نحن، ممثلو دول الساحل: بوركينا فاسو وتشاد ومالي وموريتانيا والنيجر، بالإضافة الى ليبيا، وقد اجتمعنا بالعاصمة التونسية، بمبادرة من الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي في دول الساحل، وبعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة في إدارة الحدود في ليبيا (يوبام ليبيا)، في إطار هذا المؤتمر بشأن التعاون الحدودي بين كل من ليبيا ودول الساحل، والذي جرى تنظيمه بالتعاون مع خلية التنسيق والاستشارة الإقليمية، والمشروع الأوروبي للعدالة ومحاربة الإرهاب، وبحضور كل من بعثات الإتحاد الأوروبي لبناء القدرات في الساحل، في كل من النيجر ومالي. والذي ترأسه السيد النائب بالمجلس الرئاسي الليبي، نُعرب عن إيماننا الراسخ بأهمية إتباع نهج إقليمي لدعم وتعزيز أمن وإدارة الحدود. ولوعينا بالترابط والتأثير المتبادل بين هذه المسائل التي يتم النقاش حولها، فإننا نشدد على أن التعاون الحدودي يشكل وسيلة ضرورية لحماية الحدود، وشرط أساسي من لإنجاح أي استراتيجية لمجابهة التحديات المعقدة، والعابرة للحدود بين الدول، وعلى رأسها الجرائم العابرة للحدود، والإرهاب، والجريمة المنظمة.
وإذ نحي حضور السيد وزير الداخلية واللامركزية من جمهورية النيجر ، والسيدة وزيرة الشؤون الاجتماعية من دولة ليبيا، نعرب عن تقديرنا وامتناننا للمناقشات الفنية المُثمرة التي شهدها هذا المؤتمر، ونشدد على ضرورة متابعة هذا الحوار، وتعميق آفاقه.
إن التعاون الحدودي هو هدف على المدى البعيد تسعى إليه هذه العملية المستندة إلى صيرورة مستمرة من التفاعل المتبادل. وذلك بدعمٍ سياسيٍ من كافة الدول، وبما يتوافق مع توجيهات الاتحاد الأفريقي، والأجسام الاقتصادية الإقليمية.
وفي هذا السياق فإننا نقدر الدور المهم الذي يلعبه الإتحاد الأوروبي من أجل تسهيل هذا التبادل، وخاصة من خلال المنتدى التنسيقي لدول الساحل وليبيا.
ونحن نعبر في هذا الصدد عن عميق امتناننا لإتاحة هذه الفرصة المُلهمة للتباحث والتحري عن التهديدات المشتركة، وآليات ضمان أمن حدودنا المشترك.
نحن نعتقد أنه من الضروري تبني نهجٍ شاملٍ وتشاركيٍ يتمحور حول المجتمعات المحلية، وقوات الأمن، القادرة على ضمان الحفاظ على حدود آمنة، مع تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية والتكامل عبر الحدود. ولتحقيق هذه الغاية نؤكد على اهمية الدور الذي من الممكن أن تلعبه المجتمعات المحلية القاطنة في هذه المناطق الحدودية.
ونحن نعول على قيام الإتحاد الأوروبي، والمجتمع الدولي المعني بالحدود، بدعم جهودنا المشتركة والرامية إلى تعزيز التعاون في مجال حماية الحدود بين ليبيا ومنطقة الساحل.
ونحن ندرك مدى أهمية تبادل الدروس المستفادة وأفضل الممارسات فيما يتعلق بالتعاون الحدودي، إلى جانب الاستفادة من القيمة المُضافة التي تقدمها التقنيات الحديثة في تقوية وتعزيز أمن وإدارة الحدود. وإذ نعرب عن بالغ التقدير المشترك لهذا اللقاء الذي جمعنا هنا في العاصمة التونسية، من أجل معالجة هذه المسألة المفصلية.نتوجه بالشكر إلى السُلُطات المضيفة على ترحيبهم الكريم.
ونؤكد في الختام على اتفاقنا على ضرورة الاستمرار في البحث المشترك الخلاق لتطويق هذه المسألة، وذلك في إطار المبادرة التي تم إطلاقها اليوم من خلال هذا المؤتمر.
ونوصي في هذا الاتجاه بتشكيل لجنة مشتركة تجمع ممثلين عن دول الساحل وليبيا، بالاضافة الي ممثلين عن الشركاء الداعمين. وذلك من أجل ضمان متابعة، وتنفيذ التوصيات المنبثقة عن هذا المؤتمر.
#صحراء_واحدة