حنان علي كابو
الشاعر أبن الدهشة، سفير لنصه الشعري، ومنذ أن وجد الشعر، وهو يحمل خصوصيته بصوره الفنية، وفي زمن الرقمنة فتح الباب على مصراعيه توافد الكثير في نسخ مشوهة مبتورة فمن منهما خذل الآخر وهل المباشرة جعلت من الشعر يسير إلى أبعد مرحلة، وهل حقا ساهمت الرقمنة في اضمحلاله...؟
مسؤولية الكلمة
وفي تقديره الخاص يعتقد الأستاذ الجامعي وباحث في الآداب والفنون ،شاعر ومترجم عن الإيطالية الدكتور نور الدين الورفلي إنه لا يوجد شعر يخذل شاعره، ربما لا يأتيه ويضيف " ربما الشاعر يهمل الكتابة، أو لنقل اللحظة الشعرية، وللأمانة اللحظة الشعرية موجودة دائماً، فقط أن الشاعر لم ينتبه لها في خضم همومه الحياتية، والعكس حين (كما تقولين) الشاعر يخذل شعره، يخذل الشاعر شعره، حين يقلل من انتباهه للجمال، وانتباهه للهموم العامة، ونسيانه مكانه وزمانه، وهروبه من مسؤولية الكلمة، الشعر مقابل جرح الوطن، الشاعر الذي لا ينزف دمه لنزيف وطنه، ليس بشاعر، شعراء الارتزاق لا يهمهم هذا الأمر، لأن وطنهم في بطون ألسنتهم، يميلون لإشباع شهواتهم، وكل همهم أن يبقى الوطن نازفاً بلا توقف"
ويشير الورفلي صاحب العديد من الإصدارات، إن لكل مرحلة سوءاتها وبعض ايجابياتها، حيث يقول " وسائط التواصل بالقدر الذي امتلأت فيه بالإسفاف، تعرفنا من خلالها على شعراء ما كنا لنعرفهم لولاه، وكانوا بالفعل شعراء ورائعين.
ويرى مترجمنا إن الشعر لا ينحدر بالتكنولوجيا حيث يقول في ذلك " الشعر ينحدر بشعرائه، ينحدر بمستوياته هو كشعر ولا علاقة للرقمنة به
ويضيف "لكل زمن اضمحلاله، في كل الأزمنة ظهر فيها الشعر العالي المذاق، والشعر الهابط، وهذا زمن سيء، ولكن ليس بالضرورة أن يكون الشعر فيه سيء، نحن مشكلتنا في أننا حين لا نصل بالشعر إلى مستو عال، نسب زمانه، وهذا خطأ فضيع"
حالة روحية
يرى الشاعر مفتاح العلواني أن الشعر لا وقت له. إنما هو لحظة وعي حاد. أو لحظة تأمل. ويضيف "ربما غابت تلك اللحظة وقتا طويلاً. وربما حضرت بشكل كثيف. إن الشعر والشاعر لا يخذلان بعضهما. إنما يلتقيان متى ما كانت الرغبة في القصيد حاضرة. ومتى ما كان القلب في حالة شعور بأي شيء شعوراً يفرض على الشاعر أن يصفه بشعره
ويشير صاحب "تلويحة عالقة في الهواء ". إن الشعر حالة روحية. يركن فيها الشاعر إلى قصيدته متى احتاجها. ولن يعدم حينها لغةً تتشكل منها. حيث يقول " طالما قبض على الفكرة. والتقى قلبه بما يستحق أن شعره ومعانيه،
وفيما يتعلق بجزئية بساطة النصوص الشعرية والمباشرة في كتابتها جعلتها تذهب لمرحلة الابتذال؟ يقول العلواني "إن الشعر من اسمه يتضح لك أنه أمر يتعلق بالشعور والذائقة المتفردة. لذلك فإن أكثر ما يفسده هو المباشرة، تلك التي تجعله مثل نص إنشائي تقليدي، الشعر مجاز وصورة وكناية واستعارة وغيرها مما يجعله مختلفاً عن كلامنا العادي. إنه ما يجعله السامع والقارئ له يقول إن هذا هو كلامنا. فلماذا هو جميل بهذا الشكل. ذلك لأنه صار شعراً. ولأنه استحال صوراً غير مباشرة لمعانٍ جميلة. ليس الشعر أن تتحدث بـ لغةٍ غريبة عن الناس. إنما الشعر أن تتحدث بلغتهم كأنهم لم يتكلموا بها قبل ذلك، ليس الشعر أن تراكم جملةً فوق جملةٍ فوق جملةٍ ولا نتحرك، إنما الشعر أن تقول جملةً واحدةً فنقفز. لأنها هي الضائعة منذ زمن في زحمة الكل.
ويؤكد العلواني على إن: المجتمع الرقمي جعل الشعر أكثر حضوراً وتوهجا، فمواقع التواصل مثلها مثل أي وسيلة نشر أخرى. لكن الفرق أنه قد يجد المرء قراء لما يكتب أكثر، فالشعر الحقيقي له جمهوره، كما أن للرداءة جمهورها أيضاً، لا يمكن للناس أن يمنعوا الشعر الرديء من الوجود، لكن المتذوقين والشعراء الحقيقيين هم من يحافظون على هويته رغم ما يعتريه من سوء. وما يقوم به الدخلاء عليه. هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى فإن المجتمع الرقمي له مزايا كثيرة وإن اعترته عيوب. فقد سهل وصول الناس للشعر من أي قطر أو مكان. وساعد الشعراء على نشر منتوجهم الشعري بقدر أكبر وفي نطاق أوسع. وزاد من فرصة معرفة الشعراء وتواصلهم عبر الحدود. الأمر الذي جعل الشعر أكثر حضورا وتوهجا.
"كائن بريء "
تشير الشاعرة منيرة نصيب إن الشعر غامض وهذه طبيعته ولا يمكن أن يكون الشعر واضحًا جليًا برغم وضوحه وبساطته وتضيف "الشعر هو الشعر والشعراء هم الشعراء رغم تغير الأزمنة وتطور مواده وموارده وفقاً لتلك الأزمنة، وليس مطلوب من أي شاعر أن يقول شعراً مفهوماً وسهلاً أو مرسخًا لحقائق أو رافضاً لها. وبرأي لا يمكن أن يخذل الفعل فاعله على اعتبار الشعر فعل والشاعر هو الفاعل، والفعل هنا ليس فنًا للتصديق بقدر ما هو فنًا للتخييل فلازال معتقدا في سلامة الزمن الدائري الذي يعني أن التاريخ يعيد نفسه رغم أنه تصور طوبوي لم يقم عليه دليل تاريخي واحد، وهو ما أشار إليه أُغسطين في قوله "إن الحقائق جميعها غير قابلة للتكرار، مثلها مثل الميلاد والموت ".
وتضيف بأن: هذا يعني أنه لا يمكن لأي شاعر أن يعيد خلق الحقيقة مرة أخرى إلا خارج الزمن. وليس مطلوباً من الفعل هنا وهو الشعر في جميع صوره وأزمنته أن يكون ذاكرة للبساطة أو الكثافة أو مرسخًا لحقيقة ما أو نافيًا لها. لذلك فالفاعل اليد العليا ومكانته تترتب على أفعاله التي هي بين قوسين (أقواله) بما أننا سنعتبر الشعر فعله الوحيد. ذلك الفعل المليء بالتناقضات فنرى عبر التاريخ القديم والحديث العديد من الأسماء التي كتبت شعرا منافياً لمعتقداتها والأمثلة كثيره جداً كأبي تمام الذي مدح الدين وآل البيت ولم يكن يصلي حتى، وشعراء شذو عن الطريق بهجاء بعض الحكام والأمراء وحتى الافراد وقتلهم شعرهم. وآخرون جعلوا من شعرهم مادة دعائية لتلميع صورة بعض الحكام والسلاطين والأمثلة كثيرة جداً مما لا يتسع الوقت لذكرها.
وتتابع منيرة: كل تلك الأفعال تصدر عن فاعل واحد بغض النظر عن توجهاته وانتماءاته وأفكاره وهو المسؤول الأول والوحيد عن فعله الذي هو (الشعر). لذا برأيي الفعل (الشعر) في جميع صوره المتناقضة ولو كان حقيقة دامغة يظل مجرد كائن بريء، والمسؤول الأول عن الخذلان بجميع صوره هو الفاعل (الشاعر) في كل الأزمنة والعصور. فلكل فعل ردة فعل.
وترى -صاحبة ديوان "العناق يجب ما قبله "أول باكورة أعمالها _إنه لا يوجد لا يوجد جواب واضح يمكن أن يجيب عن لماذا يتفاعل مع نص ويتجاوز الآخر وترجح أن الأمر منوط بالنص وقائل النص وموضوع النص بالدرجة الأولى. وتضيف " لذا لا يمكن معرفه سبب محدد لذلك ولكن الأقرب يمكن أن نقول " قربه من القلب ". بما أن الشاعر كائن عاطفي " قلبي " بامتياز".
وتؤكد نصيب إن الانحدار والرداءة كلمتان موجودتان منذ وجد الشعر وقد ساهم التطور التقني في تضخيم وإبراز ذلك الانحدار الشعري فقط مثلماً ساهم في إبراز عدد الأشياء الأخرى وإبرازها على السطح. "
وتضيف "طالما كان الشعر فن وهو برأيي من أجمل الفنون عبر الزمن، لذا يستلزم أن يكون الفنان لنقول عنه فنان متمكناً من أدواته متخيراً جيداً لألفاظه، فلا يمكن أن يكون الشعر واضحًا جليًا برغم وضوحه وبساطته الشعر غامض وهذه طبيعته، وليس مطلوب من أي شاعر أن يقول شعراً مفهوماً أو مباشراً. وبرغم كل ذلك نجد العديد من الشعراء يفعلون ذلك ولا أدري السبب الفعلي وراء ذلك ربما تماشياً مع زمن السرعة والتكنولوجيا الذي نعيشه أو لرداءة الشعر وهذا اعتقادي على الأغلب أذ لم يعد للعديد من شعراء زمنناً الحالي شكلاً خاص بهم أو طابع يميز شعرهم عن غيرهم ومع كل هذا وذاك لا يمكننا اعتبار أننا نعيش في أبعد مراحل المباشرة الشعرية".
"افتقاد للنبل والعدالة "
"وجود الشاعر يعتمد على وجود الشعر، والشعر يخذل الشاعر عندما لا يستحقّ لأن يكون شاعراً بالفطرة لا بالاكتساب من التجارب الأخرى والاتكاء على نٍتاجها "هكذا استهلت الكاتبة والروائية الشاعرة عزة رجب حديثها قائلة، وتضيف " وباعتبار الشّعر موهبة قابلة للتّطور، فهو أيضاً آيل للسقوط حين لا يخدم الشاعر قضاياه، ولا يؤمن أصلاً بوجود قضية في نصوصه الشعرية
وتابعت معلقة حول سؤالي لماذا يتفاعل الشاعر مع نصٍّ ويتجاوز الآخر، قائلة " أبرر لنفسي التفاعل مع بعض النصوص وتجاوز غيرها، بأنّ أصحابها يتفاعلون مع نصوصي، ولا يتجاهلونها وبما أنّ مواقع التواصل تفاعلية ذات صلة تبادلية فإنّ هذا هو الأجدر واللائق مع من يهتمون بالقراءة وفعلها، وعدا ذلك أتجاوز التعليق على نصٍّ نشأ حوله صراع بيزنطي فارغ، وأتجاوز التعليق على نصِّ لا أراه مكتملاُ بشروطه النثرية الجيّدة.
وتعلق صاحبة إصدارات روائية "سفر الريح ""وذاكرة بلا صور " "وجريمة هادئة "عن سؤال بساطة النصوص الشعرية والمباشرة في كتابتها جعلتها تذهب لمرحلة الابتذال؟ قائلة " منذ عصور طويلة ونحن نقرأ الشعر، نقرأ لشاعر مغمور نصاً عظيماً ونلاحظ أنّ أحداً لم يلتفت لما يكتبه من أفكار، ونقرأ نصوص بسيطة لشاعر معروف، ونلاحظ أنّ كمية التهافت جعلت للبساطة قيمة معرفيّة كبيرة.
وتضيف "إذاُ محددات النّص الشعري الجيّد ترتكز على الأفكار التي تعتبر اللغة مشاعاً لها، وأعتبرُ النّص البسيط هو النّص الذي يكتبه الشاعر بنفس اللغة التي كتب بها نصاً آخر، لا جديد لديه سوى إعادة تدوير اللغة والمفردات ذاتها، حتى أنّ الوقوع في المباشرة نهاية متوقعة في إحدى المحاولات، ها قد ذهب الأمر إلى الابتذال، وهو حالة شائعة وعامّة في الشعر، الابتذال يعني التّكلف والتّصنع في كتابة أفكار مكررة تُساق بشكلٍ آخر وقالب ٍ آخر.
وتواصل سمهود حديثها في إجابة حول الرقمنة ودورها قائلة "إنه زمن اضمحلال الأشخاص المصابين بالشوفنية الذين يعتقدون أنهم شعراء لمجرد أنهم طبعوا مجموعة دواوين، وهذا لا يعني أنّ كل شاعر طبع دواوين ما هو بشاعر، وما هو بتجربة فريدة، هنالك تفاوت بالطبع، تفاوت يبرئ العالم الرقمي من تهمة انحدار الشعر، فثمة مطبوعات شعرية هشّة ركيكة مستغرقة في الباطل، حصلت على ترقيم ردمك واُعتبرت معتمدة لنعترف أنّ العوالم الرقيمة فتحت آفاق الشعر، وأخرجت أسماء لها تجارب شعرية يُشاد بها، ولهذا يجب أن نؤمن بغيرنا، كما آمن غيرنا بنا، وعلينا أن نحترم التجربة الجيّدة، والفروق الفردية بين مواهب الشعراء
وتضيف "لقد مكّنت الفضاءات الافتراضية الشعر من تشييد خطاب جيّد، مشترك بين الجنسين، ونقلت الأسماء الورقية إلى عالمنا الافتراضي طوعاً، إلاّ أنّ الالتزام الأخلاقي تجاه الأسماء الناشئة افتراضياً التي لم تطبع ورقياً بعد، يفتقد للنبل والعدالة في إنصافها والتسامي مع جهدها، والتماسك أمام تميًّزها وقوة خطابها الشعري.
كما أنّ استلال الاعتراف بالشاعر لم يعد رهيناُ بالطبع الورقي، فقد قرأتُ دواوين كثيرة وصلتُ إلى الحكم عليها بأنها لا تصلح للقراءة، ولا حتى للطبع حسناً ستقولين لي ماذا عن انحدار الشعر؟ ينحدر الشعر عندما لا نرى شعراً ولا نصاً ولكن نرى الإشادة به مزورة، ينحدر بسبب المحنة الثقافية المزورة، وينحدر أيضاً عندما يمارس اللصوصية الفكرية، ينحدر عندما يكون مقص الرقيب غير نزيه وسليط، ولسانه جاف و إقصائي لا يجيد معالجة الإسفاف قدر ما يجيد إطلاق الأحكام البائسة على الحالة السائدة دون أن يملك مفتاح التغيير، الذي يكمن في نشر التنوير، ومناقشة الأعمال بحيادٍ تامٍ، وكتابة الآراء بأسلوب بعيد عن الاستفزاز فيبني بدلاً من أن يهدم، ويراعي الأقلام الجيّدة بدلاً من أنّ ينتظر منها التفوق في علو قد لا تستطيع التحليق فيه أبعد مما تسمح به قدراتها اللغوية.
غياب الاكرة المتخيلة ...!
"كالروح التي تقودنا في الحياة ولا يمكن رؤيتها، وكالعطر لا يمكننا معرفة السبب للرائحة اصلاً. هكذا هو الشعر،" هكذا استهلت مشاركتها الشاعرة التشكيلية سعاد الشويهدي قائلة وأضافت "انوجد في الروح وقاد الانسان في سياق مفتوح حتى صُنف " الشاعر" ...صيرورة انسانية تاريخية تساهم في بناء الذاكرة البشرية."
وأردفت الشويهدي "منذ القدم وبدون الخضوع لتاريخ منتظم او مصنوع ليتمسك بأهداب الكتابة، ويقاوم التلاشي حمله الكثير من عـبق الطبيعة والكثير من التناقضات والخسارات وحوله لفعل وجودي في فن القول والكلمة والتصور هروبًا من ثقل الوجود ...وللذاكرة المتخيلة ان تثبت وجود الشعر الحقيقي والشاعر الحقيقي معًا. هنا لا يمكن للخذلان ان يُتـوج في هذه البيئة الا بغياب الذاكرة المتخيلة.
ومع تغير الازمنة تغيرت القيم والنظم و صارت اكثر طواعية لحاجات الزمن ، الزمن الذى ربما لا يتدارك فيه الشعراء هذه التغيرات و مؤسساتها التي ترعى النظم و تعاملها مع متطلبات الشاعر والذى بدوره قد يكون قابلاً بهذه النظم او ساخطًا عليها ، و بالتالي غياب اللغة الشعرية بطاقاتها التخيلية تتعزز تتسع او تضيق في ظل الطبيعة المرتبطة بدرجات التركيبة المعرفية لهذه المؤسسات التي تقود نشاطاتها الثقافية اما ان تكون كما يأمل او ان تقوض روح الشعر فيه فتسقط وظيفته الشعرية و تًخذل ."
وترى الشويهدي إن الذات الشاعرة تستنطق ما حولها وتحيله الى حالة محسوسة من الانتباه والتفاعل والمخيلة والتأثير والأثر، وتضيف " وتمنحه دهشة ولذة وتفكير وتحليل واستنطاق، ويحسب هذا ايضا للذات المبدعة في أكثر الفنون الراقية. فالذات المبدعة التي تفلسف الحدث توحد احداثه الداخلية مع الخارجية ليكون التأويل من حصة المتلقي.
والتفاعل المباشر مع الحدث يبدأ من لحظة اقتناص الفكرة ليتحول الى كلمات فـتتفتح القصائد المكتوبة، وتُـرسم اللوحة، وتعلو لغة الشعر. وعندما يكون الشاعر ابنا لزمنه ولغته فان تجربته الشعرية تحمل في جوهرها حاجة ماسة للخلاص اقترابًا من المطلق، وكل تجربة شعرية لا تنبئ على تجربة روحية هي تجربة ناقصة. لهذا فان النص الذي يُعبر عنه كحقيقة وجودية يعيشها الشاعر، وينتهي فيها هي تجربة روحية واعلاء شعري لا يمكن للشاعر التجاوز عنه ابدًا.
اما بالنسبة للنصوص التعبيرية التي يمارس كتابتها بعض الشعراء بصفة مؤقتة دون إدراك طبيعتها ويكتبونها دون ان يعيشونها هي نصوص جمالية تعيش في النص ولا تعيش في الشاعر، بل يغادرها الى طرق اخرى."
وتؤكد الشويهدي إن التكنولوجيا الرقمية لعبت دورا كبيرا في ابراز الاصوات الشعرية المختلفة ومنها الجديدة وخلقت بيئة ثقافية بين الشعراء في مختلف انحاء العالم تقول " وشكلت جانب حيوي في عملية الاتصال عند تعذر المشاركة في الملتقيات والفعاليات المباشرة، هذه المواقع دفعت بأصوات مختلفة منها المتميز والرفيع المستوى، ومنها الرديء. أي بمعنى آخر ان التكنولوجية الرقمية ليست دائمًا دافعة للأصوات الشعرية الجيدة بحكم انها تنشر لمختلف الفئات المهتمة وليس بالضرورة المتخصصين في الشعر ما جعل هذا الفضاء مملوء بسلبيات وايجابيات تدفع ببعض الاصوات الى مكانة ليست لهم وتهمش من هم الافضل لتسليط الضوء عليهم كشعراء حقيقيين."