تقرير/ هند علي الهوني
عدسة / صلاح – ناجي -حسين
اختتمت بمدينة بنغازي فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الأول حول اضطراب طيف التوحد (الواقع – التحديات-الحلول) في 29 من عام 2022، برعاية الأكاديمية العسكرية للعلوم الأمنية والاستراتيجية، المركز الديمقراطي العربي، جامعة بنغازي، الأكاديمية الليبية للدراسات العليا.
وتضمن المؤتمر الذي انطلق صباح 26 من شهر ديسمبر عام 2022م، على جلسات صباحية ومسائية توزعت على أيام المؤتمر الأربعة، حيث عرضت ما يقارب 69 ورقة بحثية مشاركة من دول عربية وهي تونس، المغرب، مصر، السودان، الجزائر بالإضافة للدولة المضيفة ليبيا، وقد تضمنت المحاور التالية:
اضطراب طيف التوحد رؤية مفاهيمه (المفهوم –الأسباب-الخصائص-الأنواع-الأعراض)، وأدوات تقييم وتشخيص اضطراب طيف التوحد، كما تطرقت المحاور للذكاء الرقمي واستخدامه في تنمية مهارات المصابون بطيف التوحد، وأشارت إلى دور الأسرة والمجتمع مع أطفال طيف التوحد، إضافة إلى وضع آليات وبرامج التدخل المبكر وأساليب التأهيل والعلاج، كما طرح فاعلية الإرشاد الأسري لوالدي وأسر أطفال طيف التوحد.
وتطرقت المحاور أيضا إلى التجارب العالمية والمحلية للبرامج التأهيلية والعلاجية، والدمج المدرسي للأطفال المصابين بطيف التوحد، إضافة إلى برامج التخاطب وتنمية اللغة لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد، كما تم مناقشة الإشكاليات النفسية والجسدية حول المشكلات النفسية والسلوكية لدى أطفال التوحد، وركزت المحاور على أهمية دور الإعلام في التوعية عن اضطراب التوحد.
أقيم الافتتاح بالأكاديمية العسكرية للعلوم الأمنية والإستراتيجية حيث جاءت كلمات الجهات الراعية مؤكدة لكلمة رئيس المؤتمر الدكتور يوسف الزغواني بأن هذه الشريحة من المجتمع الليبي لم تنل حقها في العيش بحياة كاملة، إذ يجب علينا كحكومة ومختصين تقديم الرعاية والدعم والتأهيل المطلوب لدمجهم كجزء لا يتجزأ من المجتمع، نظراً لازدياد أعدادهم في الواقع يجب أن نركز عليهم أسوة بالعالم المتقدم.
وفي ختام المؤتمر أوصى المشاركون فيه إلى ضرورة عقد المزيد من المؤتمر والندوات حول اضطراب طيف التوحد، وزيادة الاهتمام بالتوعية المجتمعية حول اضطراب التوحد وتقديم الدعم المادي لأسر هذه الفئة، وتأهيل الوالدين للتعامل معهم، وأضاف المشاركون في توصيات المؤتمر إلى ضرورة التركيز على إعداد الكوادر المتخصصة والمؤهلة للتعامل مع هذه الفئة.
وأوصى المشاركون في المؤتمر بدعم وزارة الشؤون الاجتماعية لمراكز التوحد التابعة لدولة والجمعيات الخيرية دراسة مقترح تدشين برامج التأهيل المهني لأطفال التوحد، ثم وضع تصور لإنشاء شعب علمية متخصصة في اضطراب طيف التوحد تابعة لأقسام التربية الخاصة وعلم النفس.
كما أكدوا المشاركون على ضرورة دراسة مقترح تضمين مقرر اضطرابات نمائية وسلوكية بكليات الطب والصحة العام، والاهتمام ببرامج التأهيل الحركي لأطفال التوحد بالتعاون مع أقسام التربية البدنية بالجامعات، والعمل على تهيئة البيئة الصفية وملائمتها لعملية الدمج.
وأشار المشاركون إلى أهمية تشكيل لجان علمية مختصة لوضع معايير الدمج، والاهتمام بدور التقييم والتشخيص الفارق
ولم يهمل المشاركون أهمية الدورات التدريبية التأهيلية حيث أوصوا بعقد دورات تدريبية لتأهيل الأخصائي المدرسي للتعامل مع حالات الدمج، ودراسة وضع المراكز الخدمية لأطفال التوحد والاستعانة بمتخصصين في طب الاضطراب النفسي.
ونظرا لانتشار المراكز المعنية بتشخيص اضطراب التوحد أوصى المشاركون بتقنين ومراقبة عملية منح تصاريح لفتح مراكز التوحد، وتشكيل لجان متخصصة لتقييم وضع المراكز العامة والخاصة بتأهيل أطفال التوحد، والتوعية المدرسية الدورية بعملية الدمج الكلي والجزئي.
ولأهمية دور الأم في تأهيل هذه الفئة تم التوصية بتوجيه أمهات أطفال التوحد إلى غرس قيم الصلابة النفسية وأسلوب المواجهة الايجابية للتعامل مع الضغوط، وكذلك ضرورة توجيه مؤسسات المجتمع المدني نحو المزيد من الاهتمام لتثقيف امهات أطفال التوحد.