Nov 22, 2024 Last Updated 7:25 AM, Nov 21, 2024

المواقع والمجلات الثقافية ....زخم إبداعي رصين مميز

المواقع والمجلات الثقافية ....زخم إبداعي رصين المواقع والمجلات الثقافية ....زخم إبداعي رصين

حنان علي كابو
يظل العمل الإبداعي رائحته الخاصة لتشكيلته المميزة من صنوف الأدب، وما يميز خصوصيته تفرده الناجم عن المعرفة لمنجزه الثقافي .ورغم أهميته يشكل رقما صعبا في توليفة الحياة وتداعياتها ،وصمودها صعبا في مواجهة الركود الاقتصادي
ومنذ دخول العولمة والعالم يشار له بنقرة زر واحدة مارس حظوته في الأرتقاء بالإنسانية ورقي المجتمع ، في تقريرنا هذا سلطنا بعضا من الضوء حول تجارب في العمل الإبداعي تنوعت ما بين الورقي والالكتروني .


المنجز الثقافي


يشير الكاتب والشاعر رامز النويصري وصاحب موقع بلد الطيوب الثقافي الذي تأسس منذ عشرين عاما إن ميزان الميزات قد يختلف من شخص لأخر، وبحسب رؤيته للعمل الثقافي، وأضاف " فأولى ميزاته الكم المعرفي الذي يكتسبه العامل فيه، سواء كانت هذه التغذية عن طريق القراءة، أو السماع، أو المشاهدة. الميزة الثانية، الشعور بالأمان بالرغم من وجودك في هذا المحيط من المعرفة والمعلومات والكتابات على مختلف أشكالها، ليقينك بأن الغرق فائدة أكثر من البقاء على السطح. ثالث هذه الميزات، وأنا لست هنا لعدها، إنما عرض لوجهة نظري الخاصة، هو حجم العلاقات التي يبينها العامل في هذا المجال الثقافي، وسواء علاقات مباشرة مع المثقفين، أو غير مباشرة من خلال المنجزات المعرفية لهم. أخيراً، الشعور بالفخر لحجم المنجز الذي تعمل من خلاله، فالمنجز الثقافي الليبي منجز كبير، وكبيرٌ جداً، وهو للأسف يحتاج الكثير من العمل عليه.
يستمد النويصري هذا الاهتمام للمنجز الثقافي من حبه للعمل والمعرفة قائلا ". فحب العمل الثقافي بدون وجود طاقة حركة وصبر على البحث لن تكون منتجة، والعكس صحيح. وأنا شخص محب لكل ما هو ثقافي، ليس ليبيا فقط، إنما الثقافة الإنسانية بشكل عام. "،و يشعر أديبنا بالرضا التام عما قدمه مضيفا " وما أسعى إليه بالرغم من بطأ الوصول لهدفه، يتحقق بإذن الله تعالى.."


خصوصية العمل الإبداعي 


يعتقد الصحفي مهند سليمان الذي يعمل محررا صحفيا بموقع بلد الطيوب وبالصفحة الثقافية لصحيفة الصباح الليبية، بأن التميز في العمل الثقافي يأتي من الخصوصية التي يحظى بها العمل الإبداعي كلل وفي هذا يقول "فعلى سبيل المثال لا الحصر المحتوى الصحفي في الصحافة الأدبية أو الثقافية يملك أدوات غالبا ما تظهر بأسلوب متفرّد قوامه لغة مسبوكة بعناية تراعي الأبعاد الجمالية للحرف والكلمة وكذا تضع في اعتبارها ذائقة المتلقي الخاصة.
مارس سليمان العمل الصحفي منذ أربعة سنوات تقريبا وفي رؤيته للشغف يقول
"هو مفتاح السر للصبر والأناة على تحقيق الأهداف مهما بدت شاقة ومضنية الشغف هنا يذلل الصعاب ويمد جسرا عبقا برائحة الليمون، ومصدره يجيء متى ما أراد المرء أن يضع ملامح واضحة لشخصيته تشكل وعاءً لقناعاته وأفكاره ودائرة قيمه الأخلاقية، وبالتالي يقودنا هذا السر السحر المسمى شغف إلى خلق أواصر حميمة مع الأشياء لا تكاد تنفك إلا إذا انطفأ أو انحسر الشغف حيالها.
يميل مهند إلى الصحافة المتخصصة لقدرتها على جعل الصحفي أكثر يروزا بصورة أوسع حيث أضاف "وتدفعه للاشتغال على أدواته المهنية لتطويرها والارتقاء بأدائه ومعاييره الصحفية"
مهنّد سليمان هو ليس صحفيا فقط بل وشاعرا أيضا خاض تجربة النشر في عدّة مواقع وصحف إلكترونية وورقيّة منها فسانيا - فبراير - ألترا صوت -الصباح الثقافي - العربي اليوم-نخيل عراقي. نشرت له مجموعة من النصوص ضمن أنطولوجيا أدبيّة صدرت تحت عنوان: شمس على نوافذ مغلقة عام 2017م.


واقع المجلات الثقافية


يشير الكاتب والقاص حسن المغربي مدير تحرير مجلة رؤى منذ قرابة تسع سنوات إلى أهمية المجلات الثقافية باعتبارها مؤشر من مؤشرات رقي المجتمعات وتقدمها يقول " فهي تقوم بدور كبير في حياتنا الثقافية، ولعلّ دورها الأبرز يتجسّد في المادة الثقافية التي تقدّمها.. نعم إن الاهتمام بالمجلات يعني الاهتمام بالرقي والمدنية. ووجودها دليلاً على وعي المجتمع وتحضره، وهذا ما تؤكده سوسيولوجيا الثقافة التي ترى أنّ المجلات مظهر ثقافي مهم للمجتمع، نظراً لما تغرسه في نفوس القراء من رؤى جمالية وفكرية، تجعل منهم متفاعلين ومنتجين.
وأضاف " أن المجلات الثقافية تستطيع أن تنمي المجتمع سوسيولوجياً واضعة الحلول لمشكلاته، ومشخِّصة عيوبه. ونحن في ليبيا نعاني من الافتقار إلى المجلات الثقافية، يرجع ذلك إلى أسباب مادية بالدرجة الأولى وتجاهل الدولة لهذا القطاع الهام . علماً بأن الاستثمار الرمزي للثقافة هو الذي يمهد الطريق أمام الاستثمار المادي. وهذا الشيء بات من المسلم به لدى المجتمعات المتقدمة التي تجعل من الثقافة في مقدمة أولوياتها ، على العكس، المجتمعات النامية ولا أقول المتخلفة التي ترى بأن الثقافة ترف محصور لدى النخبة، وكذلك الفن بحسب أطروحة بورديو .. إن هذه المجتمعات تجهل بحسن نية أو بخبث ومن يدري! مقولة «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان".
ويؤكد المغربي إن صناعة مجتمع واع يتطلب نشر ثقافة الكتب والمجلات في جميع مجالات الحياة، حيث قال " فالواقع الثقافي الليبي الراهن بائس، أقولها بصراحة، لا وجود لأدنى اهتمام بالثقافة، في المنطقة الشرقية يوجد ثلاثة مجلات ثقافية من بينها رؤى التي تصدر دون دعم من الدولة منذ عام 2014م مع أنها من أهم المجلات العربية في الفترة الراهنة. ورغم أزمة التوزيع خارج ليبيا وطباعتها ورقية استطاعت ان تستقطب أقلام عربية كبيرة في العالم .. ولديها قراء يترقبون صدروها كل ثلاثة أشهر وهذا بشهادة كبار الكتاب والأدباء بالأوساط الثقافية العربية.
تحضرني في هذا السياق، ما كتبه الناقد العراقي محمد شياع " توجد بعض المجلات العلمية المعتبرة، ولكنّها ذات طبيعة ربحيّة، بيد أن الربحيّة التي تنجزها مجلة (رؤى) تتمثل في الرسالة الثقافية التي تحملها. وشهادة الكاتب السوري الكبير(منذر عياشي): "لقد شكلت مجلة " رؤى " الغراء علامة فارقة في الساحة الثقافية العربية ، هذا وقد سدت نقصا ما كان يمكن أن يسد لو لم تنهض هذه المجلة بسده"
ولفت المغربي إلى وجود ركود فكري وثقافي بالعالم العربي،" قلة عدد المجلات العربية الرصينة وتقلصها، دخول مجلات غير رسمية والكترونية ينقصها الاحتراف، الأفكار المؤدلجة، السطحية وغيرها .
إن العمل على إصدار مجلات تُعنى بالثقافة، عمل مهم ومطلب أساسي للمجتمع الليبي، فهي تساعد على نشر الثقافة، ووقاية المجتمع ضد الاستلاب والعولمة وتزييف الحقائق .
وأختتم حديثه قائلا " في الفترة الراهنة، يتطلب الأمر الاهتمام بالثقافة بشكل جدي، الاهتمام بالمجلات، تشجيع الإبداع في جميع المجالات، سينما، تشكيل، أدب، مسرح ، الاهتمام بالمهرجانات الثقافية.
لستُ في حاجة إلى التأكيد على المكانة الاستثنائية للثقافة في كل المجتمعات الإنسانية، لأن جوهر الثقافة في الأصل يتأسس على الاحتفاء بالإنسان، والمجتمعات لا تحقق تقدما من غير مجتمع ولا أساس لمجتمع من غير ثقافة. "

 

اشترك في نشرتنا الإخبارية

ليصلك كل جديد من أخبار ومقالات وأخر القضايا الساخنة ... ضع بريدك الإلكتروني هنا

أعلن معنا هنا

 

أعلن معنا في الليبي اليوم

 

  • المقر بنغازي / ليبيا شارع عبد المنعم رياض/ عمارة الإعلام/ الدور الأول الهيأة العامة للصحافة بنغازي
  • +218.92.758.8678
  • +218.91.285.5429

 

read more