حنان علي كابو
ترى في الشعرُ لظىٰ الروح،و تهذيبها ،نداءو اعتداد،كفة الميزان العليا و صخب النشيد ،حظيت مسقط شعرها ،مدينة الملح والماء "بنغازي "باحتفالية توقيع للشاعرة والتشكيلية ليلى النيهوم في أمسية بالديوان الليبي برعاية المنظمة الوطنية لأمازونات ليبيا ،وبحضور ثلة من الشاعرات والمتذوقات للشعر .
في تغريدة لها عبر حسابها الخاص كتبت صاحبة بمنعطف من شارع dewolf
بالأمس تشرفت بتوقيع كتابي الشعري ،الصادر عن دار الجابر للنشر والتوزيع ،
و ذلك برعاية المنظمة الوطنية لأمازونات ليبيا في لفتة جميلة اعتبرتها ترحاب الوطن لعودتي بعد غربة طويلة.
سعدت كثيراً بالحضور الأنيق المُحب . و كنت كلي بهجة واستمتاع. كان إلقائي الأول باللغة العربية و ربما شابته بعض العثرات . قناعتي الشخصية ان قصيدة النثر لا تُلقى بل هي قصيدة للتأمل العميق .
سعادتي لوجود اهتمام بالمرأة في كافة ظروفها والسعي لتنمية قدراتها و هذا مالمسته عن قرب خلال الايام الماضية في مقر المنظمة قرب باقات من الأمازونات اللاتي يبذلن جهوداً حثيثة ملموسة في هذا الاتجاه.
شكرا الأستاذ وزير الثقافة الأسبق الشاعر الزميل : جمعة الفاخري تجشمه عناء السفر براً للحضور و تأثيث الأمسية بكلمته وتقديمه و ورقته النقدية الرائعة في مجموعتي الشعرية.
شكراً للدكتور علي الشويهدي استاذ الأدب الفرنسي حضوره المؤنس و تشجيعه الدائم.
شكراً للأستاذ القاص محمد الزروق الكراتي و الشاعر عصام الفرجاني حضورهما الداعم.
شكراً للدكتورة امينة المغيربي استاذة الأدب واللغة الإنجليزية حضورهاا لمؤنس .
شكراً للعزيزات من الأمازونات و الاديبات والكاتبات والقاصات والشاعرات والصحافيات و الفنانات والصديقات حضورهن المؤنس . سعادتي بكن كانت كبيرة.
شكراً للأستاذ علي جابر مدير دار الجابر للنشر الناشرة لكتابي على توفير الكتاب و الملصق الأنيق.
شكراً للعزيزة منى البشاري على رعاية الحفل بمطعمها مطعم الديوان الليبي (بقاعة الديوان قاعة الفنون والثقافة )و على حسن التنسيق والوفاد والضيافة.
كل الشكر و المحبة للشاعر الصغير محمد جمعة الفاخري فقد ابهج الجمع بإلقاءه الجميل. وليس ذلك بغريب و هو من بيت شعر وادب وثقافة.
شكراً للهدايا الجميلة الحاثة على الابداع والكتابة واهداءات الكتب.
يظل الشعر لظى الروح و زفراتها. الحمدلله ان مكنني ان انفث وجعي على الورق و احتضن بعدها من غاب و غابوا في قلبي في سكون المُناجي …
"هي والقصيدة التصاق وجداني دفيء "
في ورقته التي قدمها الشاعر جمعة الفاخري كتب ...
منعطفٍ من شارعِ DeWolf لم يكنِ الشِّعْرُ إلَّا تمرُّدًا، تفرُّدًا .. تغريدًا خارجَ إطارِ الكلامِ، وَغِنَاءً على تخومِ الخيالِ، على حافَّةِ المجازِ البعيدِ، الشِّعْرُ اِختلافٌ كلِّيٌّ عنِ الكلامِ المنسوخِ والممسوخِ، الكلامِ المطحونِ تردادًا، الممضوغِ تَكرارًا .. الْمُقَالِ ملايينَ ملايينِ المرَّاتِ.. الشِّعْرُ لا يُكَرَّرُ؛ إنَّهُ يُولدُ من سماءٍ عليَّةٍ، من فضاءاتِ الحلمِ والدهشةِ والخيالِ.. و( بمنعطفٍ من شارعِ DeWolf ) ثمَّةَ شِعرٌ يقترحُ فتننَهُ، ويستعرضُ دهشتَهُ، ويحتفظُ بمكامنِ الدَّهشةِ فيه، تلكمُ التي تجعلُكَ تشعرُ أنَّ القصيدةَ لَكَ ومنكَ وعنكَ .. وفي هذا براعةٌ فائقةٌ، واقتدارٌ أكيدٌ.. توطِّئُ ليلى النيهوم لحروفِها السَّافرةِ معنًى ومغنًى. فهيَ المنصتَةُ لكلِّ شيءٍ، المصغيةُ بقلبِها المنفطرِ لدبيبِ الحياةِ نفسِها، للَّيلِ المبلَّلِ حتَّى النَّسَغِ، للدَّمعِ الخفيِّ السخيِّ. وهيَ تتماهى معَ عدسَتِها الحميمةِ لتتلاصَقَا، لتتصَادَقا.. لتغدوَ عينَهَا الثَّالثَةَ، لتكونا " ناعورةَ ريحٍ يوافقُهَا الشِّراعُ لا القناع
. ختامًا. .ليلى النيهوم .. تعيشُ الشِّعرَ الذي تكتبُهُ، وتكتبُ الشِّعْرَ الذي تعيشُهُ.. هي والقصيدةُ التصَاقٌ وجدانيٌّ دفيءٌ.. تبتكرُها من دواخلِها المترعَةِ بالدهشةِ والحلمِ والأملِ والألمِ، وترسُمُهَا بفرشاةِ روحِها، ترتكبُ قصائدَها الدِّافئةَ، الدَّامِعَةَ التَّفاصيلِ، المبلَّلةِ بالحزنِ والوجعِ والانكسارِ، المكتظَّةِ بالقهرِ والرَّهَقِ، الدَّافقَةِ بالصَّدقِ، قصائدَ لا تدفعُكَ لتنبوَ عنها، وإنما تدفعُكَ برفقٍ لتنهلَ منها ..
"تداخل ثقافي في قصائدها "
وتشير د. أمينة المغيربي إلى أن ما يميز ديوان (بمنعطف من شارع DeWolf) للشاعرة ليلى النيهوم هو أن هناك كثير من التداخل الثقافي في قصائدها حيث تستحضر ومضات من الأدب الإنجليزي والأمريكي مستوحاة من المكان أو الفكرة التي تنطلق منها القصيدة، فتحضر فرجينيا وولف (Virginia Woolf) وشتاينباك (Steinbeck) وروايته Cannery Row كما ترسم النيهوم صور شعرية تعبر فيها عن أحاسيس ومشاعر في قوالب شعرية هجينة مثل الهايكو والذي تتداخل فيه فقرات مترجمة من شعراء الأدب الإنجليزي والأمريكي مثل ميلتون وبرونتي. كما وظفت الشاعرة ظاهرة الثنائية اللغوية متمثلة في ادماج مفردات ومصطلحات وأسماء أماكن وأشخاص باللغة الإنجليزية في نصوص قصائدها المكتوبة باللغة العربية. هذا النموذج من أسلوب الكتابة يمثل الشعر الهجين (hybrid ) وهو نوع من التداخل الثقافي بين ثقافات ولغات خبرها الكاتب واثرت في أسلوبه وكتاباته.
"معنى خلف معنى "
ترى الشاعرة الروائية والتي كانت أحدى الحضور في أمسية التوقيع عائشة بازامة إن الشاعرة لها احساس فائق بما نحن عليه من تأخر وقهر وعدم مشاركة في صنع المستقبل ، لكنها غلفت هذا الإحساس بصور ودلالات وأخيلة خبأت وراءها هذا الإحساس لما للشعر من تأثير بهذه الوسائل النابعة من كونها شاعرة . ويظل طلبها هذاً وتظل حين قصيدتها تحمل معنى خلف المعنى ، كذلك لوحات غرائبية معلقة على منصة الكون وبعض السريالية . ولنقرب المعنى دائماً حروفها تهيم في العبثية و في البحث عن فاعل .
"أضافة وإثراء للرصيد الأدبي "
وفي نفس السياق يقول الشاعر الدكتور عصام الفرجاني الذي القى بعضا من قصائده في أمسية التوقيع أن الشاعرة متأثرة بموهبة الرسم فهي عاشقة للصورة تركض خلف الصور ركضا، أحيانا يكون توظيف الصورة لصالح النص وفي أحايين أخرى يكون ضده، لكن الأولوية لديها للصورة؛ ولعل ذلك راجع لحبها للرسم. نلاحظ أيضا استعمالها الصورة الغربية بكثرة متأثرة بحياتها في أميركا، وهي صورة مطلوبة من حيث التنوع وإثراء الفكر العربي، لكن التعويل عليها بكثرة قد لا يمس النفس العربية دائما؛ فمثلما يكون الشاعر ابن بيئته فإن المتلقي ابن بيئته كذلك. لذلك أعتبر أن الأسلوب الذي اتبعته ليلى النيهوم إضافة وإثراء للرصيد الأدبي؛ من حيث الاختلاف والتميز، لا من حيث القوة والضعف أو القيمة الشعرية نفسها. وحين أقول الشعرية فإنني لا أقصد الشاعرية؛ فهي تنساب انسيابا عند ليلى النيهوم؛ ويكفيها صدقها وتجربتها الإنسانية التي تؤهلها لذلك.
"لوحات شعرية دافقة بالفقد والحنين والغربة "
الكاتبة والقاصة انتصار بوراوي كتبت معلقة : الشاعرة فى قصائدها الشعرية تعتمد على الوصف الخارجى للأشياء حولها مثل الطبيعة والبيوت والأماكن التى تمر بها و يمتزج ذلك باستبطان داخلى لحالتها الشعرية وبوحها بمكمن الوجع من الموت و الفقد . قصيدتها تصف بعين شعرية لاقطة الأمكنة سواء التى تعيش بها أو تمر بها فى أسفارها حيث تتجول القصيدة بين الشوارع والبيوت والطبيعة والشجر والبحر وخصوصا عن مدينة كلوفيس الأمريكية التى تعيش فيها الشاعرة منذ سنوات ويتضح من خلال قصائدها الإحساس العميق بالغربة والحنين للوطن والبيت والأهل وكأن الرحيل والغربة يزيد من لواعج الحنين والفقد بدلا من أن يمنحه الراحة والسلام وكأن حلم ترك ونسيان الوطن الذى يحلم به الكثيرين للابتعاد عن الوطن هو مجرد كذبة ، فلاشىء ينسى أو يسقط من الذاكرة وخاصة إذا كانت ذاكرة شاعرة مرهفة الحس تلتقط صور الحياة وكأنها عين فوتوغرافية بشرية بارعة ولكن كما لو أن الإحساس بالغربة و الفقد زاد من جذوة واشتعال الشعر بداخلها فخرج فى قصائدها التى باحت من خلالها عن كثير من شجون ذاتها و لواعج ومكنون روحها ثم لملمتها فى هذا الديوان الرقيق الجميل الذى يتمازج فيه حسها الشعرى مع موهبتها فى الفن التشكيلى والذى تجسد فى كثير من مفردات قصائدها المحتفية بالرسم وكأنها تضرب فرشاة الشعر على لوحة تأملاتها الحياتية فترسم لوحة شعرية خافقة نابضة بالحياة. نلاحظ أيضا فى الديوان ، إتكاء الشاعرة على الكلمات الانجليزية فى كثير من القصائد بداية من عنوان الكتاب إلى الكثير من قصائدها ربما لأن الشاعرة لديها شغف باللغة الانجليزية التى تتقنها فهى أيضا مترجمة لادب اللغة الانجليزية إلى العربية ولديها ترجمات لكثير من الشعراء والقصاصين الأوروبيين والامريكيين . للمكان أيضا سطوته على روح وقصائد الشاعرة فنراه مرتسم فى كثير من القصائد سواء الوطن المستدعى من ذاكرتها حيث مدينتها وبيتها فى مدينة بنغازى أو موطنها الأخر حيث تعيش فى أمريكا منذ أكثر من عقد . ولا ريب أن لحادثة مقتل أخيها فى يوم غادر أمام أسرته بمدينة بنغازى خلال السنوات السوداء التى عاشتها مدينة بنغازى فى ظل موجة الفوضى والاغتيالات له تأثير كبير على قصائد الشاعرة حيث أفردت كثير من القصائد لواقعة الموت المأساوية المريعة ، ومن رحم الفقد والإحساس باللوعة والفقد جاءت كثير من قصائد الديوان متفجرة بعواطف الفقد والأليم الدفين فى قصائد ممتلئة باللوعة والشجن الرهيف . قصائد ديوان ليلى النيهوم"بمنعطف من شارع Dewolf"هو مجموعة لوحات شعرية رقيقة دافقة بكثير من مشاعر الحنين والفقد والإحساس بالغربة والحنين للوطن رغم كل نوائبه وأحزانه ومأسيه ...لأنه الوطن .
"كلماتها رؤى فجر ينثال على غصن مائل "
وبرأيها تقول الشاعرة وجدان عياش الكاتبةُ المُبدعةُ ليلى النيهوم كلِماتها رؤى فجرٍ ينثالُ على غُصنٍ مائِلٍ ، على ظِلِ وردةٍ قُطِفت ، على ذاكِرةٍ مُراوغةٍ حائِرَةٍ بين لونِ الحنطةِ على قصبِ الحُقولِ ، وبين موتٍ شفيفٍ لا يعي من أسمهِ سوى دمعٍ وجلٍ على خدِ رُعاةِ الذكرى وكأسُ الغيمِ يفيضُ بحكايا الشُهداء .. الشاعرةُ ليلى النيهوم تنهلُ من نبعِ كلماتٍ كأنه ماءُ نرجسٍ يُشِعُ على بياضِ الكفنِ ، على شهوةِ الرملِ ، على غُيومٍ تُبدِدُ ظِلها حينما الشُهداء يعبُرون جنةَ الغيبِ ، بِفراشاتِ حقلٍ يُظلِلن جسدَ الشهيدِ بِنبيذِ الثناء ، ولا يترُكن ماءَ الصبرِ مسفوحاً على قلقِ النهارِ وخيبتهِ ..