طباعة هذه الصفحة

بنغازي تحتفي بالحياة من جديد: مهرجان "صيف بنغازي 2025" ينطلق من ساحة الكيش مميز

بنغازي – خاص.


في مشهد أعاد للمدينة نبضها الثقافي وذاكرتها الجماعية، انطلقت مساء الأحد 3 أغسطس فعاليات مهرجان "صيف بنغازي 2025" وسط أجواء احتفالية مميزة في ساحة الكيش، إحدى أبرز معالم المدينة التاريخية. الحدث الذي نظّمته وزارة الثقافة والفنون حمل رسائل أمل وتعافٍ، وفتح أبواب الحلم أمام جمهور واسع تنوّع بين العائلات، الشباب، والمثقفين العائدين إلى الفضاء العام بعد سنوات من الغياب.

 الثقافة تعود إلى الميادين

قالت وزيرة الثقافة والفنون، صالحة الدروقي، في كلمتها الافتتاحية، إن المهرجان ليس مجرد حدث موسمي بل هو "رسالة وطنية تعبّر عن عودة الروح إلى بنغازي"، مؤكدة أن الثقافة يمكن أن تكون أداة للشفاء من آثار الحرب والانقسام. وأضافت أن "تنوع الفقرات يعكس تنوع ليبيا الثقافي، ويجسّد انفتاح المدينة على مستقبل أكثر إشراقًا".

 ساحة الكيش تتنفس فنًا وإبداعًا

منذ اللحظة الأولى، بدت ساحة الكيش وقد تحوّلت إلى منصّة مفتوحة للإبداع الليبي. تزيّنت بالمجسمات الفنية، وأركان الكتب، ولوحات تشكيلية، بينما تعالت أصوات الموسيقى في الخلفية، ممزوجة بحماس الجمهور. وقد خُصّصت مساحة بارزة لـ"الركن الثقافي"، الذي ضم عروضًا حيّة ومداخلات فكرية احتفت بالموروث المحلي والحداثة في آنٍ واحد.

 برنامج غني ومتنوّع

تضمّن المهرجان:

معرضًا للكتاب بإشراف النقابة العامة للناشرين الليبيين، بمشاركة دور نشر محلية وعربية.

سهرات موسيقية وأمسيات شعرية بمشاركة فنانين وأدباء من مختلف المدن الليبية.

معارض تراثية وتشكيلية تُبرز هوية المدينة وتنوّعها الثقافي.

عروض فنية حيّة تفاعلت معها الجماهير، وشكّلت حالة فرح واحتفاء بالمكان والناس.

 أكثر من مهرجان... تجربة مجتمعية

ما ميز نسخة هذا العام هو الطابع المجتمعي الواضح. فالحدث لم يُصمم للنخب فقط، بل خُطط له كمساحة مفتوحة لكل فئات المجتمع. انتشرت فرق الفنون الشعبية، كما حضر الحرفيون المحليون بمنتجاتهم، وكان للأطفال نصيبهم من الفعاليات الترفيهية والتعليمية، مما منح المهرجان طابعًا شموليًا متنوعًا.

 مدينة تتعافى من الوجع... بالثقافة

يمثل "صيف بنغازي" هذا العام أكثر من مجرد فعالية ثقافية؛ إنه إعلان غير مباشر بأن المدينة تتعافى، وبأن الثقافة عادت لتحتل مكانها الطبيعي في قلب الميدان. بنغازي التي لطالما عُرفت بثقلها الأدبي والفني، تسعى من خلال هذه التظاهرة إلى استعادة دورها التاريخي بوصفها حاضنة للمسرح، والشعر، والفكر.

نحو استدامة الثقافة

بحسب منظّمي المهرجان، فإن الهدف في السنوات القادمة هو تحويل "صيف بنغازي" إلى تقليد سنوي ثابت، على أن يتم توسيع برنامجه ليشمل أنشطة فنية عابرة للحدود، وشراكات ثقافية مع المدن الليبية الأخرى وحتى مع مؤسسات عربية ودولية.