فيما نظمت عديد المؤسسات والمنظمات والجمعيات الخيرية النسوية جملة من الندوات والجلسات الحوارية، والأنشطة المختلفة للاحتفاء باليوم بالعالمي لمناهضة العنف ضد المرأة وحملة 16 يوما التي تشمل تكثيف التوعية من أجل مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي، قام كل من مركز وشم لدراسات المرأة و منظمة نتاج لتنمية قدرات المرأة بالتشبيك فيما بينهما لتكتيف التوعية عبر الإعلام خاصة مواقع التواصل الاجتماعي، ولمعرفة المزيد حول فكرة التشبيك فيما بين المنظمة والمركز كان لنا هذه الجلسة حيث تحدثت إلينا في البداية المدير التنفيذي لمنظمة نتاج لتنمية قدرات المرأة الأستاذة فتحية المعداني قائلة:
نوجه تحية لنساء ليبيا، ونساء العالم بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، وبداية حملة 16 يوم التي تنتهي يوم 10 ديسمبر وهو اليوم العالمي لحقوق الإنسان، ونأمل أن تكون هذه السنة ليست كسابقاتها، وتكون سنة بها إنجاز، فعلى مدى تسع سنوات، ونحن نعمل على هذه الحملة الشيء الوحيد الذي أمكن تحقيقه بشكل ملموس هو توعية الناس بحملة 16 يوم لمكافحة العنف ضد المرأة، حيث أن هذه الحملة لم تكن معروفة لدى الناس.
وتؤكد الأستاذة فتحية بأن تحقيق ما كانت المنظمة تسعى لأجله لم يحدث، وهو تخفيف حدة العنف على المرأة، ولكن ذلك لم يحدث بل بالعكس أصبحت أنواع العنف المختلفة في ازدياد، وظهرت أنواع عنف جديدة بعد جائحة كورونا والصراعات التي مرت به ليبيا.
المرأة لازالت تعاني والعنف في ازدياد
وتأمل الأستاذة فتحية في هذا العام لنساء ليبيا ونساء العالم أن يكون عاما خاليا من العنف، فالمرأة مازالت تعاني حتى على مستوى العالم من زيادة العنف وفي البلدان المتطورة والتي يوجد بها قوانين، ربما المرأة في ليبيا نوعا ما حقها محفوظ في قانون العمل حيث أنها تتساوى في الدخل الشهري مع الرجل.
وعن دور المنظمة في التخفيف من حالة العنف التي تمر بها المرأة في ليبيا تقول الأستاذة فتحية: نحاول من خلال المنظمة تخفيف العنف على المرأة بالتمكين الاقتصادي لها، وعلى الدعم النفسي، حيث قمنا بتخريج الدفعة 25 على مدى ثمان سنوات من السيدات في مجالي تعلم اللغة الإنجليزية وأساسات الكمبيوتر، كما سردنا قصص نجاح للسيدات اللاتي تدربنا في المنظمة وتحصلن على أعمال بعد ذلك.
وتؤكد الأستاذة فتحية بأن التوعية مهمة جدا للتخفيف من وطأة العنف الذي تواجهه المرأة في ليبيا وبأن المنظمة تعمل بجد في هذا الجانب، كما تعمل المنظمة على التشبيك مع منظمات أخرى في هذا المجال.
أثر بسيط من ناحية التوعية
وحين سألناها عن طرق التوعية المتمثلة في الندوات والجلسات الحوارية ومدى نجاحها مقارنة بالنزول للشارع والتوجه للتجمعات النسائية مباشرة تجيب: هذا يعتمد على الحضور فلو كانوا من صانعي القرار أو مؤسسات الدولة من الناحية التشريعية أقول من الممكن أن لها أثر، أو إذا كان الحضور من الرجال الذين لا يعترفون بأن هناك عنف فإذا ما حضر هذه الفاعليات يعرف أن هناك عنف خاصة إذا كان هناك سيدات يتحدثن عن تجربتهن مع العنف، وبكل تأكيد يكون هناك أثر بسيط من ناحية التوعية ولكن من الناحية التأثير في التشريعات للأسف لم نصل إلى شيء.
وتفضل الأستاذة فتحية أن تكون التوعية عبر الوسائل الإعلامية الحديثة من مواقع تواصل اجتماعي خاصة على موقع الفيس بوك، وبالتشبيك مع منظمات أخرى أرى أن وقع الحملة يكون أفضل.
وتضيف الأستاذة فتحية بأن التوعية لا تمنع العنف، على الرغم من أن المجتمع بدأ ينتبه على انه يوجد عنف على المرأة، وبالمقابل ظهرت أنواع عنف جديدة خاصة مع ظهور جائحة كورونا، وبقاء الرجل في المنزل الذي سبب عنف نفسي للمرأة أضافة الى الضائقة المالية التي تمر بها ليبيا سببت عنف اقتصادي، إضافة إلى تفتت النسيج الاجتماعي، ومع ذلك التوعية مستمرة.
حاولنا أن نركز على الجانب الإعلامي
من جانبها تقول رئيس مركز وشم لدراسات المرأة الدكتورة عبير امنينة: فيما يخص الحملة نحن لدينا منظور مختلف تمام لها، فنحن ننظر لــ 16 يوما التي تم تبنيها من قبل الأمم المتحدة بأنها فرصة فقط للتذكير بمستويات مختلفة في أطراف العلاقة أو المصلحة المختلفة في قضايا العنف بأن عليهم أن يعملوا على مناهضة كافة اشكال التمييز والعنف ضد المرأة، وأن يتم تذكيرهم بالالتزامات الدولية الموقعة عليها الدول والتي بموجبها عليها أن تترجم هذه الاتفاقيات والبرامج المختلفة إلى رفع التمييز عن النساء في مجالات الحياة كافة وعلى مستويات قطاع العمل الخاصة والعامة، وبالتالي نحن في مركز وشم بحكم أنه يركز على عملية الأبحاث وإعداد التقارير التي تركز على المرأة بشكل عام والموضوعات الخاصة بالعنف بشكل خاص، لذلك فهو يختلف عن بقية المنظمات في عملية التقيد بهذه الحملة حيث أنه لابد أن تكون هناك 16 يوما يجب يكون لديك منشط مختلف، ولكن نحن ذهبنا إلى اتجاه مختلف حاولنا أن نركز على الجانب الإعلامي فيما يتعلق بصفحات التواصل الاجتماعي من خلال انتاج فيديوهات ولقاءات مع شخصيات ذات علاقة بعملية مناهضة العنف ضد المرأة حتى يتم التذكير كل حسب اختصاصه بمكامن العنف، وبأشكاله، والسياسات التي يجب أن تكون متبناه من قبل الدولة أو من قبل المجتمع المدني.
بحث مكامن الخلل في القوانين الليبية
وتشير الدكتورة عبير بأن: فترة الحملة حاليا هي عبارة عن حوصلة لعمل قام به مركز وشم على مدار 11 شهرا، وكانت مركزة على بحث مكامن الخلل في القوانين الليبية التي تلقي على النساء عنف أكبر وتلقي عليهن بالتمييز وتجعلهن في شعور مركب من الاحتياج والعنف الذي يمارسه المجتمع على كل افراده وعلى المرأة بشكل خاص، ونحن في هذا الصدد رأينا أن ندخل في إطار شراكة مع منظمة نتاج حيث ذهبت إلى الجانب العملي الفعلي في عملية رفع العنف عن المرأة وركزت المنظمة على الجانب الاقتصادي، وكلنا نعرف ما يحدث للمرأة عندما يتم رفع هذا العنف عنها قد تذهب خطوات للأمام في حياتها وتحقق خطوات في الاستقلالية التي تعطيها مجال وهامش كبير للحرية في اتخاذ القرار الذي يمنع عنها عنف آخر سواء كان زوجي او عائلي.
إعادة النظر في التشريعات
وعن نتاج 11 شهرا من العمل وإمكانية رفع النتائج لصناع القرار تقول الدكتورة عبير: هذا الهدف الأساسي وهو طرح جملة من القوانين سواء ذات العلاقة بقانون العقوبات أو قانون العمل وقانون 10 للزواج والطلاق، فقد كان من ضمن خطة المركز أنه سيصدر خلال شهر ديسمبر التقرير النهائي ويسلم إلى صانعي القرار ونتحدث عنها عن المجلس التشريعي تحديدا حتى يتم تعديل بعض القوانين خاصة وأنه بين قوسين التوحيد النسبي للمؤسسات على مستوى ليبيا، ولكن لرب ضارة نافعة ننتظر قليلا لانتخاب المجلس النيابي الجديد نتوخى أن يكون هناك اهتمام أكثر من قبله بقضايا النساء وإعادة النظر في التشريعات خاصة منها ذات العلاقة بالأحوال الشخصية التي شابها كثير من الانقسام كل حسب أيدولوجيته ونظرته، وتفسيره الديني، وأنا اتحدث بشكل خاص على قانون الزواج والطلاق.
وتختم الدكتورة عبير الحوار قائلة: نتمنى أن يلتئم المجلس النيابي الجديد ويكون أول نشاطات مركز وشم هو الجلوس مع النائبات به لمناقشة هذه القوانين، وأيضا مركز وشم بصدد اعداد دورات تدريبية توعوية للمترشحات لعضوية مجلس النواب لتوضيح بعض الأمور لهن والعمل على توجيههن نحو إعادة النظر في كثير من القوانين ونحن في تشبيك مع منظمة نتاج للخروج بعمل بهذا الشأن وأتمنى ان يكون عمل مؤسسي قائم على نتائج محددة ونتائج فاعلة بإذن الله.