حنان علي كابو
قلم يضج بالحرارة العالية ،موسوم بالحنين ،بالغياب وصفعاته، بالفرح حد الرقص والحزن حد الجزع ،بالغربة حد الوحدة. بدمعة يتيم ومقعدان خاليان من الانتظار وثرثرة الموج في حضن البحر .
اختبأت جميدة سليمان عمرا من الزمن تحت فوضى الحواس الذي منحها الشجاعة للبوح بعيدا عن قيد القبيلة ورجالاتها تقول في ذلك "هي حالة مختلطة من المشاعر والاحاسيس فيها الفرح حد الرقص وفيها الحزن حد الجزع وفيها الخوف حد الفزع ... فوضى كما الفصول الأربعة في آن واحد ،اسم مستعار منحني الشجاعة في البداية للبوح لأن اتنفس بحبر أزرق منسكب بأريحية على نصاعة الورق، فوضى اسم فيسبوكي لكن في الواقع كتبت بإسمي الحقيقي في الصحف الورقية والالكترونية أحببت في البداية أن اكتب باسم مستعار بعيدا عن قيد القبيلة ورجال القبيلة".
تميزت بنصوصها النثرية كما صنفها أهل الثقافة من أدباء ثم اتجهت للقصة "
كتبت نصوص نثرية ثم مشهدية حسب بعض المتابعين من أدباء ومخرجين صنفت بعض كتاباتي على إنها أقرب لكتابة السيناريو ..ثم جاءت القصة ..من واقع معاش تلاطمت بأغلب ابطال القصص واقعيا ،بدأت مشواري منذ كنت طالبة في الصف الثانوي كنت ألتهم كل كتاب يقع بين يدي ..قرأت كثيرا وقد نشرت نصوصي آنذاك في صحيفة الشلال ،ودارنس، والإفريقي درنة .وصحيفة الصقور طبرق، والثورة البيضاء إن لم تخني الذاكرة اعتقد اسمها صحيفة الثورة، ..أيضا نشرت في صحيفة أخبار بنغازي وجريدة الحقيقة وصحف إلكترونية عربية كثيرة"
ما بين الغياب والفرار تنتهكها الغربة من واقع " يجز عنقي كلما حل المساء"
تتأرجح في كتاباتها ما بين القصة والنثر تقول "إذا كانت الفكرة او الحالة الوجدانية التي اعيشها مرتبطة بحالة سردية اذا ستولد قصة، اما اذا كانت غير ذلك فإن الشعر هو المسار"، وتضيف "وحدها الحواس من تمنح الحبكة والدراما والتشويق "
ترى حميدة من خلال متابعتها للمشهد الثقافي إنه" يشهد حاليا فترة ازدهار تحتاج الى وقفة من وزارة الثقافة"
حميدة التي تنصب بجدارة شراك للحظات المذعورة تميز اسلوبها بسلاسته وطلاقته وحبكته الجميلة "كل الاحداث اليومية التي أمر بها تشعل قلمي ..أحداث وتفاصيل قد يراها الآخرون عادية ..لكنها تستوقفني وتحتلني ..تثير الغبار بأعماقي ..دمعة يتيم ..عجوز تحمل كيس الخبز وتقف في طابور امام الفرن ...مقعدان خاليان في حديقة ..ارتطام الموج بصخور الشاطئ ..صوت زخات المطر على الصفيح ،مياه الامطار وهي تكنس الشوارع ...كل هذا يستفز قلمي ..ليخرج نصا ممزوجا برائحة احتراقه "
وترى إن الكتابة ليست اقتناص ...: الكتابة تفاعل ما بين الكاتب والواقع... وكلما كان هذا التفاعل قويا كلما كانت حالة الكتابة اكثر صدقا واكثر تعبيرا"
وتختتم حديثها "هناك علاقة وثيقة مابين القصة والشعر....... للشعر ايقاعات جميلة وموسيقى داخلية وخيال خصب . ولا ننسى ان الشعر كان سباقا للقصة ولهذا هي من تأثرت به وحاولت محاكاته ... وعندما يكتب الشاعر القصة ينعكس كل ذلك في قصصه التي تجعلها لغة الشعر مميزة وفريدة"