Oct 30, 2024 Last Updated 7:54 AM, Oct 17, 2024

المحبة نصف العطاء

في عامي الدراسي الأول كان حافلا بعدة أشياء تعلم الكتابة، الانضباط، احترام الوقت، وسمعا وطاعة للمعلم.

أركض كل ظهيرة للمدرسة التي كانت قريبة من بيتنا يفصلنا شارع طويل ولكنه ممتلئ بالبيوت والملامح التي نحفظها جيدا.

لا أدري هل من سوء طالعي كانت معلمتي التي تسكن جيدا إلى هذه اللحظة في ذاكرتي بهيئتها التي كانت غير متعارف عليها لطفلة مثلي أن تستوعبها، واسمها النادر أيضا وبعيدا كل البعد عن ملامحها "قمرة "، نعم هذا اسم لفتاة في بداية الثلاثينيات تقريبا، أو هكذا تشي ملامحها، ملامح قاسية وشعر أسود تغطيه "محرمة"، صغيرة تهرب بعضا من خصلاتها من تحت سطوتها، قصيرة القامة حدباء الظهر، تنو بثقلها كنا ننزوي بنظراتنا خوفا منها، ترتدي دوما قميص وتنورة تكشف عن ساقيها النحيلتين بكعب قصير الطول.

حفظت خطواتها جيدا، أكثر من حفظي للأعداد الصغيرة ما بين 1 إلى 10.

هذه المعلمة التي لم ينسها عقلي وقبعت في ذاكرتي رغم كل تلك السنوات الطوال جدا،  كانت قاسية جدا على طفولتنا، لم تتفهم نفسيتنا المختلفة نحن الأطفال لم تراعي فروقتنا ولم تهتم بتفاصيلنا الصغيرة، كانت صارمة جدا كشمس يوليو؛ لم أراها تبتسم يوما، تؤدي دورها بجم وجمود كامل.

انتهى عامي الدراسي الأول بتجربة قاسية، كان بيني وبين الكره للدراسة خيط رفيع، لولا تدخل العناية الإلهية ووجود معلمات اخريات في الصف الثاني لكنت أصبت بعقدة منها.

ما اضطرني لفتح جراب الذكريات هي إدراكنا الكامل وترجمة حالنا إلى أن المحبة نصف العطاء، وأن المسافة بين المعلم والتلميذ مغلفة بالكثير من الوعي والفهم الحسي. وأن الطبطبة والكلمة الطيبة لها وقع السحر، والتحفيز والتشجيع يغيران من سلوك الطالب إلى الأفضل.

ابحثوا عن الأساليب الحديثة التي تبنتها الدول المتقدمة في طرق تعليمهم، الطرق التقليدية القديمة عفا عنها الزمن، العالم تغير فمتى نسايره حقا .... ؟!

 

أكثر قراءة

أعلن معنا هنا

 

أعلن معنا في الليبي اليوم

 

  • المقر بنغازي / ليبيا شارع عبد المنعم رياض/ عمارة الإعلام/ الدور الأول الهيأة العامة للصحافة بنغازي
  • +218.92.758.8678
  • +218.91.285.5429

 

read more