صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية ،رئيس مجلس الوزراء
فخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية
معالي السيد / أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
السيدات والسادة
السلام عليكم ورحمة الله يطيب لي في مستهل كلمتي أن أعرب عن جزيل شكري وامتناني لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وللمملكة العربية السعودية، لما لمسناه من حفاوة الاستقبال، وحسن التنظيم والوفادة.
كما يسرني كعربي أن أرحب بفخامة الرئيس شي جين بينغ على أرض المملكة العربية السعودية، وبين القادة العرب في هذا الحدث المهم، الذي يفتح آفاق مستقبل أفضل من التعاون والشراكة بين جمهورية الصين الشعبية والعالم العربي، بما يخدم حاضر ومستقبل شعوبنا، ويعزز الاستقرار والازدهار في المنطقة.
إن التطورات الاقتصادية والسياسية المتسارعة في عالمنا اليوم، تتطلب منا مرونة أكثر في تحديد مفهوم الشراكات الاقتصادية، والابتعاد عن القوالب التقليدية الجامدة، التي حكمت العلاقات السياسية والاقتصادية لبلداننا منذ منتصف القرن الماضي، خصوصاً في ضوء ما توليه جمهورية الصين الشعبية من أهمية لعلاقاتها بالعالم العربي، وما نتج عن هذا التوجه من تطور في العلاقات العربية الصينية، منذ مؤتمر التعاون العربي الصيني عام 2004 ،حيث أصبحت الدول العربية الشريك الاقتصادي السابع للصين، من حيث حجم التبادل التجاري، والمورد الأول للنفط الخام للاقتصاد الصيني، الذي حقق قفزات واسعة منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، وأصبح مثالًا يحتذى به، ومحركاً أساسياً للاقتصاد العالمي.
أيها السيدات والسادة،
إن عقد هذه القمة في مكانها وزمانها المناسبين، سيكون علامة فارقة، ومحطة تاريخية على طريق تعزيز العلاقات الصينية ببلداننا العربية، هذه العلاقة التي بنيت على أساس احترام سيادة الدول والمصالح المشتركة، واحترام خيارات الشعوب، ومازالت هذه المبادئ محل التزام واحترام من قبل الجمهورية الصينية، والبلدان العربية المنخرطة في هذه الشراكة منذ انطلاقها.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
إن بلدي ليبيا من البلدان التي ربطتها علاقات ثابتة بجمهورية الصين الشعبية، تأسست على موقف الصين الداعم لاستقلال الدولة الليبية عام 1951،والتزام ليبيا بمبدأ الصين الواحدة، وكذلك على علاقة اقتصادية مميزة، نمت بمعدل سنوي يفوق 17%، في الفترة من 1995 حتى 2020 ، تأسيساً على ذلك، فإننا نطمح إلى أن تلعب الصين الدور الذى يناسب ثقلها الدولي، ويناسب أهمية العلاقة بين البلدين، من أجل استقرار ليبيا وضمان استقلالها، ووحدة أراضيها، الأمر الذي سيؤدي إلى ما نطمح إليه دوران عجلة التنمية، وعودة الشركات الصينية إلى العمل في مشاريع البنية التحتية والتطوير العمراني، التي انطلقت عام 2010 ،وتوقفت بسبب التغيير السياسي وحالة عدم الاستقرار التي مازالت تشهدها البلاد.
إن ليبيا باعتبارها بلداً متوسطياً، تربطها بمحيطها الأوروبي علاقات شراكة اقتصادية متينة، إلا أننا نتطلع إلى تنوع شراكاتنا، ونتطلع إلى الاستفادة من الخبرات والإمكانات الصينية؛ لإعادة بناء الاقتصاد الليبي والبنى الأساسية في البلاد، كما أود الإشادة بمبادرة " الحزام والطريق"، التي أطلقتموها سيادة الرئيس شي جين بينغ عام 2013، وانضمت إليها بلدي عام 2018، ونعدّها فرصة واعدة للتنمية المستدامة، وتطوير العلاقة الثنائية بين بلدينا.
ختاماً، إن بلدي ليبيا سوف تحتفل بعد أيام قلائل بعيد استقلالها الحادي والسبعين، في أجواء يملؤها الترقب والأمل، في أن تنجح جهودنا في المصالحة وبناء الثقة بين الأطراف السياسية ومكونات الشعب الليبي، من أجل الخروج بالبلاد من أزمتها السياسية وإنهاء المراحل الانتقالية، وانتقال سلمي للسلطة من خلال انتخابات رئاسية ونيابية نزيهة وشفافة ، يقبل بنتائجها أبناء الشعب الليبي كافة، وإنا في هذا الصدد، نتوقع أعلى درجات المؤازرة والدعم لجهود المجلس الرئاسي الليبي، من قبل الأشقاء العرب وجمهورية الصين الشعبية؛ لتحقيق هذا الهدف في أقرب أجل ممكن.
تقبلوا شكري وامتناني
والسلام عليكم ورحمة الله