السكري هو مرض مزمن يحدث نتيجة عجز البنكرياس عن إنتاج الإنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن إستخدام الإنسولين الذي ينتجه بشكل فعالة. والإنسولين هو هرمون يضبط مستوى السكر في الدم.
ويُعد فرط الغلوكوز في الدم، المعروف أيضاً بارتفاع مستوى السكر في الدم، من النتائج الشائعة الدالة على خلل في ضبط مستوى السكر بالدم، ويؤدي مع الوقت إلى الإضرار الخطير بالعديد من أجهزة الجسم، ولاسيما الأعصاب والأوعية الدموية.
كثيراً ما نتحدث عن داء السكري على أنه مرض عضوي يصيب الأطراف وأعضاء مختلفة من الجسم، جراء اضطراب مستويات السكر في الدم لدى المصابين بالمرض. لكن قليلاً ما يتم التطرق للناحية النفسية المرتبطة بهذا المرض، والتي يبدو أنها تتأثر بشكل سلبي مع ارتفاع مستويات الجلوكوز بالدم.
فكيف يحدث ذلك، وما هي الطرق المثلى للتعامل مع مرض السكري النفسي؟ هذا ما نتعرف عليه سوياً في موضوعنا اليوم.
تأثير داء السكري على الحالة المزاجية للمرضى
نقل موقع "الكونسلتو" المصري عن الدكتور محمد نبيل يوسف، أستاذ الكبد والجهاز الهضمي في كلية طب القصر العيني، وعن موقع Medical News Today، معلومات عن تأثير اضطراب سكر الدم على الحالة النفسية لمريض السكري.
وبحسب المصدرين، فإن ارتفاع مستويات السكر بالدم لدى مرضى السكري يمكن أن يؤثر على الحالة المزاجية والنفسية للمريض بأكثر من طريقة منها:
الخوف من مضاعفات السكري: ويعاني مريض السكري من النوع الأول أو الثاني، من ضغط نفسي شديد ومستمر نتيجة عدم استقرار مستويات الجلوكوز وتعرضه لمضاعفات المرض التي قد تكون خطيرة مثل تلف الأعصاب.
التغيرات المزاجية: عند ارتفاع مستوى السكر في الدم، تظهر بعض التغيرات المزاجية على مريض السكري مثل القلق والإرتباك. كما اضطراب نسبة الجلوكوز لحدوث تغيرات في الحالة المزاجية للشخص، خاصًة عند التعرض لنوبة سكري، وفيها يحصل انخفاض شديد في مستويات سكر الدم تصل إلى أقل من 70 ملليجرام لكل ديسيلتر.
وتشمل أعراض غيبوبة السكري الجوع، والإرتباك الشديد، والعدوانية، وتغيرات الشخصية والسلوم، وصعوبة التركيز، والشعور بالنشوة ثم الضيق المفاجئ.
التوتر والقلق: عادة ما يتعرض مرضى السكري ممن تهاجمهم الأعراض للمرة الأولى، لحالة شديدة من القلق والتوتر، خصوصاً في ظل عدم معرفة كيفية التعامل مع ارتفاع أو انخفاض مستويات السكر الشديد سواء عند القيادة أو التواجد في مكان ما.
الإكتئاب: كثيراً ما نسمع مريض السكري يتحدث عن شعوره بالإكتئاب دون سبب معين، والحقيقة أن اتباع جدول صارم من جرعات الدواء خاصة الأنسولين، وتغيير نمط الحياة، يتسبب لمريض السكري بفقدان الرغبة في القيام بأية أنشطة يومية، وعدم الرغبة في تناول الطعام، وصعوبات النوم والتركيز. وهي علامات يصنفها الأطباء على أنه مرض السكري النفسي.
كيفية التعامل مع مرض السكري النفسي
كما بالإمكان التعايش مع مرض السكري طوال العمر، يمكن أيضاً التعايش والتعامل مع مرض السكري النفسي من خلال اتباع النصائح التالية التي يوصي بها الأطباء:
إتباع حمية غذائية صحية: يساعد تناول أطعمة صحية بدون سكريات أو كربوهيدرات مكررة، وتنظيم وجبات الطعام، في إدارة مستوى السكر بالدم.
ممارسة الرياضة بانتظام: يسهم بتحسين الحالة المزاجية وخفض مستويات الجلوكوز والحفاظ على وزن صحي.
الإلتزام بجرعات الدواء: من أفضل السبل للحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن النسب الطبيعية، ما يقلل من خطر تعكر الحالة النفسية والمزاجية. كما يوصي الأطباء مرضى السكري بفحص نسبة سكر الدم بشكل منتظم، لضمان السيطرة على مستوياته.
إستشارة الطبيب النفسي: ينبغي في بعض الحالات الشديدة لاضطراب القلق والإكتئاب، إستشارة طبيب نفسي للمساعدة على تقبل المرض وتقليل المخاوف المتعلقة بمضاعفات السكري.
المصدر مجلة هي