في خطوة تعكس الحراك العلمي المتنامي في ليبيا، شهد مركز بنغازي الطبي مساء اليوم انعقاد جلسة حوارية موسعة، تمهيدًا لانطلاق فعاليات المؤتمر العلمي الثالث الذي ينظمه المركز خلال الفترة القادمة، بمشاركة نخبة من الأطباء والمختصين والمسؤولين في القطاع الصحي.
ترأس الندوة الأستاذ الدكتور محمد فرج ماضي، المدير العام للمركز ورئيس اللجنة العليا للمؤتمر، بحضور كل من الدكتور خالد جابر رئيس المؤتمر، والدكتور عبد الحكيم البرشا رئيس اللجنة العلمية، والدكتور عبد الله الطبال رئيس اللجنة التنظيمية، إلى جانب عدد من الكفاءات الطبية والمهتمين بالشأن الصحي من مختلف التخصصات.
مناقشة أربعة محاور رئيسية
وخُصصت الندوة التمهيدية لمناقشة أربعة محاور محورية تشكّل الأساس العلمي للمؤتمر المرتقب، حيث استعرض المشاركون سُبل توطين العلاج داخل ليبيا، عبر تعزيز القدرات المحلية وتوفير الإمكانيات الحديثة التي تقلل من اعتماد المرضى على العلاج بالخارج.
كما ناقشت الندوة محور توظيف الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض، كأحد الاتجاهات الطبية المستقبلية، حيث أُكد على أهمية دمج التقنيات الذكية في النظم الصحية بما يسهم في رفع كفاءة التشخيص وسرعة التدخل العلاجي.
وفي الجانب العملي، تم التطرق إلى أهمية الورش التدريبية التخصصية التي يعتزم المؤتمر تنظيمها، والتي تشمل ورشًا في جراحة العظام، جراحة المخ والأعصاب، الجراحة العامة، إلى جانب تخصصات دقيقة أخرى، بهدف تطوير مهارات الفرق الطبية ورفع مستوى الأداء المهني داخل المؤسسات الصحية الليبية.
دعوات للمشاركة الواسعة
من جانبه، أكد الدكتور ماضي أن اللجنة المنظمة قد بدأت في توجيه الدعوات الرسمية إلى عدد من الداعمين والمشاركين من داخل ليبيا وخارجها، بما في ذلك خبراء وأكاديميون بارزون في مجالات الطب والتعليم الطبي، لضمان مشاركة فاعلة تعكس روح المؤتمر وأهدافه.
منصة علمية للتطوير والتبادل المعرفي
ويُعتبر المؤتمر العلمي الثالث لمركز بنغازي الطبي من أبرز الفعاليات الطبية المنتظرة هذا العام، حيث يسعى إلى خلق فضاء علمي يتيح تبادل الخبرات بين الأطباء والباحثين، وتعزيز ثقافة البحث العلمي، ومناقشة التحديات التي تواجه النظام الصحي في ليبيا، بما يسهم في الارتقاء بجودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
ويُنتظر أن يشكّل المؤتمر فرصة حقيقية لإبراز الكفاءات الطبية الليبية، وإرساء قواعد تعاون طبي دولي يسهم في تعزيز مكانة ليبيا على الخارطة الطبية والعلمية الإقليمية.
من جهته، أكد الدكتور طارق كويري، المدير المساعد لمركز بنغازي الطبي، أن المؤتمر العلمي الثالث يشكل منصة وطنية شاملة تهدف إلى الربط بين الجهود العلمية والواقع الصحي في ليبيا، مشيرًا إلى أن المحاور المطروحة لا تقتصر على الجانب الأكاديمي فحسب، بل تمسّ صميم احتياجات المواطن والمريض الليبي، وتسعى لتقديم حلول واقعية مدعومة بالمعرفة والتقنيات الحديثة.
وأضاف كويري أن المؤتمر سيفتح المجال أمام المختصين والباحثين لعرض كل ما هو جديد في مجالات الطب والصحة العامة، لا سيما ما يتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في تطوير أساليب التشخيص والعلاج، ما من شأنه أن يُحدث نقلة نوعية في مستوى الخدمات الصحية المقدمة داخل ليبيا.
وأشار إلى أن نجاح هذا الحدث العلمي الكبير مرهون بتكامل الأدوار وتعاون الجميع، معربًا عن شكره وامتنانه لكافة أعضاء اللجان المنظمة، سواء من الجانب العلمي أو التحضيري أو الإعلامي، مؤكدًا أن العمل الجماعي هو أساس الوصول إلى نتائج مؤثرة وملموسة على أرض الواقع.
وبحسب ما أكده رئيس اللجنة العليا للمؤتمر، فقد بدأت اللجنة بالفعل في توجيه الدعوات الرسمية إلى عدد من الأطباء والخبراء والداعمين من داخل ليبيا وخارجها، حرصًا على أن يكون المؤتمر منصة لتبادل الخبرات والاطلاع على أحدث ما توصل إليه الطب عالميًا، وتكييفه بما يخدم الواقع الليبي.
حدث مرتقب بأهداف طموحة
يُعد المؤتمر العلمي الثالث لمركز بنغازي الطبي من أبرز الفعاليات العلمية المنتظرة هذا العام، حيث يهدف إلى دعم البحث العلمي، وتوفير بيئة نقاش علمي رصين، وتطوير الكفاءات الطبية، بما يعزز من جاهزية النظام الصحي في ليبيا لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية.
ومن المنتظر أن يشهد المؤتمر حضورًا واسعًا من المهنيين في القطاع الصحي، إلى جانب باحثين أكاديميين ومؤسسات معنية بتطوير القطاع الطبي، ما يجعله مناسبة محورية تسهم في بناء منظومة صحية أكثر كفاءة وفعالية، تقوم على المعرفة والتطوير المستمر.