حنان علي كابو
تقودها شعريتها فتلمس شغاف الروح ،تنساب نصوصها شوقا ولهفة وحرقة غياب ،تلامس حروفها فتتحول لسحب من المارينج شهقتها الأولى في عالم الشعر .
الشاعرة نجاح بن علي ،والحديث عن الشعر وأولى اصداراتها ...
تجدلين خيوط الشعر فيمتزج عسله بلعابك،كيف كان أول لقاء بينكما ؟
لقاؤنا الأول كان لقاء بلا موعد ودون انتباه مني ،لقاء الصدفة الخير من الف ميعاد. لقد سعى الشعر نحوي دندن موسيقاه في هدوء تسرب داخلي وغفى لسنوات عديدة دون أن يحرك ساكناً . لقد كُنتُ طفلة مدللة مقربة لخالي الشاعر. عمر المكاوي أُرافقه أينما ذهب لنادي الأفريقي لكواليس المسرح و لمنتديات الشعر . كان وأصدقائه الشعراء (عبد الباسط الدلال وعلي الخرم ) يرتلون مشاعرهم في أبيات مقفاه ويدندنون موسيقى الحب والجمال وأنا ألهو بالقرب منهم تشاكسني القوافي بجمال خواتيمها وصورها البديعة. و عندما وصلت لسن المراهقة اقتنيتُ العديد من الدواوين وكان لنزار نصيب الأسد منها ، هكذا دنوتُ أكثر من عالم الشعر و الشعراء . في فترة لاحقة ابتعدتُ عن الشعر ، فقد جذبتني الفلسفة وعالم الفكر وبعد كم من السنوات وجدتني بين أحضان الشعر أقرأه وأكتبه وأنتشي لسماعه ، فيه وجدتُ ملاذ السكينة وبهاء الجمال . هكذا غفى الشعر داخلي لسنوات عديدة ثم تجلى معلناً ولادته كما ولادتي.
ماذا فعلت بك المارنج لتمنحيها أولى شهقاتك البكر؟
المارنج ناصع البياض هلامي الملمس كالثلج يبدو كالسحاب يبدو. وكقلبي الهش الذي يدندن خفقان الحياة . سحب المارنج نص ولد تباعاً لامس جوانب من روحي ،أطل عليها كما أطلت هى عليه. هذا النص رسمني وكتبني قصيدة ،وعلى غرار لغة النص أقول لسحب المارنج : ليس ضرورياً أن أقول لك أنك جدير بأن تكون شهقتي الأولى في عالم النشر.
هذا النص السري كتبت على بابه مغلق لحين اللقاء من يمنح الشعر ثورته؟
الحب يمنح الشعر ثورته كما الفراق يفعل ذلك وللشوق و الوله حديث أخر ، حديث يداعب وجنتي الأمل فتولد نصوصاً مكتظةً بالجمال . واللقاء قد يكون بهجة وقد يثير الوجع ، قد يكون بوحاً وقد يكون صمتاً يتألق فيه الخيال. الشعر يقف على مرمى الإنصات يمتلئ بالحياة ومن ثم يفيض ُحروفاً ترسم الشاعر
توظفين في نصوصك اليومي فتمنحينها خصوصية. هل كان تجلي أم لصالح النص؟
. فيما يتعلق بالخصوصية والشعر بعض النصوص أو بعض المقاطع الشعرية تبدو كدفتر نسجل بها خواطرنا ويومياتنا ،بعضاً منها قد يبدو للأخر غير مهم لكنها للشاعرة وللشاعر لحظة فارقة لحظة قد تكون لحظة شجن أو وله أو بهجة ذكرى طافت بالخيال أياً كانت تلك اللحظة هي لحظة مست الذات وايقظت المشاعر ، قد ترتسم ابتسامة وقد يهطل غيث دموع ، هي لحظة تجلي لحظة صدق مع الذات يكتبها الشاعر وهى دليل تفاعل الشاعر مع أحداث حياته و جرأة القصيدة التي تجسد تماهي الذات الإنسانية مع الذات الشاعرة . فيما يتعلق بسبب كتابتها في بعض الأحيان يكون التوظيف لصالح النص وذلك لزوم الجماليات أو السياق الشعري وفي أحياناً أخرى تكون كتابتها تجلي وتكمن أهميتها في أنها تخلق مساحة تواصل بين الشاعر والمتلقي فيشارك الشاعر القراء في تفاصيل من حياته أو هواجسه فتدنو المسافة بينهما ، وهو مسار تميزت به القصيدة الحديثة ، هو اتجاه لم تألفه القصيدة الكلاسيكية
الترجمة أي أبواب تفتحها للشاعر؟
تفتح الترجمة للشاعر آفاق الانتشار ،توصله للعالمية لكنها محفوفة بالتوجس . السؤال هل يحتفظ النص بروحه ورسمه بعد الترجمة؟ القصيدة ليست حروف مصفوفة هي عبق الروح وفيض الذات فإن لم تتمكن الترجمة من بث هذه الروح في النص المترجم فإنها تسئ للنص وتفقده جماله وهذا ما يجعلنا ننعت بعض النصوص المترجمة (بالركيكة) مع إنها بلغتها غاية في الروعة. ما نحتاجه في الترجمة هو القدرة على نقل المشاعر والصور الشعرية للغة أخرى تتباين ولغتنا وثقافتنا وذوقنا الجمالي ، يجب مراعاة روح النص ،موسيقاه ،لغته وصوره التي انتقاها الشاعر للتعبير عن حالته الشعرية. وهذا لا يعني إني لا أقرأ النصوص المترجمة بل هناك نصوص مترجمة تستهويني ولا يعني أيضاً أني أرفض ترجمة نصوصي فقط ما أعنيه هو أن يتسم المترجم بقدرة على نقل النص للغة أخرى بذات الروح التي تسكنه ، وأعتقد أن هذا مرتبط بعدة أمور اللغة المترجم إليها النص وما تمتلكه من صور وايقاعات وموسيقى ومرتبط أيضاً بقدرة المترجم على خوض تجربة توليد معاني باللغة المترجم إليها النص هي ذات المعاني التي يحتويها النص . ويبدو لي أن المترجم الشاعر هو الأقدر على ذلك ، كونه يمتلك قدرتان ،قدرة التخيل و قدرة أن يعيش الحالة التي عاشها الكاتب ،الحالة التي أثارت الشاعر فولد النص. هو بالتأكيد أمر ليس بالهين لكنه ممكن. عن نفسي بودي أن يترجم شعري للغات أخرى ، فقط أن يحظى بمترجم قادر على رسم ذاتي الساكنة بين دفتي الديوان ويحاكي موسيقى نصوصي.
الشعر محاولة بوح أم توثيق لحظة هاربة؟
اعتقد الأثنين ، حين يكون الشعر بوحاً يكتب نفسه دون تكلف هو في تلك اللحظة أقرب للصدق وأدنى للقلب ،حينها يكون الشعر فيض وجدان و استنطاق للذات . الشعر حين يقرر الإفصاح عن المشاعر يتجلى قصيدة . وقد يكون توثيق للحظة هاربة ،فيفضي على تلك اللحظة بريق الخلود. قد تتسم القصيدة بالجرأة تُطل على يوم الشاعر توثق حدث ما ،تضفي عليه لمسة جمالية ،فتنصهر في بوتقة الشعر ذات الإنسان وذات الشاعر. الشعر من وجهة نظري بمنأى عن الاستدعاء ،يهبط من سمائه غيث حروف إن لم يجد باب التوثيق مفتوحاً يغادر ولا يعود . أحاول دائماً أن أُحسن ضيافته وأستقبل هطوله بالتدوين حتى في عتمة الليل ،القلم والورق دائم الحضور وإن تكاسل التدوين فر الشعر هارباً بعنفوانه. لا أذكر أنني تمكنتُ يوماً من استرجاع نص مر كطيف بخيالي ولم أُدونه بذات اللحظة. الشعر يضج بالكبرياء إن لم نهتم بولادته المفاجأة يرحل بصمت ولا يعود.
الاطباق تشتاق دهشته.
الله الله
وأنا أشتاق همس شفتيه على كتفي ....
الغياب ماذا فعل بنصك المشتاق؟
بل ماذا فعل بي؟ امتلاء حد الإحساس بالحضور. حين يكون الكوب الشفاف ممتلئ بالماء نعتقد أحياناً أنه فارغ وحين يكون فارغاً نظن حين ننظر إليه من بعيد أنه مملوء. مفارقة الوجود الأثيري والوجود المادي والغياب الذي يترصدنا. قد نعتقد أن الوجود والغياب لا يلتقيا لكنهما التقيا في نصي كما في شعوري ،هو في حاضر الحضور. ويظل للغياب ندوب على جبين القصيدة ندوب الشوق
أشتاق الأمس
يبتسم ثغري
أشتاق صوتك
أنصت لحفيف الشجر
أشتاقك
فتحملني خطاي صوب المرآة
أشتاق الشوق
فألحق سرب اشتياقي
اشتاقني
فأكتب قصيدة عن الشوق.
الشاعرة في سطور .
نجاح محمد بن علي أستاذة الفلسفة بجامعة درنة
نشرت نتاجها في الصحف والمجلات : مجلة الثقافة الليبية / مجلة فسانيا الورقية مجموعة فيروز للأدب /مجموعة تغريدات نحلة/مجلة عطر الاصالة الالكترونية/جريدة عالم الثقافة/مليون شاعر من كوكب زحل/منبر الادب الليبي والعربي و العالمي/بيت النص/مجلة لؤلؤة الابداع ادبية ثقافية فنية انسانية/السقيقة الليبية /مجلة الابداع بالألوان/ أكاديمية كازا بلانكا للثقافة /مجلة عزف اليراع للتميز الشعري /اقلام ادبية/نادي الهايكو العربي /مجلة منتدى الحرف الثائر/ مجلة ملوك الحرف الإلكترونية/ مجلة منتدى الورق الثائر و ورق الخيال / مجلة المثقف العربي الادبية الالكترونية /
............................................ الوظائف التي شغلتها في مجال عملي الوظيفي ـ الإداري و الجامعي ـ: مدرسة بمدرسة الزهراء الثانوية المسائية للبنات درنة (1986-1987) مدرسة بمدرسة الزهراء الثانوية الصباحية درنة (1988-1996) مدرسة بالمدرسة الليبية بدولة ماليزيا (1997-1999) مدرسة بمدرسة المنار الثانوية للبنات درنة (2001-2005) عضو هيئة تدريس بكلية الآداب و العلوم (جامعة عمر المختار فرع درنة) (2012/2/1) حتى تاريخه رئيس قسم العلوم السلوكية بكلية الآداب و العلوم جامعة عمر المختار فرع (درنة) الأن عضو هيئة تدريس بجامعة درنة المقابلات الإذاعية: لقاء اذاعي في برنامج قرة اعين (اذاعة درنة) لقاء اذاعي في راديو الوطنية برنامج سلامتك العنف ضد المرأة 26. 11 2020 عضو .عضو برابطة 17 فبراير النسائية 2011 ..عضو بمنتدى إيلاف الثقافي 2012. 2013 عضو بالجنة المنضمة لبرنامج تطوير أداء اعضاء هيئة التدريس بجامعة عمر المختار فرع درنة 28 /5 / 2012.- 2/ 7 / 2012 ..عضو في جمعية شباب النهضة فرع درنة 2014 ...........................................................................................المنظمة الليبية للعمل الاجتماعي و الثقافي و التنمية ..عضو بهيئة التحرير في مجلة درنة المصورة رئيس فرع جمعية البراءة للطفولة درنة عضو بالاتحاد النسائي درنة و المكلف بالأشراف على برامج التنمية البشرية .عضو في جمعية النهضة 2021 عضو بالجمعية الفلسفية 2022 ...................................... المشاركة بحلقة نقاش حول مسودة الدستور تنظيم المركز القانوني درنة حضور لقاء مع وزيرة الدولة لشئون المرأة لمناقشة عدة محاور :قانون حماية المرأة من العنف - وضع الية لخطة تنفيذ قرار 1325 والقرارات المكملة له -المشاركة السياسية للمرأة في الانتخابات المقبلة 13/8 /2021 بنغازي القاء محاضرة بعنوان استراتيجية الإدارة التربوية 8/ 3/ 2018 بأشراف المركز العام للتدريب وتطوير التعليم درنة المشاركة بورشة عمل (حقوق الإنسان بنضرة عالمية) بأشراف مفوضية هيئة الأمم المتحدة العليا لشئون اللاجئين 10_12/9 /2011 درنة ترأس وفد جمعية البراءة للطفل الخيرية المشارك في فاعليات المهرجان الثقافي الرابع لإبداعات الأشخاص في وضعية إعاقة تحت شعار (الثقافة و الفن حوار السلام انا المبدع) المقام بالمملكة المغربية 15: 22 /1 / 2013 المشاركة في إعداد كتاب البراءة لحقوق الطفل اعداد و تنفيذ و إشراف جمعية البراءة لطفل الخيرية برعاية منظمة كرييتف الأمريكية 2012 عضو بحزب (ليبيا للجميع) وعضو باللجنة الثقافية