرارة ومنسوب الأمطار والرياح فخلال عام كامل يعطينا ما مدى التغير المناخي في أكثر بقعة في العالم وهو من المواضيع المهمة التي تؤثر على استدامة الموارد الطبيعية من ناحية الأمن الغذائي ومن تكيف الأنسان مع الأجواء غير المعتادة وتأثير التغيرات المناخية على الإنسان والحيوان والنبات إذا اخذنا كل عنصر على حدا فتأثير التغيرات المناخية على البيئة أصبح ملحوظ مثل ارتفاع درجة الحرارة الغير معتاد في فصل الشتاء هذا الارتفاع أدي إلى الكثير من الظواهر غير السوية مثل الفيضانات التي تؤدي إلى ذوبان الجليد في المناطق الأوربية وأي مناطق بها جليد في غير وقتها وهذا يؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه وكذلك الجفاف بالنسبة للمناطق التي تفتقد للمياهويؤدي إلى تجفيف كامل وتصحر مما يؤدي إلى تعطيل كثير من النظم البيئية والغذائية وابادة الكثير من المحاصيل الزراعية ويؤدي الجفاف إلي هجرة الطيور والكائنات الحية وهناك محاصيل تحتاج لدرجات معينة في فصل الشتاء وكل فصل له درجته فالنظام البيئي يختل بالتغيرات المناخية وهذا يؤدي إلى كارثة وخيمة وللتغيرات المناخية على الأنسان هي حلقة مربوطة ببعضها البعض وسلسلة لا نستطيع تجزئتها وبما أن التغيرات المناخية أدت إلى خلل في النظم البيئية التي تتكون من الإنسان والبيئة والموارد فهذا الخلل البيئي يؤدي إلى كثرة الأمراض وبالتالي ازدياد عدد الوفيات وعدم تكيف الإنسان مع درجات الحرارة العالية خاصة المسنين والذين لديهم أمراض مزمنة والرياح التي تأتي في غير موسمها والغبار يؤدي إلى مشاكل كثيرة للإنسان أيضاً وجود بعض الظواهر الغريبة في موت كثير من النباتات والكائنات وبالنسبة لتأثير التغيرات المناخية على الحيوانات من خلال ظاهرة التصحر وارتفاع درجات الحرارة مما يؤدي إلى فقد الكثير من المحاصيل الزراعية والأعشاب وفقد الأرض الخضراء التي من شأنها أن تبقي مراعي خضراء هذه الحيوانات بالتالي تبقي في طريقها للانقراض وأن وجدت لا تجد مراعي صحيحة بيئة سليمة وبخصوص الكائنات الدقيقة والتنوع البيولوجي يحدث في هدم غير مرئي أنت لا تستطيع رؤيته ناهيك عن الأمور الموجودة في بحارنا والكائنات الحية الدقيقة في عدم استقرار البحار والدرجات العالية وعملية البناء الضوئي الغير معتادة.

هل صحيح أن رياح القبلي لها علاقةبالفيروسات الجوية تقضي عليها أم أن هذه الفيروسات لا تتحمل درجات الحرارة المرتفعة وأي نوع من الفيروسات تقضي عليها رياح القبلي بمعني هل نوعية معينة من الفيروسات؟

قبل أن نتحدث عن رياح القبلي علينا أن نقسم الرياح فهي رياح موسمية ودائمة ومحلية و رياح القبلي هي عبارة عن رياح جنوبية شرقية فصلية جافة وحارة تنشأ هذه الرياح نتيجة منخفضات جوية تندفع في الاتجاه الشرقي و مصدرها عبر الشواطئ الجنوبية من البحر الأبيض المتوسط أو شمال أفريقيا في فترة وفصول معينة وهذه هي الرياح التي تشتهر بها ليبيا لأننا دولة متاخمة لأفريقيا وللصحراء الأفريقية وهنا نحن نتحدث على موضوع شائك ومعقد ويندرج تحت التغيرات المناخية و لكن تأثير رياح القبلي على الفيروسات في ليبيا حقيقة الأمر هذا عليه جدل كبير خصوصاً في فترة الكورونا فهل هذا الفيروس يتأثر بالعوامل الجوية مثل التغيرات في درجة الحرارة والرطوبة وسرعة الرياح والغبار الموجود لدينا إلى اخره من عوامل تؤثر في الجو وهناك دراسات متضاربة فمن قال أن الفيروسات تزداد بازدياد درجات الحرارة ومن ذهب إلى أن درجة الحرارة تؤدي إلى خفض الفيروسات وذلك بقتلها عند درجة حرارة معينة وهذا الموضوع في الحقيقة لا توجد أدلة جازمة وواضحة وعلمية إلى الآن فمثلاً لو ازدادت درجة الحرارة في منطقة معينة تؤدي إلى نقص بعض المحاصيل وتعفن بعض الآفات بالتالي هذه بيئة جيدة لنمو بعض البكتيريا والفيروسات وعلى العكس من ذلك تماماً هناك بعض الفيروسات التي لا تقاوم درجة الحرارة العالية ومن المؤكد هنا نحن نقول أن رياح القبلي سوف تؤدي إلي قتل هذه الفيروسات أو التقليل منها إلى حد كبير والرياح ناقلة للفيروسات من مكان لأخر ولدينا بكتيريا نافعة وبكتيريا ضارة ففي واقع الأمر لا توجد دراسات حقيقية مثبتة لهذا السؤال ولكن من وجهة نظري الشخصية قد يكون لها ضرر أو فائدة من ناحية أخرى وطبعاً لا يوجد آلية معينة فيما يحدث في الهواء الجوي وكما تحدثت أن ظاهرة التغيرات المناخية لها أسبابها ولكن حقيقة الآلية تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة وانخفاضها وسرعة الرياح وهذا شيء مؤقت جداً من لحظة إلى أخرى وحتى الدراسات والقياسات يصعب أن نأخذ قياس واحد ونعتمد عليه فهذه الدراسات تحتاج إلى سنوات ونماذج معينة لنخرج بنتيجة وتوقعات واحياناً هذه التوقعات نعم قد تكون قريبة ولكنها في بعض الأحيان غير قريبة للواقع فالآلية صعب جداً أن يتوقعه أي شخص في مثل هذه الأحوال

هل نتيجة هذه الرياح هي التصحر أو هو مناخ خاص بليبيا دون الدول الأخرى بمعني موقع ليبيا وطبيعة مناخها؟

هذه مشيئة الله فليبيا تقع على مناخ شبه صحراوي بالتالي طبيعتنا وطقسنا صحراوي والتغيرات المناخية في دخولها سوف يكون له تأثير كبير على الطقس الصحراوي الليبي لأن طقسه جاف والذي يؤدي لمشاكل أكبر هنا نحن نحتاج إلى غطاء أخضر كبير وتشجير للصحراء الليبية والمدن لعدة أسباب أولها لتوفير نسبة الأكسجين وثانياً القضاء على الطقس الجاف الذي يؤدي إلى المشاكل سالفة الذكر وطريقة زرع الأشجار بيئة وليست عشوائية فهناك أشجار مقاومة للطبيعة الصحراوية تزرع في الصحراء وهناك أشجار مدنية تزرع داخل المدن للزينة وامتصاص الغبار وأيضاّ للتقليل من الضوضاء فعندما نتكلم عن الأشجار ما هي نوعها وهل هي مثمرة أولا وما هي الظروف التي سوف تعيشها الشجرة وهنا نقف عند نقطة مهمة جداً ففي كل قرية وكل مدينة يجب أن ندرس بشكل عميق ومنه نصل إلى عملية تشجير الأشجار وللأسف في ليبيا ما يحدث هو زحف مغولي على الغطاء الأخضر تكاد ليبيا على الرغم من طقسها شبه الصحراوي وحتى المسطحات الخضراء والتي وجدت في المدن الطبيعية بُدلت بمسطحات و مباني وأعمار فالجبل الأخضر يتألم ومناطقنا في المنطقة الغربية أشجار الحمضيات والأشجار المثمرة  والتمور هذه الثروة التي كانت يعيش عليها اجدادنا أصبحت تتناقص نتيجة للزحف العمراني فنحن في مشكلة بيئية حقيقية كبيرة جداً أن لم نتداركها في السنوات القادمة سوف نقع في مأزق والسبب لأن العالم اصبح يتجه اتجاه سريع نحو الطاقات المتجددة وطاقة البترول القديمة سوف يصبح عليها الطلب بسيط بالتالي أطلق على ما يسمي بالذهب الأخضر الذي سوف يكون له دور كبير في السنوات القادمة والتي ليست ببعيدة في عمر هذه الدول أذن الذهب الأخضر الذي يتمثل في الموارد الرئيسية  القمح والشعير والذرة والرز والدولة التي لا تمتلك اكتفاء ذاتي في هذه المحاصيل الزراعية سوف تبقى من أفقر دول العالم لأن الاكتفاء الذاتي هو توفير السلعة والمنتوج في السوق المحلي وبشكل كامل وتضاهي السوق العالمي في جودة ذات قيمة عالية.

فهل هذا له علاقة أن رياح القبلي قد حمتنا من هذا المرض؟

نحن نعلم أن رياح القبلي تأتي بعد الربيع تقريباً أجيبك على هذا السؤال أن لا توجد حقائق ودراسات مثبته ومجلات علمية تتحدث أن الرياح لها دور في انتشار الأمراض من عدمه ولكن بشكل عام فائدة الرياح تحمل حبوب اللقاح من مكان لأخر وتؤدي الرياح إلى تنظيف البيئة من ناحية الفيروسات عندما تتكاثر أو الكائنات الطائرة المؤذية والذباب فعندما تأتي رياح قوية تنظف البيئة إضافة إلى اهداف التنمية المستدامة لأن الرياح أصبحت عبارة عن طاقة متجددة يستخدمها الكثير في توليد التيار الكهربائي. ومناخ ليبيا يعتبر مناخ معتدل وجميل يطل على ساحل يصل طوله 1700 كم لديها من الصحراء التي يمكن الاستفادة فيها في عملية انتاج الطاقة الشمسية وليبيا تقع على مائدة مائية يمكن لهذه الصحراء أن تتحول إلى مساحات خضراء ومشاريع زراعية تتمثل في الشعير والقمح والأرز مع دراسة الجدوى الاقتصادية للمياه فليبيا ليس من الصعب أن تتحول هذه الصحراء إلى خضراء لوجود المياه في هذه البقعة وطاقة توليد الكهرباء عن طريق الشمس .الله سبحانه وتعالي أعطاها من الموارد الطبيعية الجميلة كان من الأجدر الحفاظ عليها بدلاً من استهلاكها.
اخيراً ظاهرة التغير المناخي ظاهرة عالمية والعالم أصبح يسن في قوانين صارمة للحد منها من قطع أشجار واستنزاف المياه وعملية البناء وأصبح يتجه إلى الاهتمام بالنظم الغذائية وما يسمى بالأمن الغذائي لأنه سوف يكون الحرب القادمة مع نقص موارد المياه فتصبح كل الدول التي ليس لديها اكتفاء ذاتي في مواردها الغذائية سوف تصبح فقيرة والمياه أصبحت من الأمور التي يجب التركيز عليها في السنوات القادمة.
ما هو السبيل لتحقيق كل ذلك؟
نحتاج إلى إعادة تصحيح في القانون البيئي بحسب القانون البيئي القديم فهو متهالك يحتاج إلى تغيير وتطوير حتى يتماشى مع هذا العصر لما حدث له من تغيرات مفاجئة ونحتاج إلى إعادة صياغة القانون البيئي وادراجه ضمن الدستور الليبي وإلى تفعيل ما يسمي بالشرطة البيئية والشرطة الزراعية وإلى الكثير من محطات الأرصاد الجوية لمتابعة التغيرات المناخية وإلى دعم البحاث والمهندسين وأعضاء هيئة التدريس الموجودين في الجامعات لفتح كثير من أبواب العلم التي تدرس ليبيا وتقحمها ضمن اتفاقية باريس في التغيرات المناخية.

 

 

 

أكثر قراءة

أعلن معنا هنا

 

أعلن معنا في الليبي اليوم

 

  • المقر بنغازي / ليبيا شارع عبد المنعم رياض/ عمارة الإعلام/ الدور الأول الهيأة العامة للصحافة بنغازي
  • +218.92.758.8678
  • +218.91.285.5429

 

read more