مليون و300 ألف دينار ليبي تكلفة زراعة القوقعة خارج ليبيا
تخيل ان هذه التكلفة التقريبية لبرنامج زراعة قوقعة لطفل خارج ليبيا زراعة القوقعة هي الامل الوحيد لفاقدي السمع من الاطفال الصم والبكم قبل سن ال 6 سنوات وأيضاً للكبار من فاقدي السمع المتأخر وعملية زراعة القوقعة عملية دقيقة تحتاج الي فرق متخصصة في المجالات التالية:
التجهيز للعملية: من خلال الفحوصات السمعية المتقدمة والأشعة التشخيصية الدقيقة وفحص العيون والقلب إضافة لدراسة الحالة والأهل من الجوانب الاجتماعية والنفسية وغيرها من الفحوصات والإجراءات وتقريباً تبلغ تكلفة التجهيز للعملية فقط خارج ليبيا تقريباً 10 -20 ألف دينار ليبي.
العملية الجراحية: وهي تحتاج لفريق جراحي متمكن ذو خبرة كافية مع فريق من التخدير والتمريض والمناولة إضافة إلى اخصائي لتقييم الجهاز المزروع وتبلغ تكلفة العملية الجراحية كاملة بالجهاز وأجرة الفريق الجراحي والتخدير والتمريض وغرفة العمليات والإيواء من 160 إلى 300 ألف دينار ليبي.
برنامج التأهيل السمعي واللفظي: AVT وهو برنامج طويل وأساسي لكي يتكلم ويتعلم الطفل يمتد إلى ثلاث سنوات بين اخصائي التأهيل السمعي من خلال جلستين كل اسبوع واخصائي السمعيات لبرمجة وتعديل الجهاز طول فترة التأهيل وتبلغ تكلفة هذه المرحلة خارج ليبيا من 600 -650 ألف دينار ليبي.
المتابعة للجهاز المزروع والجهاز الخارجي مدى الحياة: من حيث الصيانة والبرمجة والتحديث وتبلغ تكلفتها من 500 إلى 600 ألف دينار ليبي، ولا أستطيع احتساب تكلفة الطيران والإقامة خارج ليبيا التي قد تمتد لسنوات.
الخلاصة: تكلفة البرنامج كامل بدون مصاريف الطيران و الإقامة و غيرها لمريض واحد تتراوح من مليون و 300 الف ليبي إلى أكثر من مليون و 500 الف دينار ليبي، كل هذه الخدمات و التكاليف الباهظة للبرنامج تقريباً تقدم مجاناً من فرق زراعة القوقعة داخل مركز الجراحات التخصصية بنغازي منذ اكثر من 13 عاماً من خلال زراعة ما يقارب من 300 مريض و متابعة أكثر من 800 مريض و منذ فترة كتبت في صفحتي و بالأحمر "زراعة القوقعة في خطر" تساءل الكثيرون في التعليقات و الخاص عن هذا الخطر و أغلبهم من أولياء أمور الأطفال الزارعين او الذين ينتظرون دورهم في الزراعة من خلال قائمة انتظار تزداد يومياً .. .
والسؤال .. لماذا زراعة القوقعة في خطر ؟؟ أولاً: توقف الصيانة للمستشفى منذ أكثر من 9 أشهر بعد ان بلغت الصيانة 85% وللأسف حالياً الشركة غادرت المستشفى دون ذكر أسباب موضوعية، ومرفق رسالة الشركة للمركز بعد أن بدأت في إخلاء الموقع ولو لم تتوقف لكانت الصيانة اكتملت الآن.
ثانياً : النقص الشديد في أجهزة الزراعة و التي تتوفر من فترة إلى اخري بأعداد قليلة مع وجود قائمة انتظار كبيرة ثالثاً : مع استمرارنا في عمليات الزراعة في الجزء المتبقي من المستشفى و في ظل الظروف الصعبة في غرفة العمليات و أهمها الأعطال المستمرة في الميكروسكوب الجراحي وغيرها من النواقص مما يهدد بإيقاف العمليات و كنا قد طالبنا بجهاز ميكروسكوب جديد و لكن دون جدوي رابعاً : نقص في اماكن التأهيل بعد عملية الزراعة و هي أهم و أطول مرحلة في الزراعة تصل الي ثلاث سنوات و التي سوف تجعلنا عاجزين عن إتمام تأهيل هؤلاء الاطفال أن لم تكتمل الصيانة.
خامساً: ارتفاع اسعار قطع الغيار وعدم تجديد الأجهزة الخارجية القديمة لزارعي القوقعة.
المطلوب: وبشكل عاجل جداً جدا استكمال الصيانة المتوقفة للمستشفى وتجهيزه بالأجهزة والمعدات وتوفير أجهزة الزراعة لكي ننقذ هؤلاء المرضي فاقدي السمع من الكبار والأطفال قبل فوات الأوان، خاصة إن المركز أكثر مكان يقدم خدمات تشخيصية وعلاجية وجراحية لمرضي الانف والاذن والحنجرة وزراعة القوقعة والمسالك البولية وعقم الرجال في المنطقة الممتدة من سرت غرباً الي طبرق شرقاً الي سبها والكفرة جنوباً ومكان التدريب الرئيسي للأطباء في هذه التخصصات في الزمالة الليبية والزمالة العربية والماجستير >
د حسين الخمري رئيس قسم زراعة القوقعة والسمعيات والتأهيل مركز الجراحات التخصصية الهواري -بنغازي