حنان علي كابو
بانتقاء شديد متنوع أعلنت دار الفرجاني للنشر والتوزيع عن حزمة إصدارات جديدة سيشهدها الوسط الثقافي، في شتى المجالات رواية ،قصة ،ترجمة ،وبأقلام مبدعة لها قرائها ومتتبعيها، ومن المتوقع طرحها في المكتبات في آخر سبتمبر .
في هذه الحوارية سلطنا الضوء عن مصادر قلق صناعة النشر، وتأثير الأوضاع التي تمر بها البلاد ،والقيود التي تفرض على حركة الناشرين ،وتحديات الكتاب الرقمي .
أشار الأستاذ غسان الفرجاني عن دار الفرجاني للنشر والتوزيع حول معايير الاختيار الإصدارات، أن الدار تتحرك بجدولة أعمال واضعين نصب أعينهم الأعمال التي تتمشى مع أهدافهم في النشر قائلا " نحن نتحرك بجدولة الاعمال بوقت زمني اقله ستة الى تسعة اشهر. نحاول ان ننتقي الاعمال التي نعتقد انها جيدة وتتماشى مع اهدافنا في النشر الادبي. نحن نريد تنويع إصدارات دار الفرجاني التي عادة هي مشهورة بنشر تراجم وكتب عن التاريخ الليبي. نهدف الى الاستمرار بنشر هذه الكتب بالإضافة الاعمال الأدبية.
وأضاف "طبعا نود ان ننشر اعمال الكتاب الليبيين التي تتوافق مع المستوى الذي نريد أن نصل له أي تتنافس في الأسواق العربية. بالإضافة الى نشر أدب الروايات للكتاب الليبيين نود أن ننشر لكتاب من الدول العربية المختلفة، أيضا لدينا خطة لنشر الأدب المترجم وأدب الأطفال والتاريخ والسياسة مستقبلا، بالنسبة لهذه العناوين التي ستنشر قريبا فنحن اخترنا التوقيت ونحن نعتذر عن بعض التأخير في مواعيد النشر.
وحول أهم التحديات التي تواجههم مع منافسة الكتاب الرقمي يعتقد السيد غسان إن الكتاب الرقمي الصحيح مكمل ومساعد للكتاب الورقي حيث قال ". لا اعتقد ان هناك اية مشكلة بالنسبة للكتاب الرقمي الصادر من ديار النشر وبطريقة قانونية، نحن نعتقد إن الكتاب الرقمي الصحيح مكمل ومساعد للكتاب الورقي. أما الكتب المزورة والكتب المنسوخة إلى ملفات pdf فهي لا تختلف عن الكتب الورقية المقرصنة، هذه النسخ تهدر حق الكاتب الذي يسرق منه/منها جهدهم وكذلك لدور النشر التي تستثمر في هؤلاء الكتاب وهذه الكتب ."
وعن الاستهلاك الثقافي الذي يعتقد الكثير إنه في تراجع يرى أنه لا توجد إحصاءات لتدعم هذا فهناك قراء ومتابعين، ويضيف " نحن الناشرين الليبيين لدينا حصتنا من اللوم. ليس لدينا سياسة توزيع جيدة، وهناك مخاطر التعامل مع بعض المكتبات التي لا تفي بوعودها بالدفع في الأوقات المحددة وغيرها من المسائل التي تجعل عملية النشر صعبة على الناشر الليبي لكي يخلق السوق المناسبة لإنتاجه، لدينا المزيد من الاجتهاد لنحقق النجاح في هذا المجال."
أما عن الخطة المعينة التي وضعتها الدار لإنقاذ وصناعة النشر وتشجيع على القراءة يقول: نحن أبناء الفرجاني نشعر أن هناك مسؤولية وارث علينا الحفاظ عليه والقيام بتطويره حتى خلال هذه الظروف الصعبة التي تمر بها ليبيا، ويضيف الدار ما هي إلا أحدى ديار النشر الليبية ونحن سنقوم بما نقدر عليه في الوقت الراهن ولكن نحن وديار النشر الليبية نحتاج إلى دعم على الأقل المعنوي، نحن في دولة ليست بها مكتبات عامة أو مراكز ثقافية عديدة، ولا نوجد مكتبات بالمدارس أو الجامعات الليبية التي بإمكاننا أن نزودها بالمنتجات، أيضا لوائح وقوانين التجارة الخاصة بالناشرين وأصحاب المكتبات حيث أننا نعتمد على الحصول على العملة الصعبة من السوق السوداء لإتمام مشترياتنا أو الطباعة والشحن، لا تتوفر لنا آلية التحويلات المصرفية كما هو متوفر للصناعات والأنشطة التجارية الأخرى.
وحين سألناه عن إمكانية التغيير الجذري أجاب: لا نعول على التغيير الجذري خارج حدود عملنا ولكننا فعلا نحاول ان نغير من طرقنا في النواحي التي نعتقد اننا نحتاج إلى التحسين في أداءها.
-وأوضح حول لجوء دور النشر بالاتفاق مع المؤلفين إلى صناعة كميات محددة ،ما يسمى "بطباعة قيد الطلب" بأنه: إلى هذه اللحظة لم نقم بهذه السياسة عندما نقبل عمل نحن نود أن يكون ناجحا بحيث يكون بإمكاننا تسويقه وبيع النسخ المطلوبة لتغطية التكاليف، ما اقصده انه دارنا تستثمر في الكاتب والكتاب في الكتب التي نقبلها ولا نكلف الكاتب بأية تكاليف.
وأشار إلى أنهم يتعاملون مع السعر والخصم من حيث ارتفاع تكاليف النقل ،وارتفاع أسعار الكتاب بناء على سياسة التسعير، آخر عشرة كتب تم نشرها سعينا بأن تكون بأسعار مناسبة للسوق. ولكن بعد الكورونا والحرب الروسية الاوكرانية، كان هناك ارتفاع كبير في جميع مراحل انتاج الكتاب، نحن نشتغل بمعادلة نعتقد أنها معقولة لتأخذ في الاعتبار هذه التكاليف ونسبة التخفيض للمكتبات وتكاليف النقل وتكاليف التسويق وغيرها.
وأكد على أن : عدم الاستقرار السياسي خاصة في ليبيا وعامة في العالم الأكبر تشكل مصادر قلق على صناعة النشر، والتي هي صناعة مهددة تحت أحسن الظروف.
_فيما لفت للقيود التي تفرض على حركة الناشرين من قبل المعارض، وتأثيرها على ضعف الرؤية الاستراتيجية لدى دور النشر قائلا: بالنسبة للمعارض، نحن للأسف لم نشترك إلا في معرض القاهرة الدولي، الاشتراك في المعارض شيء مكلف وعليك كناشر أن يكون لديك رصيد كبير من الإصدارات التي يمكن تسويقها عربيا وليست محدودة للسوق المحلي، وهذا سيكون جزء من استراتيجيتنا المستقبلية.