حنان علي كابو

سبعة أعوام تقريبا على انطلاق فكرة صناعة القراءة التي تحولت إلى منظمة تتبع المجتمع المدني غير هادفة الربح . أطفال صغار يخوضون تجربة المخيم والقراءة والإطلاع والمناقشة والعصف الذهني

تفتتح الأستاذة هاجر عبدالله مؤسس ومدير منظمة صناعة القراء  حديثها معي حول بدايات الفكرة قائلة "منذُ عام 2017 بدأت فكرة مشروع صناعة القُراءفي موسمه الأول، للمساهمة في إنشاء جيل قارئ ومثقف وذلك باستهداف عدد 50 مشترك من طلاب المدارس في مدينة بنغازي من فئات عمرية مختلفة، وذلك لتمكينهم من الخوض في تحدي لقراءة 30كتاب بمتابعة وإرشاد من قبل مشرفي ومراقبي المشروع، وتنمية مهارات المشاركين بدورات تدريبية لتطوير مهاراتهم المعرفيةحول" الكتابة والتدوين، العرض والإلقاء، اللٌغة العربية والتنمية الذاتية". وعن تاريخ التأسيس تحديدا تضيف قائلة "تأسست منظمة صناعة القُراء الثقافية في فبراير من عام 2019كمنظمة مجتمع مدني غير هادفة للربح مسجلة برقم قيد (1409- 01- 20190204)بعد نجاح فكرة مشروع صناعة القُراء في موسمه الأول وزيادة الأقبال من قبل الأطفال وطلاب المدارس من فئات عمرية مختلفة. ولقد أسهمت  منظمة صناعة القُراء الثقافية في رفع مستوى الوعي المعرفي في المجتمع ونشر ثقافة القراءة والمطالعة بين الأجيال الناشئة عبر تقديم برامج وأنشطة مختلفة تستهدف شرائح المجتمع من الأطفال والناشئين والشباب.حيث سعت المنظمة لإحتواء شرائح المجتمع من الأطفال المستضعفين والفئات الخاصة كأطفال الكفيف وذوي الهمم والنازحين والمتضررين من الحروب، حيث تساهم القراءة والأنشطة الثقافية في مساعدتهم لبناء ذواتهم وتقوية شخصياتهم لمواجهة تحدياتهم الشخصية. على مدار مواسم المشروع المختلفة حققت منظمة صناعة القُراء شراكات مع مؤسسات وشركات تسعى لتحقيق نفس الأهداف التعليمية والتنموية لنشر ثقافة القراءة ومواكبة التطورات العلمية التي تحدث في العام الآن. ساهم صناعة القُراء في إحداث الأثر الإيجابي في المجتمع من خلال تخريج دفعات من المشاركين في مواسم المشروع المختلفة من شخصيات قيادية وأصحاب أنشطة مجتمعية تساهم في إحداث التغيير الإيجابي في المجتمع

وتواصل حديثها الأستاذ هاجر عن رؤيتهم الخاصة قائلة "صناعة جيل قارئ يصنع التقدم وتمكين الأجيال القادمة من المساهمة في البناء والإعمار بالأضافة إلى  توطين عادة القراءة والمطالعة بين طلاب المدراس والجامعات وتفعيل دور المكتبات عبر وصول أنشطتنا للطلاب في المدراس والجامعات ومشاركة واحتواء الأطفال من الفئات الخاصة وذوي الهمم. وعلى قدم وساق تعمل منظمة صناعة القُراء على تقديم برامج وأنشطة تثقيفية حيث تضيف "لغرس عادة القراءة والمطالعة، ولتخريج وصناعة أجيال من القُراء وتطوير مهاراتهم في القراءة والكتابة والتدوين، من خلال مواسم المشروع المختلفة والمخيم الصيفي وبرامج المكتبات المدرسية. شعارنا" أينما ذهبت فليكن الكتاب رفيقك الأول

وفي سؤالنا حول الأهداف الاستراتيجية تلخصها في عدة نقاط قائلة

1ـ إعداد وتكوين جيل من القُراء يساهم في البناء والتقدم في جميع المجالات العلمية والعملية.

2ـ تعزيز الهوية العربية والليبية بشكل خاص من خلال العمل على التعريف بالأدب الليبي والكُتاب الليبيين ضمن الأنشطة التي تعقد في الجلسات والدورات التدريبية.

3ــ المساهمة في إحياء وتفعيل دور المكتبات وأهميتها في المدراس والأماكن العامة عن طريق الجلسات الحوارية ومعارض الكتبفي المكتبات المدرسية والمكتبات العامة.

4ـ المناظرات تطبيق مناظرات عملية حول الكتب.

5ـ نشر القيم الأخلاقية واحترام الآخر والتعاون بين الطلاب من خلال فعاليات العمل الجماعي والقراءة بشكل بمجموعات.

6ـاستهداف الأطفال من الفئات الخاصة لتعريفهم بالقراءة وتحفيزهم لتكوين شخصياتهم وخوض تحدياتهم الشخصية.

وعن أجمالي عدد الخريجين في مشروع صناعة القُراء منذ انطلاقته وحتى أخر أحصائية تقول الأستاذة هاجر أنهم 200 مشترك  وتحدثنا الأستاذة هاجر عن مخيم صناعةالقُراء قائلة "مُخيم صيفي، ترفيهي، ثقافي، يخوض فيه المشاركون تجربة مختلفة تجمع بين الثقافة والمتعة والعديد من المغامرات على مدار ثلاثة أسابيع تقرأ فيها ثلاثة كتب عبر مجموعات القراءة وبمعدل كتاب واحد أسبوعياً ويتخلل المخيم ورش عمل وجلسات حوارية ورحلات تثقيفية

وعن آلية عمله ومراحل تنفيذة تواصل حديثها قائلة  يُعقد المخيم على مدار ثلاثة أسابيع تتضمن ثلاثة مراحل:

المرحلة الأولى: في الأسبوع الأول يسٌتهل المخيم بورشة عمل في تعلم خماسيات فن القراءة واختيار الكتب، حيث تركز هذه المرحلة على جعل القُراء يملُكون مهارة اختيار الكتاب المناسب بمساعدة مشرف يمتلك خبرة علمية وعملية في المجال يتم اختيار الكتاب الأول لكل مجموعة ويقرأ بشكل مجموعات تتكون من خمسة مشتركين يُرافقهم مشرف خاص لعقد جلسات مستمرة حول الكتاب ومناقشتهم الأفكار التي يتناولها الكتاب والتجهيز لعرضها في نهاية الأسبوع الأول أمام باقي المشتركين ولجنة التقييم كما تشمل المرحلة الأولى جلسة حوارية وأنشطة ترفيهة.

المرحلة الثانية: في الأسبوع الثاني يصقل المشتركين مهاراتهم في الكتابة بورشة عمل حول الكتابة والتدوين لتعلم كيف تكتب مراجعة حول الكتب ونقاش أفكارهم مع زملاءهم ومشرفهم في نفس المجموعة كما يُكملون مهام وتمارين تربط بين أنشطة عملية والمعلومات والمعارف المكتسبة والتجهيز أيضاً لعرض الكتاب الثاني في نهاية الأسبوع الثاني أمام لجنة التقييم وباقي المشتركين. 

المرحلة الثالثة: يقضي المشتركون الأسبوع الثالث في قراءة الكتاب الثالث بنفس الآلية المحددة مع تعلم أساسيات المناظرات العلمية بورشة عمل بداية الأسبوع ويتم من خلالها تطبيق مناظرات عملية حول الكتب وتستمر الأنشطة والرحلة الترفيهية لختام المخيم كما تُعقد جلسات حوارية بمشاركة شخصيات معروفه ليتسنى للمشتركين فرصة تعلم خبرات مختلفة في مجالات علمية متنوعة.

وعن أهمية  أنشطة المخيم تقول 

-1تنظيم ملتقيات تعريفية بالمشروع، تعرف المشتركين بألية وخطة المشروع والمشرفين المخصصين لهم، وكذلك ارشادهم بأهمية القراءة ودافعها وآلية اختيار الكتب وطرق القراءة المثلى

-2تعيين مشرفين مختصين لمتابعة وارشاد المشتركين في عملية القراءة واختيار الكتب والإشراف المتواصل على تقدم وسير عملية القراءة وكتابة الملخصات

-3إقامة لقاءات دورية بين المشتركين والمشرفين لمتابعة سير عملية القراءة ومراجعة الكتب وتدوين الملخصات. 

-4 إقامة رحلة تثقيفية للمشتركين والمشرفين للتعلم والاستفادة من بعضهم ومشاركة تجاربهم ومطالعتهم لتعزيز مهارات التواصل فيهما بينهم.

-5 تنظيم اليوم الختامي للمخيم، يشمل العروض التقديمية للطلبة، ومناقشات مع اللجنة لتقييم القراءات 

-6استضافة متحدث تحفيزي في كل أسبوع لتشجيع المشتركين على الاستمرار في القراءة ومشاركة تجاربه معهم وتكوين خبرات متبادلة.

تجارب وآراء  الدكتورة ماجدة الرياني تشارك تجربتها في تدريب الكتابة والتدوين للفئة الصغرى قائلة لم أجد متعة تضاهي أن أشارك طفلاً شغفاً مشترك، تجربتي مع أطفال صناعة القُراء على مدار الثلاثة مواسم كانت مليئة بتساؤلاتهم الملهمة، وحماسهم الذي لم يفشل أن يشحن حماسي في كل مرة لأكون جزءاً من الفريق في كل موسم  أما الدكتورة تماضر المهدي فتقول . " "أن تشارك حبك للكتب والكتابة عنها مع مجموعة من الأطفال هي تجربة جديدة حتما بالنسبة لي، وقد كانت بمثابة رحلة من المشاعر والتي وجدت نفسي في كثير من الأحيان أنسى بأنهم أطفال لكل ما يحملونه معهم من آراء وانتقادات للعالم من حولهما

اما المشرفة حنين فتقول .  "تجربة صناعة القُراء بالنسبة لي مميزة وثرية جداً، فهي تجربة مليئة بالأنشطة والفاعليات التي تجعلك تنمو كثيراً من خلالها، تجد فيها المُتعة والفائدة وبالتأكيد تضيف لك ذكريات سعيدة. شاركت فيها بنية العطاء وصنع الأثر الإيجابي، ثم اكتشفت أنني أنا من يخرج منها بمغانم كثيرة (معارف وخبرات واسعة, اكتشاف لقدرات ذاتية, واكتساب علاقات راقية مستمرة) هذا هو أثر التجربة في نفسي كمشرفة وإنما أثرها على المشتركين فهو أضعاف ذلك، محظوظة جداً لإتاحة فرصة إختياري للمشاركة في هذه التجربة الفريدة، صناعة القراء ليس مجرد تحدي لقراءة عدد من الكتب وإنما هو بيئة تحفيزية لبناء أفكار سليمة وغرس قيم نبيلة، متشوقة جداً لحُلته الجديدة وواثقة أنه سيكون مختلف ومليئ بالإبداع ."  في حين تقول الدكتورة سمرعن  تجربتها مع صناعة القُراء "انضممتُ إلى صناعة القُراء منذُ عام 2017 في نسخته الأولى، ومن خلال مشاركتي للمواسم الثلاثة قابلت وتعرفت على عدة أطفال يملُكون شخصيات مميزة، وأكثر ما يسعدني هو مشاركتهم حوارات وتجارب مختلفة ومعلومات قيمة تصنع علاقات ودية في بيئة تحفيزية . مايعجبني في صناعة القُراء أن كل موسم يختلف عن غيره بأفكار جديدة وأساليب وبرامج تدريبية مختلفة تسعى لتطوير قدرات ومهارات المشاركين، فهو لا يعمل فقط على غرس حب القراءة لدى الناشئين وتعزيز الفضول والشغف المعرفي، بل يسعى أيضاً لتنمية مهارات التعلم الذاتي وتوسيع  المدارك والانفتاح الفكري . أما مايخص "مخيم صناعة القُراء" سيكون مختلف ومميز بأفكاره وبرامجه، وبالتعرف على شخصيات جديدة ورحلة ممتعة، فأتمنى التوفيق للجميع