مع بداية العام 2025 وما يليه من أعوام في الربع التاني من القرن الواحد والعشرين ستشهد القطاعات والأنظمة الصحية تطورات غير مسبوقة في العلوم والمعارف والتقنية والتكنولوجيا والمفاهيم الصحية ، مما يتطلب تغييرات في البنى التحتية لجميع مستويات النظم الصحية ، واختلافات جدريه في المباني وتصميماتها الخارجية والداخلية وهياكلها التنظيمية والادارية ووظائفها المختلفة ، ويشهد العالم ميلاد لمهن وتخصصات طبية جديدة ، واخرى قد تختفي ، وغيرها قد يطرا عليها تغيرات جوهرية ، وتطورات في طرق وأساليب الوقاية والتشخيص والعلاج والتأهيل ، وتتغير الادلة العملية والعلمية والفنية والمعايير ، وتغييرات في المناهج والمقررات والتعليم والتدريب الطبي والصحي ، ويكون للبيئة والصحة الحيوانيه والزراعية أدوار ايجابية في الاندماج مع الصحة البشرية ، وتنفيذ برامج الصحة الواحدة في المكان والنظام الواحد للفرد الواحد ، ويشهد ألعالم تحديات صحية خطيرة منها الأوبئة وتنوعها وتعددها وسرعة انتشارها وشدة فتكها ، وأمراض ستختفي وأخرى قديمة ستعود أكثر شراسة ، وأمراض جديدة يفرضها العصر وأنماط الحياة والتغييرات المناخية ، وتشهد تطورات في تشخيص وعلاج الأمراض الجينية والمناعية والنفسية والعقلية ، وأمراض كبار القدر ( كبار السن ) الذين سيكونوا بنسب أكبر من إجمالي السكان بالعالم ، وما تتطلبه من تغييرات جوهرية في الطب الوقائي والرعاية الطبية الشخصية والمنزلية والمصاحبة ، ومكافحة الأمراض وتقليل أضرارها في كل المراحل العمرية لضمان الصحة والعافية والرفاه لكامل دورة الحياة ، وسيشهد العالم تطورات تكنولوجية في التقنيات الحديثة للصحة الالكترونية والرقمية ، والذكاء الاصطناعي ، والطب الروبوتي والتطبيب عن بعد ، والخدمات الصحية الاستباقية والتنبؤية والافتراضية ، وزيادة التوسع في الاستثمارات الصحية والصناعات الدوائية والبيولوجية والتكنولوجيا الطبية والحيوية وغيرها ، وستطرأ كثيرًا من التغييرات الإيجابية التى تعنى بالتنمية البشرية الصحية وتطوير السياسات والتشريعات والقوانين الصحية ، ولن يُقبل مستقبلًا أن يعاني الناس من أمراض بالإمكان تجنبها ، أو يشقى مريض وذويه من أمراض لها علاجها ، وغير مقبول لا علميًا ولأ مهنيًا ولأ اخلاقيا أن لا يتوفر نظام اسعاف وطوارئ وإنقاذ متكامل ينقذ حياة الناس في تواني ، وسيشهد طب الطوارئ والإسعاف تطورا كبيرا في التعامل مع التحديات الصحية في الكوارث الطبيعية والحوادث والحروب ، وسيكون الطب مطالب بتحقيق النتائج ، وبحساب القيمة وليس حساب الخدمة ، ونرجوا أن يكون أكثر إنسانية وعدالة وانصاف ، وأن ينعم النظام الصحي العربي والدول النامية والدول متوسطة وضعيفة الدخل بذلك لتحقيق التنمية المستدامة ، والتغطية الصحية الشاملة ، وتنعم بنظام صحي قوي وفعال ومنصف ، يتميز بقدرات الاستجابة والاستعداد والمرونة ، وان يشهد النظام الصحي العربي والعالمي تقدم في تحقيق المؤشرات الصحية العالمية الإيجابية لجميع دول ألعالم ، وان تتسع مجالات التعاون الصحي العربي والدولي في البحوث والدراسات العلمية ، وتبادل المعلومات الصحية والخبرات ، وتطوير القوى العاملة الصحية أعدادا وتأهيلًا وكفاءات ، وتتقلص فجوة النقص الحاد في القوى العاملة الصحية ، ومع بداية الربع التاني من القرن 21 سوف يشهد العالم علوم جديدة ، وخدمات صحية مختلفة وتقنيات عالية وتكنولوجيا طبية متطورة ، تمكن الانسان من تحقيق نجاحات كبيرة في مكافحة الأمراض وعلاجها ، وتحقيق مؤشرات صحية متقدمة في تعزيز الصحة العامة ومتوسط الاعمار والصحة العقلية ، والقضاء على الكثير من الأمراض المزمنة ، وتجنب الكثير من الأمراض النادرة والوراثية ، ونرجوا ان يكون العالم أكثر إنصافاً وعدالة في تحقيق الصحة والعافية والرفاه لكل الشعوب والأمم والمجتمعات ، وان يتمكن الجميع من الحصول على الأدوية واللقاحات والخدمات الصحية عالية الجودة ، ونرى العالم أكثر جدية وحرص على حماية المؤسسات الصحية والعاملين بها ، وأن يتوحد العالم في مجابهة التهديدات والاخطار الصحية ، ودعم لكل ما يخدم صحة الانسان ويمكنه منها ويحسنها له في كل مكان . إن العقل البشري صار يسير مع عقول اصطناعية تتسابق معه وعليه . ومن اراد العيش بصحة وعافية وحياة كريمة عليه أن يتقدم صفوف العلم والمعرفة والابتكارات والثقافة متسلحًا بالقيم والمبادئ الانسانية النبيلة ، د.علي المبروك أبوقرين