ليبيا تدهورت العملية التعليمية في ليبيا منذ 2011م، لعدة اسباب منها انتشار السلاح والفوضى الأمنية الكبيرة بالإضافة للانقسامات بين الحكومات المسيطرة، التي اثرت على كامل القطاعات بالبلاد، وأبرزها قطاع التعليم، حيث دمرت عشرات المدراس خلال الحروب، وتأجلت الدراسة لسنوات، واعتماد المؤسسات التعليمية على الوسائل البدائية التي ما زالت توظف في التعليم الليبي، بالإضافة لضعف التكوين بالنسبة إلى الإطار التربوي من أساتذة ومعلمين وغيرهم، وذلك منذ المرحلة الابتدائية وصولاً إلى التعليم العالي.
ورغم كل هذا لم تعط الحكومات المتتالية اهتمامها للتعليم، ولم تنفق ما يجب في حقه من ميزانيات، ولم تجهز الكوادر التعليمية للاستمرار في العطاء، من هنا عملت مراقبة تعليم بنينا على تنظيم مجموعة من الدورات التأهيلية الخاصة بالمعلمات المتخصصات في تدريس الصفوف الأولى من مرحلة التعليم الاساسي داخل نطاق المنطقة والمناطق المحيطة بها.
هذه الدورات حضرتها أكثر من 30 معلمة منذ انطلاقها في أغسطس الماضي، بواقع ساعتين يوميا، تلقت فيها المتدربات عدة محاور ومضامين جديدة تساعدهم على التعامل بطريق سلسة وبسيطة مع التلاميذ الجدد في المدراس الابتدائية، من خلال التعرف على طرائق التدريس الحديث وآلية ترغيب التلاميذ بالعملية التعليمية دون ضغط أو تعقيد. وحول هذه التدريبات قالت رئيس وحدة التدريب بمراقبة التعليم ببنينا الأستاذة اوريدة الجويلي: " إن الوحدة نظمت عدد من الدورات والتدريبات التي تتناول طرائق التدريس الحديثة، والتي استهدفت معلمات الصفوف الأولى من مرحلة التعليم الاساسي، في بنينا والمناطق المحاورة لها، بهدف الرفع من كفاءة المعلمات وتعليمهم على آلية التعامل مع الطلاب الجدد بطرق ووسائل حديثة، دون تعقيد طرائق حديثة في التعليم.
وأوضحت الجويلي خلال حديثنا معها أن: هذه الدورات تناولت محاور مختلفة ولفترات زمنية منها التفكير الناقد، التعلم التعاوني، المصحح الآلي، وطرق إعداد الوسيلة التعليمية التي تساعد المعلمة على ايصال المعلومة للتلميذ بطرق سلسلة دون تعقيد وتلقين، كما تساعد هذه الوسائل على تسهيل المادة للطالب بعيدا عن الطرق البدائية التي تعتمد على التلقين والسبورة والكتاب المدرسي فقط.
وعن المشروعات التي نظمتها الوحدة الفترة الماضية قالت: إن الوحد ستنظم الأسبوع المقبل تدريبات حول التعلم الإلكتروني، والتي ستستهدف معلمات الصفوف الأولى من مرحلة التعليم الابتدائي في المدارس ومعلمات الشهادة الثانوية، لإحاطتهم بالطرق الحديثة والتكنولوجية التي تساعد في التعامل مع التلاميذ من خلال التقنية الحديثة.
وأضافت " أن هذه الدورة تضمنت عدة محاور منها، التعلم عن بعد، وآلية الدراسة، وإعداد الامتحانات والتقييمات خلال الأزمات والحروب والظروف القاهرة.
إحدى المعلمات المشاركات في الدورات ابتسام جبريل: اعربت عن سعادتها بالمشاركة في هذا التدريب الذي قالت إنه سيساهم في الخروج من النمط التقليدي للتعليم خلال الفترات التعليمية المختلفة، حيث ساعدتنا هذه التدريبات على معرفة الية مشاركة الطلاب مع المدرس في التحضير للدروس وتعليمها دون تعقيد. التعلم التعاوني والحديث.
وأضافت " أن التعليم التعاوني من أبرز المحاور التي استفادت منها خلال التدريبات، متمنية أن يتم تطبيق هذه الطرائق داخل المراحل التعليمية المختلفة، لأنها تضفي نوع من المتعة داخل القاعات مما يعمل على ترغيب الطلاب في المادة ويزيد من ادراكهم لها.
وأوضحت أن: التعليم التعاوني يساعد على منح اهتمام المعلمة لكامل الطلبة الموجودين في قاعة الدراسة من خلال حثهم على المشاركة في العملية التعليمية، وتقسيم الطلاب لمجموعات تساعد بعضها في حل الاسئلة او الواجبات، ما يزرع فيهم المسؤولية وحب التعاون وروح العمل الجماعي.
وكان قد أعلن المنتدى الاقتصادي العالمي في "دافوس" (يونيو الماضي)عن التصنيف الجديد الذي يقيس جودة التعليم في 140 دولة حول العالم، ﻭﺍﻋﺘﺒﺮ ﺍﻟمؤﺷﺮ، ﻟﻴﺒﻴﺎ وخمس دول عربية أخرى، هي السودان ﻭسوﺭﻳﺎ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﺍﻟصومال، كدول ﻏﻴﺮ ﻣﺼﻨّفة، بسبب عدم توافر أبسط معايير جودة التعليم فيها حيث اعتمد مؤشر جودة التعليم العالمي على عدة معاير منها ﺍﻟمؤﺳﺴﺎﺕ وﺍﻻﺑﺘكاﺭ وﺑﻴﺌﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟكلي وﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠيم ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ، ﺍﻟﺘﻌليم ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ والتدريب، كفاءﺓ أسواﻕ ﺍﻟﺴﻠﻊ، كفاءة سوق ﺍﻟﻌﻤﻞ، تطوير سوق ﺍﻟﻤﺎﻝ، ﺍﻟﺠﺎﻫﺰﻳﺔ ﺍﻟﺘﻜنوﻟﻮﺟﻴﺔ، ﺣجم ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭتطور ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺍﻻﺑﺘكاﺭ هذا التصنيف اثار جدلا كبيرا داخل الشارع الليبي الذي بدأ يتساءل عن الاسباب التي أدت إلى تدهور العملية التعليمية في ليبيا والتي ستؤثر سليبا على مستقبل البلاد وأجيالها الجدي