التسول ظاهرة تهدد كيان المجتمع الليبي، حسب تعريف الامم المتحدة للتسول هو طلب مال أو طعام أو مبيت من عموم الناس باستجداء عطفهم وكرمهم إما بعاهة أو بسوء حال أو بالاطفال بغض النظر عن صدق المتسول أو كذبه، وعُرف الطفل المتسول هو ذلك الطفل الذي لم يتجاوز سن الرابعة عشر بعد.
انتشرت في مجتمعنا ظاهرة التسول في منظر يسئ للذوق العام واأصبحت مهنة للارتزاق للبعض، والخطير استغلال أطفال وتجنيدهم لاستعطاف الناس والحصول علي مبالغ كبيرة نتيجة التسول مع عدم انكار وجود عائلات محتاجة ولا سبيل لها الا التسول بعد سد ابواب المساعدة من الدولة، في بعض الدول العربية تجرم ظاهرة التسول مثلا في الأردن أصدرت قانون يقضي بتجريم زج الأطفال في التسول ويتعرض مرتكب هذه الجريمة لعقوبة تصل الى 7 سنوات سجن وغرامة مالية 20 الف دينار لما تسببه هده الظاهرة من انتهاك صريح لأطفال وانتهاك طفولتهم وتشردبهم واستغلالهم
في ليبيا الآن تفشت بشكل ملفت للنظر حيث انتشر الأطفال والنساء يتسولون في الطرقات وبين الإشارات الضوئية غير مبالين بسحق كرامتهم، وفي المقابل لم نجد أي تحرك من وزارة الشؤون الاجتماعية لدراسة هذه الظاهرة ووضع حلول جذرية لتفشيها ودراسة اسباب اننشارها بشكل ملفت في جميع مناطق ومدن ليبيا، وماهي أسبابها هل الفقر ام الحاجة أم الفراغ الأمني أم أسباب خارجية أيضا العوز وتأخر السيولة وضعف المرتبات، وغلاء الاسعار والنزوح من أسباب انتشار هذه الظاهرة، أين أيضا دور وزارة الداخلية العدد كبير الآلاف يتسولون يشوهون صورة بلادنا اغلبهم من جنسيات عربية وأفريقية.
وسيدات صغيرات في السن متحدين في الزي وكأنهم عصابات للنصب والاحتيال روايات من الواقع تحكي قصص غريبة علي جرائم التسول في ليبيا وبعض منهم نتيجة الفقر امتهن التسول وأصبح مهنة له، وعلي الرغم من أن الصحافة كشفت حقيقة جنسيات المصرية والآسيوية امام المصارف لم نجد أي دور يذكر لوزارة الداخلية في محاولة للتصدي لهدة المشكلة التي تطفو علي السطح لهذا اوجه صرخة حق للسيدة وزيرة الشؤون الاجتماعية بدارسة الظاهرة ومعرفة أسبابها.
وتختلف نظرة الدول في التعامل من بلد الي آخر فالبعض يرى في التسول ضرورة لسد الرمق من العوز والحاجة، وهناك دول عربية صارمة تسن القوانين وتجرم مرتكبيه لما له من تداعيات علي المجتمع لأنه غالبا مايؤدي التسول إلى تشكيل عصابات منظمة ذات سلوك اجرامي يبدأ بالتسول ثم استغلالهم في ترويج المخدرات والجنس.
وللاسف في ليبيا أغلب اطفال التسول يستحقون الاهتمام الفعلي لأنهم فريسة سهلة للانحراف والضياع والجريمة المنظمة المبكرة عندما يتواجدون في الشارع لفترة طويلة ويتركون مدارسهم المكان الطبيعي لهم.
اطفال الشوارع الذين يوجد كبير منهم يحترفون التسول يتم إجبارهم علي الانخراط في جرائم السرقة أو الدخول لتنظيمات وعصابات ويعملون علي بث الانحراف وهي ظاهرة تسربت إلى المجتمع و تكالب عليه الجميع لأن الكثير قد يتفق معي أنها قد تكون ظاهرة ممنهجة لها مارب داخلية وخارجية ومهما حدت هولاء أبناء المجتمع يتم استغلالهم بسبب العوز نأمل أن نرى تحرك فوري للحد من التسول في مجتمع حباه الله بالنعم، هل من مجيب؟