حنان علي كابو
يطل الكاتب الروائي والقاص محمد الأصفر على قراءه والمشهد الثقافي بأصدارين جديدين أحدهما "ركلة جزاء "الرواية التي تم الأحتفاء بها وتوقيعها مؤخرا بتونس ،و"البطل يموت من أول لقطة "مجموعة قصصية جديدة .
عرف عنه أسلوبه الساخر ،واسقاطاته السياسية الرمزية ،نهمه للكتابة،ورهاناته العالية جدا .
من ركلة جزاء إلي البطل يموت من أول لقطة
هل الغربة مسرح جيد للكتابة ؟ من أين التقطت أبطالك ؟
في البداية أشكر صحيفة الليبي الإلكترونية وأسرة تحريرها لإتاحة هذه الفرصة للتعريف بأعمالي الأخيرة التي صدرت في تونس هذا الشهر، ولنبدأ الإجابة ، ونعم في الغربة يمكنك أن تكتب كثيرا، فالوحدة والملل وعدم توفر حياة اجتماعية بها أقارب ومناسبات ومجاملات تجعل لديك فائض من الوقت لتستغله إن أحببت في الكتابة، منذ عام 2016 إلى 2020 كتبت لأكثر من سبع أعمال بعضها نشر ، كروايات تمر وقعمول، وعلبة السعادة، وبوق ،وأخيرا ركلة جزاء ،ونصوص البطل يموت من أول لقطة ،وبعضها الآخر لدى دور نشر وسينشر لاحقا إن شاء الله، وبالنسبة للأبطال كالعادة التقطهم من الشارع ومن حياتنا العامة ومن داخل نفسي أيضا حيث غالبا ما تتداخل كتاباتي بين حياتي الشخصية أي سيرة ذاتية وبين حياة الآخرين الذين اختلط بهم افتراضيا أو واقعيا. وبخصوص رواية ركلة جزاء كتبتها عام 2016 و2017 ولكن لم تتحصل على فرصة نشر إلا هذا العام، كتبت بعدها عدة أعمال نشرت وهي ظلت في الدرج أو لدى دور نشر تأخرت في إصدارها فسحبتها منهم، والرواية بشكل عام تتحدث عن الحياة في بنغازي وعن عدة أحداث عاشتها المدينة عبر تاريخها القريب هدم النادي الأهلي بنغازي وما خلفه ذلك من تداعيات وجراح نفسية لدى أهل المدينة وكذلك تمر على ثورة فبراير وعلى نزوح أهالي تاورغاء وعيشهم في مخيمات قاريونس بالإضافة إلى الحرب التي دارت رحاها في مدينة بنغازي وأيضا كان لعدة شخصيات فنية حضور في الرواية كشخصية الفنان الشعبي الراحل عبدالجليل عبدالقادر، تدور أحداث الرواية في بنغازي وتاورغاء ومرسى مطروح. أما كتاب البطل يموت من أول لقطة فهو مجموعة نصوص وقصص قصيرة كتبتها في المانيا تواكب ما أعيشه في حياتي اليومية وما عاشته بنغازي أثناء الحرب حيث كنت أتابع ما يحدث وأتأثر به كثيرا.
رهان الكتابة إلى أين أوصلك ؟
أوصلني إلى حالة إدمان للكتابة، فكل يوم أحاول أن أكتب، وإن عجزت عن الكتابة يتعكر مزاجي وأعيش في حالة عصبية، ولا أعتقد أن هناك محطة سيصل إليها هذا الرهان، فالتوقف عن الكتابة يسبب للكاتب ألما كبيرا، والكتابة هنا ليس لغرض النشر، وليس بالضرورة أن تكون بالقلم أو على شاشة الكمبيوتر، أحيانا الإنسان يكتب داخل نفسه دون استخدام أصابعه ، عملية التأمل والتخيل هي نفسها كتابة، وهذا ما أقصده بالضبط، أجلس مدة من الزمن في صمت وبعدها أرتاح وكأنني قد أخذت جرعتي الإبداعية اليومية.
كيف ترى ترشح النعاس والخال ميلاد لجائزة بوكر وهو الذي قيل عنه أنه يسخر من الأشياء بالكتابة عنها ؟
لم أتفاجأ بترشح الكاتب المبدع محمد النعاس للقائمة الطويلة والقصيرة وإن شاء الله يتوج بالجائزة الأولى، وهذا شيء طبيعي وينبغي أن يحدث دون أن نعتبر ذلك مفاجأة، فالكاتب مبدع ويستحق الترشح ونيل الجائزة بجدارة، وسبق أن قرأت له عدة نصوص قصصية ومقالات نالت إعجابي كثيرا، ودار نشر مسكيلياني ورئيسها الأستاذ شوقي العنيزي التي نشرت الرواية دار نشر محترفة والنشر فيها يخضع لمقاييس ومواصفات إبداعية صارمة ينبغي أن يجتازها العمل قبل الموافقة على إصداره، وإجمالا الكتابة الساخرة تحتاج إلى موهبة كبيرة والنعاس يمتلكها، فليس كل كاتب يمكنه أن يسخر من خلال الكتابة، فهناك في عالم الكتابة بالطبع كتابة دمها خفيف وأخرى دمها ثقيل يمتعض منها القارئ ويركنها جانبا .