ابتسام العقوري
لم يكن توجه هدى هاشم الشريف لدراسة ومن ثم امتهان التداوي بالأعشاب خاصة التجميلية وليد لحظة أو مسايرة لموضة موجودة في بنغازي، بل كان شغف وحب تملكها منذ الصغير، فكانت تستهويها منتجات التقشير، والزبدية، وترطيب الجسم والعناية بالشعر، وفي عام 2015م أتيحت لها فرصة ان تقتحم هذا العالم عن علم ودراسة فدخلت دورة حجامة بعد أن شدها عمل صديقتها فيها، فأرادت ان تتعلم حولها أكثر، ثم وكأن القدر ساق لها دورة موازية في التداوي بالأعشاب لتحضرها، وكانت الباب الذي فتح التخصص أمام هدى على مصرعيه فدخلت إليه وغرفت منه كل ما كانت ترغب في تعلمه عن خلطات الأعشاب، وتقطير الزيوت، وتحضير المستحضرات التجميلية المختلفة، بمكونات طبيعية خالصة.
هدى هاشم الشريف هي اخصائية اجتماعية، وقد تخصصت في هذا المجال عن رغبتها منها في مساعدة الغير وتقديم خدمة مجتمعية ونصائح لحياتهم الاجتماعية، ولكن شدها عالم الطب البديل والتداوي بالأعشاب إليه فبدأت تطور نفسها في هذا المجال، وعلى الرغم من تقدمها البطيء في هذا المجال إلا أنها فخورة كونها تتقن ما تقوم به، ولم يكن هدفها ربحي بالدرجة الأولى وإنما هو شغف أرادت تتبعه وعلم نهلت منه لتقدم أفضل ما عندها للنساء المترددات عليها.
الخلطات المعروفة ولكن قمت بتطويرها
وتقول هدى عن تخصص التداوي بالأعشاب أنه تخصص جميل ومفيد، خاصة ونحن في المنطقة الشرقية في ليبيا وتحديدا الجبل الأخضر، لدينا مجموعة كبيرة من النباتات الطبية والعلاجية ولكنها مهملة، من المفترض أن يتم الاستفادة منها على الوجه الأكمل، وقد استطعت استخدام مجموعة منها في تحضير المراهم، والصابون، والشامبو، والزيوت بحيث استطعت تحضير زيت يعالج الشعر مشاكل الشعر جميعها، وكذلك بعض الكريمات لمشاكل البشرة لدى النساء والفتيات، وعن الخلطات التي تقوم بتحضيرها هل هي تطبيق لخلطات موجودة من قبل أم خلطات خاصة بها تقول: هي الخلطات المعروفة ولكن قمت بتطويرها.
وتشير هدى إلى أن مصطلح البديل هو مرداف لمصطلحي الطب الشعبي أو مصطلح طب العرب، وقد التصق أو عرفت به النساء أكثر اهتماما بالتداوي بالأعشاب، وتحب في وقت معين من الشهر أن تشرب أعشاب من أجل تهدئة اعصابها، وهناك أعشاب تزيد الهرمونات الأنثوية عند المرأة، وأخرى تزيد الخصوبة، لذلك نرى أن من تمتهن الطب الشعبي القديم هن من النساء، ولفتت هدى إلى أن الطب البديل يشمل الحجامة والإبر الصينية ولسع النحل، والتداوي بدودة العلق، والتداوي بالأعشاب.
الجانب التجميلي للنساء
وتضيف بأنها تعتمد في وصف تركيباتها للمترددات عليها، على التشخيص لبعض الأمراض الجلدية المعروفة مثل الاكزيما، وقشرة الرأس، وحب الشباب، والكلف، وتركز في عملها ووصفاتها على الجانب التجميلي للنساء، فتقوم بتركيب مستحضرات طبيعية وأمنة على البشرة، وتعرفت من خلال خبرتها والدراسة على أنواع الأعشاب وما تقوم بعلاجه من أمراض جلدية.
وذكرت هدى أنه: على الرغم من أنها لا تملك الآن محلا أو مركزا لتسويق منتجاتها، إلا أنها تحب عملها، وتحب الاستمرار فيها، ولا تنوي التوقف حتى تحقق حلمها بأن يصبح لديها مركز طب بديل في مجال التجميل خاص بها، وأنها تعمل بمجهودات ذاتية بسيطة فقد خصصت ركن بسيط في البيت من أجل العمل على منتجاتها من تقطير وصنع خلطاتها الطبيعية، وهو معمل صغير، وتوضح أن معملها لا يحتوي على معدات كثيرة، ولكن معدات بسيطة مثل ميزان صغير، والتقطير يكون بسيط ونقوم بتجفيف الأعشاب.
تذهب وتحضر الأعشاب بنفسها
وأكدت هدى على أنها: تحب أن تذهب وتحضر الأعشاب بنفسها من منطقة الجبل الأخضر الغنية بها، فهي لا تشتريها من العطار، وإنما لابد أن تكون طازجة وفي موسمها، وحتى تكون الأعشاب طرية وأقوم بتجفيفها بطريقة معينة.
وحين سألناها عن كيفية تسويق منتجاتها على الرغم من أنها لا تمتلك محلا لذلك تجيب قائلة: عن طريق المندوبات في بنغازي وطرابلس، وهدي لا تعتبر أن هذا المشروع هو مصدر دخلها الأساسي، وإنما هو شيء محبب تقوم به لأنها اعجبت به، وأرادت التطور فيه، حتى أنها تقوم بعمل كميات قليلة خوفا من فساد أو ضياع قيمة العشب بعد تقطيره لفترة طويلة، إذ أن الأعشاب مادة حساسة ومحكومة بوقت معين.
وأضافت هدى أنها لم تحب العمل في المراكز التجميلية التي تعتمد على الجراحة والمواد الكيمائية الأخرى، لأنه في حال قامت بالعمل مع هذه المراكز وصار هناك اقبال كبير على منتجاتي، سوف يتم طلب زيادة النسبة، وتم مضايقتي وكانت تجربة غير ناجحة ولم أكررها مرة أخرى.
وفي ختام الحوار تجيبنا هدى حول سؤالنا لها عن كيفية نشر ثقافة الطب التجميلي البديل والابتعاد عن العمليات التجميلية، التي تقوم بها النساء حاليا قائلة: كما تعلمين نحن في عصر السرعة، ولم تعد تصبر النساء على استعمال منتج قد يعطي نتائجه بعد شهر مثلا، لابد من التركيز ونشر الوعي بأهمية المواد الطبيعية التي تدخل إلى جسم المرأة وتغذي بشرتها، أفضل بكثير من المواد المصنعة التي اثبتت الدراسات انها مضرة.