وهنا نتساءل هل تغيرت وجهة نظر الوالدين عن كيفية ايجاد زوج لابنتهم التي تقدمت في السن ولم تتزوج؟ وهل هناك خوف علي المرأة إذا لم تتزوج حتي وهي تعمل وتكسب دخلا بعد معاناة كبيرة في وجود أخوة لهم وجهة نطر مختلفة؟ ولو خيرت المرأة بين الزواج والعمل ماذا تختار؟ ولو ندمت الفتاة مستقبلا على شيء فهل تندم على أنها لم تقبل الزواج أم تندم علي أنها تركت العمل ؟بالنسبة للمرأة المتزوجة والعاملة هل تستطيع أن توفق بين عملها وبين تربية أولادها وحقوق زوجها وترتيب بيتها ومواصلة مناسباتها الاجتماعية ؟
حول هذا الموضوع التقينا الأستاذة أسماء الشاعري حيث قالت :
إن نظرتنا التقليدية للزواج مازالت كما هي فهو أفضل شيء للمرأة ولكن نتيجة تطورات الحياة بدأت نظرتنا للزواج تتغير نوعا ما من ناحية لم يعد هناك ضغط من الأب والأم علي ابنتهم لماذا لم تتزوجي إلي الان والفتاة تكبر أمام أعينهم، فأصبحوا لا يضغطون عليها بل مساعدتها على استكمال دراستها وتطوير ذاتها والعمل والانفتاح علي الحياة في حدود الأصول وهذا هو أهم شيء للمرأة، فمثلاً والدي مازالت فكرته على الزواج كما هي الفكرة التقليدية الرجل هو من يطرق باب المرأة ولا يطلب الوالدين من الرجل الزواج من ابنتهم لأن المجتمعات تختلف من مجتمع لآخر، فالسائد في المدينة أن الوالدين لا يعرضون ابنتهم للزواج من شخص معين لكن هناك شواذ في بعض العائلات أن فكرة الزواج نفسها موجودة منذ الأزل مثلاً السيدة خديجة أم المؤمنين عندما عرضت نفسها للزواج من سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام وكذلك سيدنا شعيب عليه السلام في مدين عندما عرض علي سيدنا موسي عليه السلام وقال له: أريد أن أزوجك إحدى أبنتي هذه وجهة نظر موجودة من الأزل ولكن عقلية الناس تختلف من زمان إلي زمان ومن مجتمع إلي أخر ولكن هذه النظرة غير موجودة عندي أو عند عائلتي وعن نفسي اختار العمل علي الزواج، وسوف أندم عندما أترك العمل وأختار الزواج لأن العمل من وجهة نظري استقلال شخصي ومادي ومعنوي ولم أتعب وأتحصل علي الشهادات حتي في نهاية المطاف أترك عملي
وفي السياق نفسه تقول وهيبة الكيلاني: بالنسبة لموضوع ممارسة العمل أو الزواج ماذا تختار المرأة؟ من وجهة نظري أن العمل يوافق الزواج والزواج يوافق العمل إلا في حالة واحدة فقط أن تكون المرأة منضمة وقتها للعمل والحياة الزوجية لأني أري بينهما الاثنان في ميزان واحد بحيث لا يطغي أحدهما على الا خر وعلى الرغم من كل شيء فالمجتمع الليبي هو مجتمع ذكوري مهما تعلمت المرأة وأخذت شهاداتها العليا فالطاغي في المجتمع هو كلمة الرجل علي المرأة ولو خيرت المرأة بين الزواج والعمل ماذا تختار؟ هنا الأغلبية من نساء المجتمع الليبي تختار الزواج وحتي في سن مبكرة وقبل حتي أن تنهي دراستها ولكن على حسب شخصية المرأة ولو ندمت مستقبلاً على شيء فسوف تندم على أنها لم تقبل الزواج فمثلاً الفنانة المصرية ليلى علوي في اخر تصريح لها في الإعلام قالت: بأن الزواج والأمومة أهم من الفن . فهنا نرى بأنها ندمت علي اختيارها عملها علي حساب الزواج والأمومة ولكن في مجتمعنا الليبي الأغلبية من النساء يفضلن العمل وحتى إذا لم تتوفر لها فرصة عمل في الدولة تعمل أي شيء مثل المشاريع الصغيرة ترغب لتحقيق استقلال مادي، حتي وإن لم يكن لديها شهادة تؤهلها للعمل فهي تعمل أي شيء متاح لها وحسب الظروف المتاحة لها.
وعبرت رجاء عمر الشيخي بالنسبة لسؤال بين ممارسة المرأة العمل أو الزواج ماذا تختار المرأة ؟
فهذا سؤال يحتاج لتفكير طويل حتي يتسنى لك أيجاد الإجابة الكافية لهذا السؤال فالزواج سنة الله سبحانه وتعالي في الخلق وهو سنة الحياة لقوله تعالي ( وخلقنا لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها) وفي الوقت نفسه العمل حيوي وضروري. فحاجة الإنسان للأكل والشرب هي نفسها حاجته للعمل من أجل أن يكسب قوت يومه وحتي يوفر احتياجاته اليومية فوجود رجل بجانب المرأة يكون لها سند في حياتها فهذا أمر تتمناه أي امرأة ولكن بالمقابل قد يكون الزواج علي حساب العمل فهنا يجب أن يكون الزواج والعمل في خطين متوازيين الزواج سنة الله في خلقه والعمل لشعورك بالاستقلالية والاستقرار الذاتي والنفسي والاقتصادي. خاصة وأن المجتمع الليبي في ظل هذه الظروف الاقتصادية يجب أن يكون للإنسان دخل ثابت يؤمن به حياته، ولكن هناك بعض الرجال الذين يرفضون عمل المرأة فهذه وجهة نطرهم ولكن بالمقابل أنا شخصياً إذا خيرت بين العمل والزواج فأنني سأختار العمل بالتأكيد وأيضاً التوفيق بين العمل والزواج فهذا يتوقف علي طبيعة المرأة نفسها فهناك من نجحت في التوفيق بينهما. وهناك من فشلت فاختارت أحلي الأمرين. فهذا يقع عل عاتق الرجل والمرأة، التي لا بد أن يكون لديها توازن بين عملها وبيتها بحيث لا تهضم حق زوجها وتربية أولادها ومتطلبات بيتها على حساب عملها في المقابل تعطي كل ذي حق حقه من حيث أنها تؤدي واجباتها المهنية وأيضاً مسؤولياتها تجاه منزلها ولابد أن يكون هناك زوج يسند المرأة يساعدها في مشاكل البيت ويكون لها سند وعون في التخفيف عليها من عبء وضغوطات الحياة سواء أكانت العملية أم المنزلية أو العائلية. فمجتمعنا الليبي الذي نعيشه يحكمه عادات وتقاليد ويعتبر مجتمع يرى في المرأة وجودها في البيت وهذه وجه نظر الأغلبية في المجتمع حيث يتحججون بأن المرأة سترتها البيت وزواجها أفضل من عملها وعلى المرأة في هذا الزمان أن تكون مستقلة مادياً واقتصادياً حتي تثبت نفسها ووجودها ولدينا نماذج كثيرة من النساء الليبيات حيث أن عملهن لم يكن عائق بالنسبة لهن من ناحية تأسيس أسرة ناجحة فهنا العائق دائماً في طريقة تفكير الناس . وأحياناً الزوج قد يكون عائق بالنسبة للمرأة ويفرض عليها أن تترك عملها حتى تتفرغ لبيتها وأطفالها لكل شخص وجهه نظر خاصة ولكل شخص ظروفه الخاصة به التي لا يمكن أن يقاس عليها بالمطلوب فمن وجهة نظري الشخصية، قد يكون رحيل الوالدين أمراً صعباً جداً على المرأة والرجل. ولكن عندما تكون المرأة قادرة على تحمل مسئولية نفسها فقد تكون المرأة مستقلة ذاتياً واقتصادياً، وعندما تكون المرأة مسؤولة فأي شخص مسئول يعي ظروف الحياة ويعي بأن ليس كل شيء يتمناه المرء يدركه فأن المرأة حتما سوف تتأقلم مع جميع الظروف فأنا لا أرى بأن رحيل الوالدين يمثل عائق في استمرار الحياة العملية للمرأة بقدر ما يكون عائق في استقرارها النفسي فهو يؤثر عليها من الناحية النفسية والعاطفية ولكن حياتها العملية لا يمثل عائق لها فالحياة مستمرة وعن ندم المرأة على أنها لم تقبل الزواج أم تندم على تركها العمل فمن وجهة نظري الشخصية أن المرأة ستندم على تركها العمل فهو يعتبر مصدر رزق لها في هذا الزمن فقد يكون الزواج شيء اساسي للمرأة ولكن ليس بقدر حاجتها للعمل.
وفي نفس السياق قالت هند محمد عقيلة العمامي:
حالياً في المجتمع الليبي غالبية النساء تختار شريك حياتها بنفسها. ولكن قد يكون هناك استثناء في العائلات الليبية قد يختارون لابنتهم الزوج ويفرض عليها الزواج منه بحجة أنها تأخرت في سن الزواج على الرغم من ان المجتمع محافظ ومن النادر من الإخوة الذكور يفرضوا على أختهم أن تترك العمل عند وفاة والديها فالأغلبية تستمر في عملها وتكون موفقة. وعن نفسي فإنني موفقة بين حياتي العملية وبين مسؤوليتي اتجاه أبنائي وتدريسهم ومتابعتهم في المدرسة وفي الجامعة، وكذلك ممارسة مناسباتي الاجتماعية حيث أواصل الناس ساعة من الزمان المهم أنني أديت واجبي تجاه الناس وأعطيت هديتي وغادرت الناس وهم راضون. وأنا راضية عن نفسي بأني وفقت في حياتي والحمد لله. ومن وجهة نظر نجاة غازي بوعمود ترى بأن المرأة عندما تتخرج من الجامعة وتعمل أولاً ثم بعد ذلك تتزوج، لأن العمل أهم من الزواج. ونحن في المجتمع الليبي غالبية الوالدين ليس لديهم فكرة أن يختاروا شخصاً كزوج لابنتهم ويقولون للشخص تعال تزوج من ابنتنا حسب المقولة الشهيرة أخطب لبنتك ولا تخطب لابنك. فما زالت الفكرة السائدة في المجتمع الليبي أن المرأة تنتظر نصيبها حتى يأتيها من الباب فهذه أقدار الله. لا أحد يستطيع أن يتحكم فيها. لا أحد يستطيع أن يتحكم فيها. فمثلاً المجتمع الليبي قديماً كان أول زوج يدق باب المرأة. الوالدان يفرضوا على المرأة أن توافق عليه ولكن الأن نظرة الوالدين أصبحت منفتحة اكثر فحالياً اصبحوا يأخذون رأيها سواء بالموافقة أو الرفض لها مطلق الحرية. وبما أن الوالدين هم الحامي لابنتهم والسند لها قد يحصل، أن يفارقا الحياة فهنا الزواج بأن يكون لها زوج وأبناءهما الأفضل لها ومن وجهة نظري يجب أن تكون للمرأة شهادة علمية تعتمد عليها لمواجهة أي ظروف قد يحدث معها. فالوظيفة تحقق للمرأة استقلالاً مادياً وتمنحها حياة كريمة تحميها من ذل السؤال. فمثلاً في عائلتي من وجهة نظر أهلي أن الزواج لا يتم إلا بعد أن تتحصل ابنتهم على شهادة جامعية لا بأس بالخطوبة في مرحلة الجامعة ولكن الزواج لا يتم إلا بعد الحصول على الشهادة وبعد ذلك الزواج مباشرة فبحصولها على الشهادة تستطيع الحصول على عمل بالدولة وحتى تستطيع مواجهة الحياة وتقوى شخصيتها أمام الرجل والمجتمع الذي تعيش فيه ومن جانب لو خيرت الفتاة بين الزواج وبين العمل فالأغلبية تختار الزواج والأغلبية هن البنات الصغيرات في السن وقبل أن تنهي دراستها لأنهن يعتقدن بأن الزواج شيء هين لا يعلمن بأنه مسئولية وهو حياة جديدة صعب أن المرأة تبدأ بها دون أن تحسب لها ألف حساب وتكون مستعدة لها وعلى استعداد تام لمواجهة أي ظروف قد تواجهها وإذا صادفت المرأة بوجود زوج متعاون وهي إنسانة متعلمة فلا بد أن تتجه للوظيفة ولو خيرت المرأة بين الزواج وبين العمل فمن وجهة نظري عليها أن تختار العمل لأنه سلاح لها ويوفر لها دخل مادي وحياة كريمة وتصبح قوية فلو لا قدر الله وحدث طلاق أو موت فالعمل هنا يغير نفسية المرأة ويخرجها من الحالة التي تمر بها والعمل يلبي احتياجاتها بالمستقبل فالاهم من الزواج هنا نجاحها في عملها وتطور من ذاتها وهنا لا تندم انها تركت الزواج لان العمل يوفر لها استقلال لشخصيتها وتلبية متطلباتها. أهتم بعملي على أكمل وجه من ناحية أني أوفر متطلبات منزلي ولا أترك أي شيء ينقصه، وفي الوقت نفسه، أجد وقتاً مناسباً للعمل فمثلاً أنا مخصصة الفترة المسائية للعمل بعد أن انهي جميع متطلبات منزلي وأولادي وزوجي وبعد يوم شاق مع الأسرة، أهم شيء أنك تثبتين نفسك في العمل وفي نفس الوقت لا تقصري في حق زوجك وأولادك وبيتك.