Nov 26, 2024 Last Updated 10:41 AM, Nov 23, 2024

اللعب بعقل ناضج و تقليدي.. القيم نسبية ...والأخلاق أيضا نسبية .و ليست عدمية

الكاتب/ أحمد الحسين التهامي الكاتب/ أحمد الحسين التهامي

التفكير المثير في مثال حي .. يضج بالحياة....نموذجا.. منطق لحظات الاعتراف من من أودع السجن ..
ساواصل السعي لفهم دروس بروفسور نجيب الحصادي استاذي و معلمي الذي درست على يديه قبل عام درس التفكير الناقد  وعلى فيديوهاته  المميزة الموجودة على اليوتيوب لمن أراد معرفة الخلفية العلمية لمقالي  هذا ...
حيث يورد برفسور نجيب مقالا للكاتب ليبي كبير ومعروف ويطلب اجراء التفكير الناقد عليه وفيه والحقيقة ان طلب الدكتور المؤلف  الجدير بكل احترام وتقدير هو  واجب مدرسي معتاد عند دبرفسور نجيب وليس  اجراء استثنائيا إنما علاقتي بمقال الكاتب كبير المقام عمر الككلي  وقد سبق لي أن أعجبت بقصصه كثيرا واحببت أدبه علاقتي هذه هي الاستثناء حيث يعرض لوجهة نظر جديرة بالاحترام في من هو المتفائل ومن هو المتشائم حيث بدت مقالته لي على هيئة سرد لبدهيات لا يمكن نقضها ولا ردها...و نقض البدهيات اول واجبات المتفكر الناقد حسب استاذي البرفسور (انظر دائما في هذه المقالة  كتاب برفسور نجيب
حساسات التفكير الناقد المقرر على الفصل الرابع من أشغال قسم فلسفة بنغازي) وايضا ان التفكير خارج  الصندوق من واجبات المتفكر الناقد وأنا أجزم إنني سأكون خارج اي صندوق هنا ؛بل ربما كسرت الصندوق منذ مدة ونسيت إنني كسرته فهو ضيق علي جدا جدا...
يصل الكاتب عمر الككلي  في مقالته المنشورة بجريدة الوسط الليبيةبعنوان( التفاؤل  تشاؤما معكوسا) ونشر بتاريخ ٢١مايو ٢٠١٧م... بحسب ماذكر البرفسور نجيب ص٣٥ في الكتاب
يصل الى النتيجة التالية وهي موضع التفكير من قبلي ..((اذا مانقلنا   هذا النقاش إلى دنيا السياسة فلابد أن نستحضر هنا الحجة التي ترفعها الانظمة السياسية  الاستبدادية  في وجه منتقديها  و معارضيها القائلة بانهم يركزون  على جوانب النقص فقط ويهملون الانجازات المحققة))
ثم يضيف لاحقا في نفس المقال قرب الختام
((ان اعلامها الرسمي -الانظمة-يركز فقط على الإيجابيات  مهملا السلبيات، في هذا المثل يعد المركزون على السلبيات متفائلين ،بشكل ما،ويكون المتغاضون عنها متشأئمين))
حول هذه الخلاصة وخلفيتها  من ان من يرى نصف الكأس الفارغ ينبه لضرورة مل النصف الناقص  ويقدم خدمة ومن يتجاهل يتعمد نسيان نقص قد يكون ضارا لاحقاحول هذه الفكرة سادندن..
بدت المقالة كلها وساكرر بدهيات تتلو بدهيات  لا يمكن نقصها فهل هذا حقيقي؟!هذه هي الصعوبة التي اواجهها و التي سيكون علي تطويقها اولا ثم محاضرتها ثم الانتهاء بضربات متتالية منها إن أمكن طبعا..استراتيجتي  التي اخترتها كانت ابداء موقف عام من كل المقال وصورته التجريدية الأخيرة عندي ثم مناقشة تفاصيل المثال  السياسي بالذات فكان علي فحص المثال السياسي في عمقه وليس في سطحه وفي لحظات الفوران وليس  الهدوء..لماذا؟
لسببين
اسباب جمالية شخصية
المثال التجريدي عندي مثال ممل يفتقد الحيوية والإثارة والصراع بينما المثال العميق حيوي ومثير والصراع فيه واضح يعني ثمة اسباب درامية جعلتني افضل مثالا حيا على التجريد الذي اختاره عمر الكحلي
اسباب متعلقة بمهمة التفكير الناقد كما شرحها برفسور نجيب في كتابه المذكور اعلاه.وهي ان التفكير  الناقد  يختلف عن المنطق في ذهابه مباشرة لامثلة و حجج  تتعلق بحياة المتفكر فهو اكثر التصاقا  بقضايا الناس من المنطق وهكذا كان..
موقف عام للمشهد الذي يرسمه  مقال عمر الككلي:
ثمة معارضين يؤدون خدمة للمجتمع  والحكومة إذ يدلونها على أوجه النقص فتبادر  للعلاج و بالمقابل  ثمة مطبلين للأنظمة يغطون عيوبها بكلمات  لن تجد نفعا في حل المشكلات القائمة
هذه هي الصورة  التي عرضها الككلي  واقل مايقال فيها انها صورة جامدة معتادة  حيث الأبيض ابيض على طول والأسود اسود طول ولا وجود لمناطق رماد بينهما ففي الحياة مثلا تعيش الاحزاب المعارضة لدى انظمة دكتاتورية على خيار ثالث رمادي ان تمتدح  بعض انجازات  الحكومة وان تحضر احتفالات العيد الوطني وتخرج ضباط الحكومة في مقابل أن تشن صحافتها هجومات حادة  على أغلب نشاطات الحكومة...اي ان صورة الككلي  ناقصة وليست معبرة بل والأكثر تتناسى الدوافع المتضاربة للنقاد و ايضا للمطبلين  فهم بشر اولا واخيرا لهم مواقع  اقتصادية مجتمعية ومصالح  احقاد و إرادات متباينة  عند الطرفين اي انهم ليسوا مجرد تماثيل متحدثة  كما يرسمها فكر عمر التبسيطي  ثمة عند كل تكتل آلاف الدوافع المختلفة للحديث يلغيها عمر .. اذن ثمة نمطية هنا وتكرار لمقولة قديمة المعارضة البريئة  شهيدة السلطة المجرمة إلى حد الابتذال ....اي جلوس في صندوق عمر المغلق وهو صندوق مثالي لدى كثير من المثقفين الليبين و كم كان قاسيا ومخيفا هذا الصندوق سؤال واحد وتجد نفسك مدانا كلحظة جلوس ادريس المسماري على طاولة المنتدى قبل اسبوع من خروج مظاهرات فبراير ليسألني يااحمد الجماعة عدوا لطرابلس انت  مش ماشي معاهم ؟!ضحكت وقلت ليذهبوا انا مالي ؟الثورة قادمة و لا امكانية لردعها والنظام اصلا استهلك ولم يعد قادرا على الدفاع عن نفسه اعتبر نفسه ضد الحكومة وانا معها لمجرد إنني شاركت في انتخابات رابطة الكتاب التي دبرتها السلطة انذاك وحين تخاصمت مع السلطة تركت وانسحبت ..موقف كهذا كان كافيا للادانة ولم يتغير الامر الا الان بعد عشر سنوات من الحرب لم يعد المرء مخيرا بين قطيعين  ثمة قطعان كثيرة دخلت وسرحت في المرعى كثيرة جدا حتى ضاعت الحدود المفتعلة والكاذبة بين سلطة ومعارضة وصارت المعارضة سلطة ولفي بينا يادنيا  ..على رأي عبدالحليم حافظ ...
المثال الحي المثير...
سامهد لكلامي هنا ان نموذجي الأساس  هنا هو  دكتاتور تشيلي الجنرال اوغستو بيونشيه هو المفضل عندي كمثال
لكن سأؤجله  إلى حين لغرض في نفسي  ....
وان أبين بوضوح إنني لا ابرر لأي دكتاتور ولا ادينه ايضا فلو لم يكن هو دكتاتور لكان اخر  الدكتاتورية عندي ليست قرارا شخصيا من رجل اختارها كاسلوب حكم بل هي نتاج تطور المجتمع الاقتصادي بالدرجة الأولى اي اذا ليس هو ثمة احر يركب محله فورا انها محصلة ظرف تاريخي وليست خيارا حرا ابدا
وانني لست عدميا كما اتهمني أحدهم لأنني في حياتي العادية قد اتورط في ضرب بني ادم بعنف اذا اعتبرت انه أخطأ  في شي ما يخصني ولدي تفضيلات للسلوك هل اشكو لرئيسي في العمل ام لا ثمة قواعد أخلاقية اعتد بها بشدة لكن تلك هي حياتي الخاصة اما فيما يتعلق  بالمجتمعات فثمة أخلاقا اكبر  البرولتارية عندها نمط أخلاقي خاص وكذلك اللومبن بروليتاريا وكذلك البرجوازية ولن اتوسع  هنا لطول الموضوع
 اعود للمثال الحي مجددا وهو سلوك ومقولات الدكتاتور السابق في ليبيا القذافي أثناء مراحل ثورة فبراير ..
ثمة طوال ستة أشهر لحظات فاصلة كان على العقيد القذافي أن يقرر فيها كيف سيواجه شعارات فبراير هل كان مثلا سيقبل بأن يوصف بأنه دكتاتور قاتل مجرم مسقط طائرات ولا يعرف يصلي العصر جيدا؟ !
لو فعل وخرج مرتبكا  نادما معلنا جرمه لسقط بسرعة خيالية كتدحرج كرة ثلج وهذا بالضبط  ماحصل مع زين العابدين بن علي رئيس تونس ارتبك لغويا واستخدم تعبيرات شعبية كافي الخرطوش فانهارت صورة الحاكم المسيطر على اللغة اولا  وعلى الحكم ثانيا حين اعترف انه فهم الان الحكم تال للفهم اذا لم تفهم لن تحكم...
هذا المثال حضر في عقل معمر طوال شهرين كاملين قبل فبراير الليبية، من جهة اخرى ثمة قواعد الحرب والقذافي يتقنها حتى انه الف كتابا عنها عام ٦٩ قبل أن يحكم...وهذه القواعد تقول ان اي تصعيد يجب أن يواجه بتصعيد  مقابل وليس الخضوع الخضوع يعني النهاية مباشرة ولكان مؤيدوه على أقل تقدير ارتبكوا واحبطوا وربما انفضوا في بضع ساعات ياسا لا قناعة طبعا فاختار  ان يرسم استراتيجية  للمواجهة  من موقع التصعيد  ان يصد الهجوم اولا  ويدفع انصاره للتماسك وان يوقف الهجوم ثانيا وان يقلب الأمر ثالثا فيشن هو هجومه  المضاد كان لاعب شطرنج ذكيا فإذا لم ينجح الخيار الثالث نجح  الثاني و قد سقط الخيار الثالث وسقط الخيار الثاني لكنه فاز تماما بالأول بقي له كتل تناصره حتى بعد سقوطه وفقا لمقولات  صنعها على عينه  و بيده.وبين خيار ان يقول هؤلاء ثوار وبين ان يقول هؤلاء ثوار ناتو كان الأفضل أن يختار تجاهل الشهرين قبل دخول الناتو لمصلحة تسويق خطاب الناتو ثم تكفلت الواقعة نفسها  بدعم مقولاته فتدخل الناتو حقيقة معلنة وليست سرا ولا دعاية  بينما حين اختار مبارك السياسي الاذكى ان يناور عبر  السياسة كسب فقط تسعة عشر يوما
اعتمادا على لعبة عاطفية فهو ضابط مصري في الجيش المصري قاتل لأجل مصر وهو ايضا مواطن مصري اكسبه هذا فقط تسعة عشر يوما فيما كسب القذافي عبر إثارة الحرب ستة أشهر كاملة  حتى ان الناتو بجلاله قدره أصدر بيان ياس في أغسطس ٢٠١١
لم يتفوق على القذافي الا بشار الا بشار الأسد فلقد درج هجومه وحريه وأضاف إلى ذلك ميزتين جدد قوته حيث استوعب الشباب في الجيش وهذا الخيار كان معدوما عند القذافي لانه سبق وفكك الجيش خوفا منه
اذن
اذن  كل خطاب تقف وراءه مصلحة ورغبة وإرادة لاتوجد خطابات في الفراغ كل خطاب يتصل بكتلة سكانية و يمثل مصالحها ومواقعها وراء كل خطاب رغبة في كسب الصراع ضد خصم ما وليس مجرد الدفاع فقط
مثال بيونشيه
حين غادر السلطة ودعت بيونشيه مظاهرتين  ضخمتين جماهيريتين واسعتين حشود عند كل ضفة واحدة تهتف له والأخرى ضده
الأولى تعتبره بطل إنقاذ التشيلي من الشيوعية
والثانية مجرم قتل الديمقراطية في شخص الليندي
هل
وحين عاد وقبضت عليه السلطات واودعته السجن هل عنى هذا حكما مبرما بأنه مجرم؟!
قد يكون هذا اعتبار القضاة او الحكومة او نصف شعب تشيلي  اما البرجوازية التشييلية وبقايا الارستقراط التاريخي ورجال الأعمال واليمين فلايزال يراه بطل إنقاذ تشيلي المظلوم  من حكومة شعبوية....!!
هل يحق لمثقف هنا ان يدين كل هؤلاء بانهم مجرمين
؟!
ام أن عليه قراءة أين المصلحة في خطابهم وأين مواقعهم الاقتصادية في سلم المجتمع؟
اي نظرة هي هنا أقرب للموضوعية التي هي واحدة من قيم التفكير الناقد ؟!
اذن وفقا لهذا الأخلاق نسبية اجتماعيا والقيم كذلك نسبية لدى سكان البادية الفروسية  خير القيم بينما سكان المدينة يفضلون اللباقة مثلا ...!!
اذن انت متشائم بقدر ماتسمح لك مصالحك بالتشاؤم وكذلك التفاؤل..القيم والأخلاق نتاج اجتماعي...والاجتماعي متكثر وليس نمطيا واحديا...!!

 

أكثر قراءة

ليبيا تحصد الذهب

ليبيا تحصد الذهب

22 نوفمبر 2024   النقرات:149  

رياضة

أقراء المزيد
جيت كون دو

جيت كون دو

21 نوفمبر 2024   النقرات:129  

رياضة

أقراء المزيد
الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية و التربية والتعليم الأبيار يعقدان اجتماعا

أعلن معنا هنا

 

أعلن معنا في الليبي اليوم

 

  • المقر بنغازي / ليبيا شارع عبد المنعم رياض/ عمارة الإعلام/ الدور الأول الهيأة العامة للصحافة بنغازي
  • +218.92.758.8678
  • +218.91.285.5429

 

read more