تسعى المدير التنفيذي لمنظمة نتاج لتنمية قدرات المرأة المنظمة الأستاذة فتحية المعداني إلى دعم وتأهيل وتمكين المرأة في ليبيا. وتدعم هذه المنظمة إضافةً إلى منظمة أخرى في طرابلس منظمة "اميكا الألمانية".
وحول هذا الدعم الذي تتلقاه المنظمة وانعكاسه الإيجابي على عملها تقول المعداني : لأننا نحن بحاجة للدعم فهو الذي يساعدنا على فتح المركز وبرنامج الدعم النفسي والتمكين الاقتصادي. المنظمة كما قلنا هدفها دعم المرأة وركزنا على فئة معينة وهي الأرامل والمطلقات واسر الشهداء والمفقودين والمرأة الليبية المتزوجة من غير الليبي والمرأة النازحة والمهجرة لان هذه الفئات هي الأكثر تضرراً بعد الصراعات والحروب، وتحتاج هذه الفئات الهشة إلى الدعم النفسي والتمكين الاقتصادي، ففي المجال الاقتصادي عملنا على عدة مجالات منها: الخياطة تعليم صناعة الكيك.
كما دربنا مجموعة على صناعة الإكسسوار، أيضا دربنا ولأول مرة في ليبيا عام 2017 نساء على صيانة الموبايلات، كذلك اقمنا دورات في الكمبيوتر واللغة الإنجليزية، وعديد دورات التنمية البشرية للمرأة. وتضيف الأستاذة فتحية عن نشاطات المنظمة لدعم المرأة قائلة: أطلقنا عبر صفحة الفيس بوك الخاصة بالمنظمة حملة بعنوان:" اعرفي حقك"، وهي لمحو الأمية القانونية للسيدات، لأننا لاحظنا أن المرأة الليبية حتى لو كانت متعلمة إلا أنها تعاني من عدم فهم القوانين خاصة تلك المتعلقة بالطلاق والحضانة، والزواج والخلع والميراث واشتغلنا على مدار عام كامل على هذا البرنامج، ونعمل بطاقم كامل من استشارات نفسية وقانونية، واختصاصيات اجتماعيات إلى جانب المتطوعين.
وتشير الأستاذة فتحية بأن: المنظمة عملت مع كتلة برلمانيات ليبيا على قانون العنف ضد المرأة حيث قامت بتكليفي الدكتورة حليمة العايب لترأس لجنة العنف ضد المرأة عام 2017م، كما عملنا مع منظمة "كفا" بدولة لبنان، على قانون عربي موحد على مكافحة العنف ضد المرأة من 13 دولة عربية، وقمنا بتوزيع نسخ من هذا القانون على البرلمان، وكلية القانون، ولكن لايزال هذا القانون قابعاً في إدراج البرلمان وحالياً تعمل مجموعة من النشاطات والحقوقيات مع "UN" على القانون ونتمنى أن يرى النور قريبا.
وتقول الأستاذة فتحية بأن المنظمة استحدثت جانباً للاهتمام بالشباب خاصةً أولئك الذين فقدوا أطرافهم في الحرب فقامت بإقامة دورات خاصة بهم في صيانة الموبايلات وذلك من أجل توفير مصدر رزق لهم فيما بعد حتى ولو كان على كرسي متحرك فهو يستطيع أن يقوم بهذا العمل.
وعن سبب اختيار اسم نتاج للمنظمة تقول الأستاذة فتحية: النتاج هو مرحلة ما بعد الإنتاج ونحن لدينا قصص نجاح لسيدات تخرجن من دروات تدريبية من هذه المنظمة خاصة في صيانة الموبايلات، حيث تم استحداث محال توجد بها نساء، أو تقوم بهذا العمل من داخل منزلها، أيضا في مجال الكمبيوتر هناك العديد من النساء تحصلن على وظائف سواء في المجال الحكومي أو القطاع الخاص، حتى الاستفادة من الدعم المادي الذي نقدمه يعتبر نجاحاً لنا فهناك نساء تغيرت حياتهن للأحسن بعد تلقيهن للدعم النفسي من المنظمة. وتؤكد الأستاذة فتحية أنه بعد مرور تسع سنوات على تأسيس المؤسسة أن لديها العديد من قصص النجاح، ونقوم بعد كل ثلاث سنوات بعمل لقاء بالمتدربات اللاتي تخرجن من المنظمة لمعرفة آخر التطورات لديهن وما هو جديدهن، فهناك نساء فتحن أعمالهن الخاصة، وأخريات توظفن، وأخريات تزوجن.
وحين سألناها عن الدعم المادي الذي يجعل المنظمة مستمرة في تقديم العون للفئات النسائية المستهدفة تجيب: نحن نعمل بمجهوداتنا، إضافة إلى الدعم الذي نتلقاه من منظمات دولية، في ظل غياب دور الدولة الليبية. وعن الصعوبات التي واجهتها خلال عملها تقول: الصعوبة الأكبر التي واجهتنا هي جائحة كورونا حيث اضطررنا إلى اغلاق المنظمة لمدة عشرة أشهر، إلى أن تم اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية، وتم رفع الحظر، إلى جانب الصعوبات الدائمة التي تعيشها البلاد حاليا وهي نقص السيولة النقدية، والانقطاع الدائم للكهرباء، وبالتالي انقطاع الانترنت، هذه هي أكثر الصعوبات التي تواجهنا.
وتضيف الأستاذة فتحية: بأنه على الرغم مما يقال بأن الرجال غير داعمين للمرأة إلا أننا في المنظمة وجدنا دعماً كبيراً منهم فهناك من يحضر أخته أو زوجته إلى مقر المنظمة.
وماهي الأسباب التي تجعل المنظمة مستمرة في دعم النساء رغم هذه الصعوبات تقول الأستاذة فتحية: النساء أنفسهن فعندما أراهن، وتفاعلهن مع المنظمة وسؤالهن عن الجديد الذي سنقدمه، والتي تقدم الشكر لنا وتقول أنها حظيت بالمساعدة منا من أجل أن تبدأ حياة جديدة، وأرى قصص النجاح التي قمنا بتحقيقها، هذا ما يجعلني أستمر، فأنا تطوعت في مخيمات الليبيين في تونس عام 2011 ورأيت المرأة الليبية هناك، فأنا كنت ربة بيت لمدة 28 عاماً لم أعمل في الدولة، وعندما خرجت ورأيت النازحات والمهجرات من هنا رأيت لابد أن أساعد المرأة الليبية عن طريق هذه المنظمة، وأنا أوجّه التحية للمرأة الليبية التي تكافح سواء داخل بيتها أو خارجه، تستحق منا كل تقدير وفخورة جدا بها.
من خلال عملك في هذه المنظمة ما رأيك في المرأة الليبية خلال السنوات الأخيرة هل هي قادرة على التغيير أما أنها بسبب تعرضها للضغط من المجتمع من الممكن أن تحبط أو لا تستمر في كفاحها: المرأة الليبية مع كل الضغوطات سواء أكانت الحرب أم النزوح أم التهجير أو قلة السيولة كانت هي المعيل للأسرة في غياب الزوج سواء أكان بالموت أو الذي فقد عمله بعد جائحة كورونا، وهنا كان دور عظيم للسيدات اللاتي اصبحن يعملن من بيوتهن سواء من خلال صفحات الفيس بوك ، أو في الطبخ لقد عملت المرأة في كل المجالات،.
فالمرأة هنا تحدت كل الصعاب على الرغم من أنها مازالت مكبلة وهنا المسألة نسبية فليست كل النساء فهناك نسوة مازالت تحتاج للدعم وليس فقط في الضواحي وإنما حتى داخل مدينة بنغازي العديد من النساء الصامتات واللاتي هن محتاجات ولكن نحن لا نستطيع الوصول إليهن، خاصة تلك التي مازال زوجها أو والدها أو اخوها تقليدياً ولا يسمح لها بالتواصل بمثل هذه المنظمات ويمنعها الخروج من المنزل.