May 13, 2024 Last Updated 6:37 PM, May 12, 2024

من ينقذ هذا الحبل السٌّري؟!

    تمضي السنوات وتتعاقب الحكومات ، والحال يزداد سوءا ً في الطريق المعبد والرابط بين مدينتي الكفرة وجالو .

هذا الطريق  بمثابة   " الحبل السري " لواحة الكفرة  الواقعة جنوب بنغازي ( 1050كم ) ،  فهو الشريان الوحيد للحركة ، سواء للمسافرين أو البضائع ،

خاصة وأن الرحلات الجوية  غالبا ً إما نادرة  أو متوقفة تماما ، بسبب تهالك مهبط المطار وإحجام شركات الطيران عن تسيير رحلاتها إليه ..

 عمر هذا الطريق  اليوم يزيد عن أربعين عاما ، وقد تهالكت أجزاء كثيرة منه وأصبح السفر عليه قطعة من العذاب ، يكابدها المسافرون من الكفرة وإليها .

المسافة التي تفصل بين جالو والكفرة هي 600 كم  ، لكن المسافة  الأسوأ هي التي تربط الكفرة بنقطة بوزريق  على الطريق نفسها ، ولا يعرف حقيقتها  وما تسببه من مخاطر ومتاعب إلا من ارتادها .

   لقد تهالك الطريق عبر السنين فيما يبدو أنه بفعل ارتفاع درجات الحرارة في الصحراء الليبية ، ومخالفة المواصفات القياسية للطرق الصحراوية ، وطرق أهل الكفرة ومسؤولوها كل الأبواب  في الحكومات المتوالية  دون جدوى ، والحجة دائما  هو التكلفة العالية ، والحاجة إلى شركات أجنبية  كبرى ، وبالتالي استحالة ذلك  في المدى المنظر على الأقل ، نظرا للأوضاع الأمنية التي تعيشها البلاد .

إن مخاطر هذا الطريق القت بثقلها على كاهل  أهالي المدينة ، فطالهم أذاها  جميعا ، لأنها أثرت على  الكثير من جوانب الحياة في هذه الواحة النائية ، والتي من المفارقات  تعيش على بحيرة ماء عظيمة وتنعم بخيرات كثيرة .

جهاز الإسعاف والطوارئ  بالمدينة  - على سبيل المثال - يعاني صعوبات جمة ، عند نقل الحالات المرضية  الى مستشفيات بنغازي ،  ومن بينها حلات عناية فائقة ، وكذلك حالات ولادة متعسرة ، حيث تحتاج السيارة إلى أكثر من 18 ساعة للاجتياز مسافة 1000كم ، فيما تزداد المعاناة إذا كان المريض  يحتاج إلى توفير أسطوانات اكسجين لغرض التنفس خلال السفر .

وفي الجوانب الاقتصادية ، فإن سوء حال الطريق أدى إلى ارتفاع تكلفة  نقل السلع والبضائع وبالتالي ارتفاع أسعار  الخضراوات والمواد الغذائية ومواد البناء وغيرها ،  واختلافها كثيرا عن الأسعار في المدن الأخرى .

أما الآثار الأكثر سوءا ، فهي الحوادث التي تتعرض  لها السيارات  نتيجة الحفر والتشققات  ، التي تغطي مسافات طويلة من الطريق ، حيث تسجل سنويا عشرات الحوادث ، بما فيها احتراق السيارات  نتيجة تسرب الوقود بسبب الاهتزاز ، وكثيرا ما أودت  هذه الحوادث بحياة الكثيرين ، ناهيك عن استهلاك إطارات السيارات  وقطع الغيار قبل انتهاء عمرها الافتراضي .

وبالرغم من كل المخاطر والخسائر المتوقعة لكل من يسلك هذا الطريق ، إلا أن أهالي المدينة وزائريها ، لا يملكون في الغالب أي خيار آخر سواء في ترحالهم أو نقل بضائعهم ،  ولا أحد  يعلم  متى ستنتهي هذه المعاناة التي طال مداها ، في ظل تشظي الوطن ،  وإهدار ثرواته ، وتردي أوضاعه الأمنية التي تمنع عودة الشركات من العودة إلى العمل في ليبيا .

المزيد في هذه الفئة : بحيرة سد وادي كعام تجف »
 

أعلن معنا هنا

 

أعلن معنا في الليبي اليوم

 

  • المقر بنغازي / ليبيا شارع عبد المنعم رياض/ عمارة الإعلام/ الدور الأول الهيأة العامة للصحافة بنغازي
  • +218.92.758.8678
  • +218.91.285.5429

 

read more