تقرير/ وفاء الشويهدي.
عيد الأضحى في ليبيا هذا العام مختلف كليا، خاصة بعد ما تعرضت له مدن الشرق الليبي من فيضانات في شهر سبتمبر الماضي، أدت إلى خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، وتضررت الثروة الحيوانية والتي منها الأغنام بنسبة كبيرة جدا، وصلت حسب تقرير البنك الدولي في تقييمه السريع للأضرار والاحتياجات الناتجة عن العاصفة والفيضانات في ليبيا، إلى 75 ألف رأسا من الماشية، وكانت الخسائر بها مدمرة وقدرت بحوالي 206 مليون دينارا ليبي.
هذا أدى بشكل طردي إلى ارتفاع سعر الأضاحي لهذا العام حيث وصل سعر الأضحية حتى الآن في حده الأدنى إلى 2200 دينار.
وفي بادرة للتخفيف من وطأة المعاناة التي تقع على المواطن ذي الدخل المحدود من توفير أضحية بسعر مناسب له، قامت القيادة العامة للجيش الليبي باستيراد أغنام، من اسبانيا، حيث وصلت بواخر محمله بأضاحي العيد المستوردة إلى ميناء بنغازي كدفعة أولى، وتقدر حتى الآن بحوالي 40 ألف رأس من الأغنام، فيما يصل خلال الأسبوع القادم حوالي 300 ألف رأس لتغطية كافة المدن.
وأعلنت الحكومة الليبية برئاسة، أسامة حماد ــ المسئولة عن توزيع الأضاحي ــ في بيان لها، أن الأضاحي المستوردة مطابقة للشروط الصحية، وأوضحت أن سعر الخروف سيكون بـ 950 دينارا، وأشارت إلى أن الأضاحي سيتم توفيرها في عدد من مراكز التوزيع والحضائر.
الهدف من المبادرة
وبحسب الحكومة الليبية فأن هذا الدعم يقدم لمن هم في أشد الحاجة إليه، وتضمن وصول الأضاحي إلى أوسع شريحة ممكنة في المجتمع، لتخفيف العبء علي المواطن الذي وقف بين المطرقة والسندان بسبب تأخر المعاشات وعدم توفر السيولة.
وتمثل هذه المبادرة نموذجا حياً بمجهودات القيادة العامة للاهتمام بالمواطن البسيط والمساهمة في حل هذه المشكلة التي تعرقل فرحة الأسرة بعيد الأضحى المبارك.
تأثير الدعم على الأسرة المحتاجة
يساعد هذا الدعم في توفير الأضحية للمواطن محدود الدخل في ظل الظروف المعيشية الصعبة، ووصول سعر الأضاحي المحلية إلى أسعار مرتفعة تتراوح ما بين من 2200 إلى 4000 دينارا.
وبالسؤال حول كيفية توزيع الأضاحي في بنغازي أجاب مصدر مسئول في إحدى الجهات المختصة بالتوزيع قائلا:
أن هذه العملية ستتم بشكل منظم وفعال، حيث تقوم الجهات المسؤولة بتحديد الأسر عن طريق إحضار ورقة العائلة، أو كتيب العائلة لتنظيم وتسهيل عملية التوزيع.
وأضاف بأن: هذه الأضاحي لا تخص شريحة معينة أو فئة محددة إنما هي للمجتمع ككل، ولكن لمن تتوفر فيهم شروط عدم إمكانية الشراء نظرا لدخلهم المحدود، وسوف يتم تحديد مراكز توزيع، ونقاط معينة لبيع الأضاحي، حتى يتمكن المواطن من الوصول إليها بكل سهوله.
عين على الوطني وأخرى على الخارجي
وفي جولة استطلاعية في سوق المواشي حول تقييم المواطن لهذه المبادرة يقول أحد المواطنين: إنه لا يمكنني شراء الخروف الوطني لأن سعره مرتفع جدا ويوازي مرتبي لمدة 3 أشهر، حيث أن السعر يبدأ من 2200 دينار، و(هذا خروف صغير) والخروف الأكبر ب 4000 دينار، أضف إلى ذلك باقي مستلزمات العيد، ولكن سعر الخروف المدعوم الذي تم توفيره الحمد لله سعر مناسب للجميع.
وقال مواطن آخر: بصراحة أنا لا أحب إلا الخروف الوطني، وحتى مع غلاء الأسعار لا يمكنني شراء سواه.