مع الاقتراب من الاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة الجديدة، وفي مناسبات اخرى مثل عيد ميلاد الاصدقاء، أو عيد الاسم كما هو متبع في بلاد اليونان، يتبادل الأهل والأصدقاء والمعارف الهدايا فيما بينهم. من بين هذه الهدايا، تأتي الكتب في المقدمة عند اليونانيين،حيث يفضل الأهل والأصدقاء إهداء الكتب، وتبدأ االتحضيرات الضرورية للاحتفال بهذه المناسبات ، من أوائل ايام شهر ديسمبر حيث يترددون على المكتبات العديدة الموجودة في العاصمة لشراء هذا النوع من الهدايا، و يحرص أصحاب المكتبات على إبرازها وتغليفها وإتاحة الفرصة للمشترين على دفع قيمتها بالكارت وتوصيلها لصاحبها. نحن نعرف جميعًا ما للقراءة من دور مهم في تقدم الفرد والمجتمع؛ فهي دليل حضاري يٌقاس بها تقدم وتحضر الشعوب.. حيث يكتسب المرء المعرفة والثقافة والوعي، و تسهم في تنشئة أجيالها القدرة على الابتكار والتطور. في نفس الوقت نحن لا نستطيع أن ننكر أن وسائل التواصل والاتصال الحديثة وتكنولوجيا المعلومات قد ساهمت في قلة الاهتمام بالكتاب الورقي المطبوع؛ من خلال ثورة المعلومات والتدفق المعرفي إلا أن قراءة الكتاب المطبوع لها مذاق خاص مختلف لا يعرفه الكثيرون من أجيال الإنترنت. حسب الاحصائيات فان معدل القراءة وتوزيع ونشر الكتاب الورقي في أمريكا والغرب واليابان وأغلب الدول الصناعية الكبرى أعلى بكثير جدًا منه في عالمنا العربي.. معدلات القراءة تبلغ في المتوسط 200 ساعة سنويًا، وذلك في الدول المتقدمة، في حين ان الأرقام المتوافرة حالياً عن القراءة في العالم العربي تفتقر إلى الدقة، كونها غير مبنية على دراسات موثقة. أن الظروف الاقتصادية لمعظم الشباب العربي، ووصول أسعار المنشورات إلى أثمان قد يكون بها بعض المبالغة؛ هي سبب في قلة التوزيع للكتاب الورقي . مما أدى للكثير للتوجه نحو الأسواق غير الشرعية، مثل الكتب الورقية المنسوخة، أو الكتب الإلكترونية. مما أثر على توزيع الأصول، والذي يعطي انطباعات بأن لا أحد يقرأ. ما نطمح إليه ونتمناه هو عودة مقولة عميد الادب العربي طه حسين في الستينيات التي تقول: القاهرة تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ، وان يجعل الناس الكتاب هدية في الاعياد وغيرها، وان نتأمل خيرا فهناك زيادة مطردة في أعداد المنشورات من كتب وخلافه؛ وهناك الكثير من الأقلام الشابة التي تنظم لسوق النشر سنوياَ. وهي دليل على الطلب لقراءة الكتاب الورقي.