عادة ما يطلق على ليبيا قطعة الكيكة التي يرغب الجميع في اقتسامها وأكلها على موائدهم، فهي ليبيا فعلا تستحق ذلك؟
تقع ليبيا في قلب افريقيا وهي حلقة الوصل ما بينها وبين أوروبا، ولهذا تعتبر منطقة عبور مهمة للمهاجرين غير الشرعيين وصولا لأوروبا القارة الحلم للجميع، وتمتلك ليبيا ساحلا يبلغ طوله 1850 كيلومتر، وتعتبر ليبيا رابع أكبر البلدان مساحة في أفريقيا، والسادسة عشرة على مستوى العالم، ولعدد سكانها القليل ولقلة المشتغلين بالصيد فهي عرضة دائما للصيد الجائر من جميع الدول المجاورة وحتى البعيدة، فقد قبض غفر السواحل خلال عام 2006م على مركب ياباني ضخم يقوم باصطياد أسماك التونة في المياه الإقليمية الليبية.
ونظرا لأن الساحل هو الواجهة الأساسية والمطلة على العالم فما يحدث فيها يطل للعيان، ولكن الأشد ما يحدث في الجنوب الليبي الغني بالثروات الطبيعية من الذهب تحديدا، فقد استغلته العصابات على الحدود الجنوبية وتقوم بالاستحواذ عليه والتجارة فيه، وفي ظل الفوضى الأمنية التي تعيشها ليبيا حاليا، أصبحت ليبيا أكبر بلد في العالم عرضة للنهب والسلب على أعين المتسلقين على السلطة فلا يحركون ساكنا، فكل يخاف على كرسيه وما يجني من ورائه من أموال قد تصل للمليارات بلا حسيب ولا رقيب، والشعب ينظر ولا يتكلم، فهو لا حول له ولا قوة في ظل انتشار المليشيات المسلحة التي تعمل لصالح هؤلاء الساسة الذين وجدوا ليبيا مرتعا لا حارس له.
لم يقتصر الأمر على سلب ليبيا من الداخل بل امتد الأمر إلى الاطماع الخارجية، فمثلما تم اقتسام ليبيا بعد الحرب العالمية الثانية فاستحوذت فرنسا على الجنوب بكل ما فيه من ثروات طبيعية من مخزون الذهب الذي لا ينضب، استحوذت إنجلترا على الغرب الليبي، واستحوذت إيطاليا على المزارع والزراعة والتجارة الصغرى، هذه الاطماع لازالت ممتدة وتحاول هذه الدول جاهدة العودة للسيطرة عليها من جديد، بعد أن خسرتها عام 1969م إبان ثورة سبتمبر.
ولازالت ليبيا ترزح تحت وطأة البند السابع وفقا لقرار مجلس الأمن 1973، وهي بذلك لا تصنف كدولة حقيقية، زد عليه عدم وجود حكومات فعلية، وانقسام هذه الحكومات، والرئاسات، وكل المؤسسات تعمل بنظرية الأمر الواقع ومن المؤسف استمرار هذا العبث وعدم توقفه، ما سبب بدخول كل الدول الطامعة من جديد في ليبيا لنهب ثرواتها واستغلالها والاستفادة من الوضع الحالي.