Mar 14, 2025 Last Updated 9:56 PM, Mar 12, 2025

يؤلمنا موت الرجال مميز

قدمت فلسطين على طول فترة الاحتلال ولازالت تقدم كثيرا من الرجال في سبيل تحرير الأرض وعلى رأسها المسجد الأقصى وآخر هؤلآء الرجال قائد عملية الإجتياح في السابع من أكتوبر 2023 القائد البطل السنوار، عاش السنوار رجلا ومات رجلا في ميادين القتال مات البطل وأستشهد القائد المغوار في ساحات الوغى مدافعا عن أمة ذليلة مهزومة، السنوار رجل بأمة، هكذا هو. كرّس البطل حياته لخدمة قضية الأمة الإسلامية المهزومة وهي تحرير الأرض المحتلة وعلى رأسها بيت المقدس عاش في سبيلها ومات في سبيلها، رجل له قضية وقليلٌ من الرجال اليوم من تجد له قضية، ولنخرج قليلا هنا عن النص لنقول أن الرجل منا هدفه بل حلمه أن يبني بيتا فسيحا ويملك سيارة جميلة ويتحصل على وضيفة مرموقة أليس هذا هو حلم الرجال منا؟؟؟ يا ويلتا. لقد تغيرت المفاهيم عندنا والأولويات رأسا على عقب لم يعد للجهاد في حياتنا ميزانٌ الجهاد بكافة أنواعه أصبح عبء علينا لا نريد أن نتحدّث عليه لأنه يمس أنانيتنا المفرطة فلا جهادٌ للنفس ولا جهاد بالكلمة ولا جهاد بالسلاح في وجه أعداء الأمة ولا حتّى لتحرير أراضينا المغتصبة والمحتلة في كل مكان، لا تحدثنا عن الجهاد فنحن مشغولون جدا بالأسواق والموضات والسيارات والحفلات والرقص والغناء واللهث وراء الأنفس وإشباع الرغبات فلا تحدّثُنا أرجوك عن الجهاد... حدّثنا عن مباريات كرة القدم ونجومها وعن حفلات الغناء حدّثنا عن أنواع الملابس الفاخرة وأسمائها حدّثنا عن المطاعم وألذ أنواع الطعام فنحن قومٌ أصبحنا نأكل حتى نتجشأ ولا نلتفت إلى من حولنا من إخواننا الجوعى وما كان هذا دربنا ولكن؟!

يتميز القائد البطل السنوار رحمه الله بالحنكة السياسية والصلابة، حُكم عليه بالسجن مدى الحياة مضافا إليها 25 سنة أخرى قضى منها في سجون الإحتلال الصهيوني 22 سنة وأفرج عنه في صفقة لتبادل الأسرى، هذه الأحكام من قبل الكيان توضح خطورة الرجل على المحتل، تعلّم اللغة العبرية في فترة السجن ونال فيه شهادة فمن تعلّم لغة قوم آمن شرّهم وجرت معه العديد المقابلات العديدة من قبل إذاعات العدو محاورا العديد من شخصيات الكيان لمعرفة الرجل وتجنيده لخدمتهم كما فعلوا مع الكثير، لقد جنّد العدو الكثير منا من رجل الشارع العام إلى رؤساء دولنا وما بينهما؟! فالذي تصدّر وسائل الإعلام المختلفة لتشويه القائد البطل بعد استشهاده هي ليست وسائل إعلام الكيان الصهيوني، ولكنها جاءت بالتوالي وسائل الإعلام السعودية، المصرية، الإماراتية والمغربية!!!

في مقابلة مع إحدى إذاعات الإحتلال الصهيوني يقول يهود باراك رئيس وزراء سابق للكيان أن أسطورة إسرائيل التي لا تهزم، الدولة التي بقوتها أجبرت دول مثل مصر والأردن لعقد اتفاقيات سلام قد انهارت في نظر شعوب الوطن العربي والإسلامي بعد هجوم السابع من أكتوبر (المجيد)، يقول إن إسرائيل بعد 7 أكتوبر 2023 لم تعد كقبله ويضيف إلى أن يقول إن نهاية دولة إسرائيل قد اقتربت وهذا شاهد من أهلها والشواهد من قبيل هذا للمتابع لإذاعات الإحتلال كثيرة، هذا ما فعله السنوار وصحبه بالكيان وبداعميه فتحية للرجال ورحمة للأموات وما كان ذلك ليكون إلا بعون وتوفيق الله وصمود الرجال وأهل غزة الأعزاء.

هذا هو درب الأنبياء والرسل لن تنتصر هذه الأمة بالركون إلى الدنيا، بل بالجهاد، فبه يعلو المؤمنين ويقمع الكافرين والمنافقين، لقد أمرنا الله بالجهاد خفافا وثقالا أي شيبا وشبابا بالأموال والأنفس وأوامر الله جل جلاله بالجهاد واضحة جلية كثيرة وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم كذلك وهكذا كان دربه وصحابته الكرام وهذا ما سلكته حركة حماس منذ تأسيسها وهذا ما قام به قادتها ومن بينهم ومن أبرزهم السنوار رحمه الله.

أبَعد تكتل الدول الغربية وأمريكا وراء الكيان الصهيوني ودعمه بدون حدود بمشاركة حكام دول الجوار العربية ضد إخواننا في غزة والإبادة الجماعية الواضحة للمدنيين لازال هناك شك في عداوة الكافرين لكل ما يمتُّ للإسلام بصلة ولازال البعض يتلكأ في دعم الإخوة لتحرير الأرض والدفاع عن العرض خوفا من الإتهام بدعم الإرهاب أو خوفا من بطش الحكام ؟

لن يثني الأبطال موت بطل كالسنوار نعم إن موت الرجال مثله يؤلمنا ولكنه لن يوقف المخلصين من مواصلة المشوار لرفع راية الجهاد في الأمة والدفاع عن الأراضي المحتلة، لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوبكر وعمر وغيرهم من أخيار الأمة ولكن الطريق الذي رُسم وخُطط له ماضٍ بعزم وشدة وسيتحقق التحرير والإنتصار وسيُهزم الجمعُ ويُولّون الدُبر فيا أهل غزة نعزيكم وأنفسنا على مصابكم بعزاء الله لصحابة رسول الله بقوله: "وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" 3: 139 وها نحن نكرره لكم لأنه ليس في الأمة غيركم.

 

أكثر قراءة

أعلن معنا هنا

 

أعلن معنا في الليبي اليوم

 

  • المقر بنغازي / ليبيا شارع عبد المنعم رياض/ عمارة الإعلام/ الدور الأول الهيأة العامة للصحافة بنغازي
  • +218.92.758.8678
  • +218.91.285.5429

 

read more