لازال مسلسل معاناة الطلبة الموفدين للدراسة بالخارج مستمرا حتى هذه اللحظة فالإيفاد للخارج يعد أحد الملفات الهامة التي تقوم عليها خطط التنمية البشرية والبناء وهي إحدى الأدوات الحضارية في معركة العلم والمعرفة والنهوض بالمجتمعات ناهيك عن النتائج التي تحققها في بناء حركة التنمية والثقافة المجتمعية.
ففي غربة الطالب ــ وبعيدا عن الأهل والأحباب، وعن وسائل الإعلام ــ يعيش على أمل في تحصيل دراسي ناجح، وأمل في الوصول إلى الهدف الذي رسمه لأحلامه ومستقبله.
جمهورية مصر العربية من أكثر الساحات التي يحبذ الطالب الليبي الدراسة بها لكن الدراسة في هذه الساحة بها مجموعة من الصعوبات والمشاكل التي تواجهه وتعترض مسيرته، وللوقوف على تلك المشاكل والصعوبات كان لقاء خاص مع الملحق الثقافي والأكاديمي بالساحة المصرية الدكتور أحمد الفيتورى حيث تحدث إلينا في مستهل حوارنا قائلا:
أسعدني حضوركم لمقر الملحقية واهتمامكم بملف الإيفاد والذي لا يخص الموفدين فقط، وإنما يهم المجتمع ككل، ولتسليط الضوء حول آليات عمل الملحقية الثقافية والأكاديمية بالقاهرة، والصعوبات التي تواجهها والتحديات التي نعمل على تجاوزها بعون الله، بمشاركة الإدارات الحكومية ذات العلاقة وفق الخطط والاستراتيجيات التي وضعتها وزارة التعليم لتطوير عملية الايفاد وتصحيح الأخطاء وأوجه القصور التي تشوبها.
الملحقية الثقافية بالساحة المصرية ذات طبيعة خاصة
وأشار الدكتور أحمد أن: الملحقية الثقافية بالساحة المصرية ذات طبيعة خاصة ومختلفة عن بقية الساحات الأخرى حيث أنها تعد الوجهة الأكثر تفضيلا للطالب الليبي الموفد أو المنقول من الساحات المختلفة، مما وضع على عاتقها مسؤولية الإشراف على عدد كبير من الطلاب الموفدين مستمر عليهم الصرف وأكثر من ذلك ممن أنتهى عليهم الصرف ومستمر في الدراسة، ومنهم من شارف على الحصول على الدرجة التي أوفد من أجلها ومنهم من تعثر لسبب ما، ولكنه لايزال مستمرا في دراسته وسعيه في الحصول على الدرجة، بالإضافة إلى الدارسين علي حسابهم الخاص والذين تقدر أعدادهم بالألاف تشرف عليهم الملحقية وتعمل على مد يد العون لهم بما هو متاح والمسموح به ووفق اللوائح والقوانين، كل هؤلاء تتزايد أعدادهم يوميا خصوصا مع الصعوبات التي تواجه الراغبين في الدراسة بالخارج من الحصول على التأشيرات والموافقات اللازمة بمختلف الدول خصوصا في ظل الظروف التي تمر بها بلادنا خلال الفترات الماضية واستمرار جائحة كورونا والإجراءات التي تفرضها ساحات الدراسة.
وأضاف الدكتور أحمد أن: المشاكل المتراكمة من السنوات الماضية بالساحة كتأخر سداد الرسوم الدراسية عن الموفدين والالتزامات التي لم تستطع الملحقية الوفاء بها إلا بعد فترات متأخرة، أو تراكم لمديونيات الطلبة الدارسين على حسابهم الخاص وعجز الملحقية عن مد يد العون لهم بسبب الظروف الاقتصادية في بلادنا، قد أثقلت كاهل الملحقية والقت بضلالها على الساحة المصرية وأثرت سلبا على الثقة المتبادلة ما بين الملحقية الثقافية والطالب الموفد من جهة، والملحقية الثقافية والجامعات المصرية والإدارات الحكومية التعليمية المصرية من جهة أخرى.
عدم الاستقرار والمشاكل الداخلية لليبيا
وأكد الدكتور أحمد على أن: التأخر في سداد الرسوم الدراسية، وتأخر صرف المنح الشهرية للطلبة وفق جدول زمني ثابت وبصورة منتظمة وغياب التأمين الطبي لفترات طويلة، تعد أهم الأسباب في تشتت تركيز الطالب عن الدراسة، إلا أن الكل يعلم أن السبب الرئيسي وراء كل ذلك هو عدم الاستقرار والمشاكل الداخلية لليبيا خلال السنوات الماضية، وانعكاسها سلباً على خطط وزارة التعليم وإدارة الملحقيات والمؤسسات والإدارات ذات العلاقة بتسييل وإحالة تفويضات المنح والرسوم، إلا أننا جميعا نعمل بشكل متعاون ومستمر للعمل على حل كافة المشاكل وفق المتاح وأكثر لضمان سلاسة عملية الايفاد وإزالة العقبات التي تضر بها.
وحول آلية عمل الملحقية واقسامها يقول الدكتور أحمد: عملت على وضع العناصر العاملة بالملحقية ضمن تقييم دقيق لإعادة هيكلة الأقسام، ولاختيار العناصر ذات الكفاءة والذين تتوافر بهم المواصفات التي تؤهلهم للعمل داخل الملحقية الثقافية والأكاديمية، بالإضافة الى العمل على تطوير مستوى جميع الأقسام مع الاستمرار في تقديم الخدمات دونما توقف، لضمان تقديم أفضل مستوى من الخدمة وتحقيق المخرجات المرجوة، كما تشرف الملحقية إشراف مباشر على مدرستين خاصتين بالساحة المصرية تدرس المناهج الليبية، ولها فروع بالقاهرة والاسكندرية يدرس بها أبناء الطلبة الموفدين المقيمين سواء بالقاهرة أو الإسكندرية.
خلق قنوات تواصل مع الطلاب
ويضيف الدكتور أحمد بأنه: لتحقيق ذات الأهداف عملنا على خلق قنوات تواصل مع الطلاب سواء من خلال المقابلات اليومية أو من خلال استحداث طرق حديثة كتفعيل الصفحة الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مع استمرار المشرفين الأكاديميين بالملحقية بالرد على الاستفسارات وإرشاد الطلبة الموفدين من خلال تطبيق واتس اب والغرف المخصصة أو من خلال الرابط الإلكتروني الذي استحدثناه لتقديم الطلبات مع شرح مبسط للمستندات المطلوبة لكل طلب وبطريقة سلسة وبسيطة ودونما عناء ويحتوي كذلك الرابط على باب لتقديم الشكاوى التي يتم عرضها علي شخصيا بصفة يومية قبل اطلاع أي موظف عليها وإحالتها للقسم المختص بالملحقية لإعداد الرد وافادتنا بالخصوص وهو الأمر الذي نعتبره من التحسينات الجزئية ضمن الرؤية التي تنتهجها الملحقية الثقافية حالياً للرفع من مستوى الأداء و لتطوير الخدمات وتسهيل الإجراءات والتي نأمل أن تجنب الطالب مشقة السفر للقدوم لمقر الملحقية حفاظا علي وقته وحرصا على صحته وسلامته خصوصا مع استمرار جائحة كورونا.
الموفدين هم من الشرائح الهامة للمجتمع
ويشير الدكتور أحمد بأن الملحقية: تسهم في معالجة المعوقات التي كانت تواجه الطلاب وأسرهم من خلال تقديم خدمة نوعية جديدة، حيث أن الموفدين هم من الشرائح الهامة للمجتمع ويتعاملون مع بيئات علمية وتعليمية على مستوى متقدم وبالتالي فإن سقف توقعاتهم مرتفع في تقديم الخدمات المناسبة وفق أعلى المعايير وأفضل الوسائل التي تساعدهم لحفظ أوقاتهم واختزالها في التركيز على تحصيلهم العلمي، وهو الأمر الذي نطمح له ونعمل يوميا على تحقيقه ولم نصل إليه حتى الآن.
ويوضح الدكتور أحمد على أنه: في ظل الظروف التي تمر بها بلادنا الحبيبة من حيث تشخيص عدد من المعوقات، والمشاكل التي تواجه وزارة التعليم وإدارة الملحقيات والملحقية الثقافية التي تمثلها بالساحة المصرية خصوصا فيما يتعلق بالإجراءات التنفيذية الخاصة بسداد الرسوم الدراسية المستحقة والمنح الشهرية للطلاب حيث أن دور الملحقية ظل إداريا وليس تنفيذيا حتى الآن وهذا طبعا يؤثر سلبا على مسيرة الطلاب التعليمية ويجعل الطالب في انتظار وترقب بين إحالة الملحقية لاذن الصرف أو السداد والإجراءات التنفيذية بالسفارة الليبية على الرغم من حرص السيد القائم بالأعمال على مصالح الطلبة واهتمامه بهم والذي لمسناه من خلال تعليماته المتكررة للقسم المالي بالسفارة بضرورة تنفيذ الإجراءات في أسرع وقت، إلا أن التأخر في تنفيذ الإجراءات والايفاء بالاستحقاقات في موعدها يتسبب لنا في ضغط هائل في المراجعات خصوصا مع عدم المام العديد من الطلاب خاصة الوافدين الجدد لطبيعة الأوضاع وآليات الصرف وعدم استيعاب البعض الآخر وفهمهم لطبيعة الإجراءات ونحن مدركين تماما ان هناك قصور في تلبية طلبات ابناءنا الموفدين وتوفير استحقاقاتهم في وقتها ولكن الامر يعد خارجا عن إرادة الجميع .
للتوصل إلى آليه أكثر فعالية لتوفير استحقاقات الطلبة
مضيفا بأنه: عند زيارة معالي وزير التعليم للساحة المصرية قمنا بتقديم مذكرة بخصوص أغلب المشاكل التي لمسناها بالساحة والحلول المقترحة والتي نعمل من خلال توجيهات معالي الوزير على تنفيذها بالتعاون مع الوزارات المعنية والإدارات ذات العلاقة وذلك للتوصل إلى آليه أكثر فعالية لتوفير استحقاقات الطلبة بصورة منتظمة ووفق إجراءات سلسة وسهلة دون أن تؤثر سلبا على دراسته ومسيرته التعليمية، ونحن مدركون تماما لما يتعرض له الطالب من ضغوط فالإشكالية التي تواجهنا بشكل رئيسي هي تأخر الرسوم الدراسية و آليات سداد الرسوم الدراسية لغرض المناقشة قبل وصول التفويضات المالية الخاصة بالعام الدراسي المطلوب ونحن ندرس عدة مقترحات من شأنها على الأقل اختصار الوقت اللازم لإتمام إجراءات إحالة التفويضات، يلي ذلك ولا يقل عنه اهمية مشكلة عدم وجود تأمين صحي حاليا والذي تحرص وزارة التعليم على تحقيقه في اسرع وقت ممكن، كما أننا على تواصل مستمر مع إدارة الملحقيات للتعجيل باستئناف إحالة طلبات التمديد من قبلنا للإدارة بعد أن أوضحنا حاجة العديد من الطلبة لمد مدة ايفادهم خصوصا في ظل الظروف التي سبق وتحدثنا عنها.
وأكد على أن: الملحقية اتخذت إجراءات بالتشاور مع إدارة الملحقيات وتنفيذا لتوجيهات وزير التعليم بخصوص عدة مشاكل تخص الطلبة الليبيين بالجامعات المصرية منها مخاطبة المجلس الأعلى للجامعات المصري وإدارة الوافدين المركزية لمناقشة عدم تحميل الموفدين أي رسوم إضافية غير المنصوص عليها من المجلس الأعلى للجامعات ووزارة التعليم المصرية، بالإضافة إلى عدة ملفات يتم مناقشتها حاليا مع عدة جامعات لعدم تعطيل إجراءات الطالب والاستمرار في مطالبته بسداد الرسوم والاكتفاء بخطاب الضمان المالي لحين سداد الرسوم وعدم حرمانه من دخول المكتبات أو المحاضرات او الامتحانات، بالإضافة الى العديد من الملفات الهامة والتي سيتم الإعلان عنها بعد تحقيق المستهدف منها ان شاء الله.