أحمد ميلاد
شارك المركز الوطني للوقاية والحجر الزراعي ــ متمثلا في مدير مكتب الارشاد والإعلام رفقة عدد من المهندسين من فرع المركز بالجبل الأخضر ــ في الندوة العلمية التي أقامها قسم الغابات والمراعي، بالتعاون مع مركز المختار للبحوث والاستشارات العلمية بمناسبة اليوم الوطني للشجرة بعنوان: (دور عمليات التشجير والقانون في تعزيز التنوع البيولوجي الحضري )، بكلية الموارد الطبيعية وعلوم البيئة بجامعة عمر المختار بمدينة البيضاء، كما شارك في فاعليات الندوة ــ التي انتظمت صباح الأحد الموفق 1 ينايرــ أعضاء هيئة التدريس بالجامعة ومنظمات المجتمع المدني، ومركز البحوث الزراعية والحيوانية وقطاع الزراعة والثروة الحيوانية ببلدية البيضاء، وتطرقت الندوة إلى المحاور الآتية: انحصار الغطاء النباتي في الجبل الأخضر الخطورة والتداعيات، وتاريخ التشجير في ليبيا، إضافة إلى فوائد الغابات الحضرية، كم تم التطرق إلى توثيق الاعتداءات على الأراضي الزراعية وأراضي الغابات من خلال سجلات الخبرة القضائية، أيضا ناقشت الندوة دور منظمات المجتمع المدني في تنمية وحماية الغطاء النباتي.
وقد أثرى النقاش المهندس عبد الرازق عاشور عبد الناصر من فرع المركز بالجبل الأخضر حيث تحدث حول الآفات التي تصيب الغابات خاصة أشجار العرعر الفينيقي، والدور الذي يلعبه المركز الوطني للوقاية والحجر الزراعي في مقاومة تلك الآفات، وحث من خلال مداخلته الى وجوب أن يكون هناك تدخل قوي من الدولة لأجل الحفاظ على ما تبقى من هذا الغطاء النباتي.
هذا وفي ختام الندوة تم توزيع شهادات التقدير على المشاركين.
وتأتي أهمية إقامة مثل هذه الندوة لحث المواطنين على المحافظة على الغابات التي بدأت تتقلص في السنوات الأخيرة، بدعوى التوسع العمراني وشق الطرق وانشاء احياء سكنية جديدة ناهيك عن عمليات الاحتطاب غير الرشيدة والرعي الجائر والحرائق العمدية المتكررة بلغ الأمر لقطع الكثير من الأشجار والشجيرات الشيء الذي أثر سلبا على التركيب النوعي ومساحة الغطاء النباتي للجبل الأخضر والذي ظهرا جليا في تأثيره على المناخ الدقيق للمنطقة.
وأكد قسم الغابات والمراعي المشرف على الندوة على أهمية وجود الأشجار والمساحات الخضراء داخل المدن حتى تخفف من آثار تغير المناخ، وهي ذات قيمة كبيرة في التصدي للعديد من التحديات الحضرية كتلوث الهواء، والماء، والاجهاد الحراري، والجفاف، فضلا عن كونها تحدث فرقا في نوعية الحياة للمجتمع، لهذا السبب في الدول المتحضرة تطبق العديد من الإجراءات من أجل زيادة أعداد الأشجار والمساحات الخضراء المزروعة داخل المدن.
ويسعى قسم الغابات والمراعي بكلية الموارد الطبيعية وعلوم البيئة للتذكير بأهمية غابات الجبل الأخضر، كونها مصدرا للتنوع البيولوجي وأداة لمكافحة التصحر والاحتباس الحراري وكذلك التركيز أيضا على أهمية عمليات التشجير المختلفة وزيادة والمساحات الخضراء نظرا للدور الذي تلعبه في حماية التربة من الانجراف والحفاظ على التنوع البيولوجي كذلك اعتبارها أهم الحلول القائمة على الطبيعة للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه وذلك من خلال تشجيع وإشراك أعضاء المجتمع المدني ومختلف المؤسسات التربوية والسلطات المحلية في مشاريع التشجير المختلفة.