حنان علي كابو
اتّساقاً مع دورها التنويري والتثقيفي الذي تنهض به الجامعة الدولية للعلوم الطبية ، متوازياً مع رسالتها الأكاديمية .وضمن مناشط الموسم الثقافي الأول ، وبرعاية مجلة "أكسيولوجيا " شهدت القاعة الرئيسة للجامعة الدولية ندوة حول السياسات الثقافية ودورها في تأكيد الهوية، انتظمت الندوة في أربع جلسات علمية بإدارة الدكتور أمينة المغيربي.
التوعية بأهمية التنوع الثقافي
يرى الأديب رامز النويصري رئيس مجلة الفصول الأربعة ومسؤول موقع بلد الطيوب ،والذي شارك بورقة بحثية عن - السياسات الثقافية" المفهوم والواقع "
أن هذه الندوة ساعدت بشكل أدق على التوعية بأهمية التنوع الثقافي، وضرورة إدراك إبعاد هذا التنوع وتشكيله للثقافة الليبية.
وحول سؤالي عن الوسط الثقافي الذي يتهم بالنخبوبة والشللية ،كيف يمكن تجاوز هذه النظرة ،رغم كل التداعيات التي تحدث للبلاد وتأثيرها على الحياة الثقافية ؟
أجب قائلا "بأن تكون للدولة سياسات ثقافية حقيقية يتم العمل عليها من كل الطراف، وتحويلها إلى خطط تنموية تمس كل مكونات المجتمع، تتعاون فيها مؤسسات الدولة الحكومية وغير الحكومية."
التمويل الحكومي للأنشطة الثقافية .
ومن جهته ألقى مؤسس المختبر الليبي للسياسات الثقافية الأستاذ حسام الدين الثني ورقة بحثية عن التمويل الحكومي للأنشطة الثقافية وأشار في ملخص دراسته استكشاف أوجه القصور والتشريعات ،والأهداف الاستراتيجية والممارسات المنظمة لمجال التمويل القطاع الثقافي الغير الحكومي ،وخلص الباحث إلى أن ضعف التصور العام لدى القائمين على صوغ السياسات الثقافية في ليبيا وصناع القرار وضعف درايتهم بقضايا الحقوق الثقافية والإدماج الاجتماعي والامن الثقافي والاقتصاد الإبداعي قد حالت دون بلورة تصور واضح لدعم القطاع الثقافي الغير حكومي بوصفه شريكا في صوغ السياسات الثقافية .
كما أكد على خطورة شح أو غياب مصادر التمويل للأنشطة الثقافية وما يترتب عليه من سيطرة تدريجية لمصادر التمويل الخارجي لاسيما المنح الغربية التي غدت أهم مصادر التمويل للقطاع الليبي الغير الحكومي والتي قد تستعمل وسيلة ضغط على المجتمع المدني في ليبيا عبر الإيقاف المفاجئ لنيل مكتسبات محددة ،ويتيح أيضا تهديد الأمن الثقافي الليبي .وأوصى الباحث على ضرورة التكاثف وتأسيس تنسيقية وطنية لتنمية مقترح مشروع وطني للسياسات الثقافية في ليبيا .
الحياة الثقافية ترف أم حاجة ؟
كما سلطت الضوء الأستاذة ريحانة العمامي في ورقتها البحثية عن حق الانخراط في الحياة الثقافية ترف زائد أم حاجة سايكولوجيا ،حيث سعت الباحثة عبر مقاربة سايكولوجيا الي استكشاف مؤشرات أولية تندرج ضمن دراسات استطلاعية ،حيث ترى الباحثة أن هذه الدراسات يتسق بموضوع السياسات الثقافية حيث أن نتائجه تدعم التوجهات الرسمية للدولة في مجال الحقوق الثقافية وفق مقاربة حقوقية ينتهجها صناع السياسات الثقافية ،وتوصي في ختام دراستها بضرورة أخذ المقاربة الحقوقية التي ترى أن الانخراط في الحياة الثقافية حق أصيل من الحقوق الإنسانية للأفراد
كما توالت الأوراق البحثية فعن جدلية العلاقة بين الحضارات والتاريخ المعاصر للهوية الوطنية تحدثت الأستاذة مفيدة محمد، وعن ترويض الذاكرة من الصراع إلى الإبداع ألقى الضوء الأستاذ صالح بالخير، في حين سلط الضوء الأستاذ مفتاح الزاوي عن- الرقمنة الثقافية: التشريعات والأهداف، أما الأستاذ عبد المجيد بن دله. فحملت ورقته - الأرشيفية الرقمية للموروث الفني ،وعن - الطعام والهوية الثقافية كانت ورقة الأستاذ أسامة الطشاني، واختتمت الورقات بالأستاذ فرج السليني وورقته التي حملت عنوان " الليبي في شاشة الآخر".
صياغة سياسات المجتمع ..!
وتشيد الشاعرة القاصة الدكتورة آية الوشيش بالتنوع الثقافي الذي لاحظته في البحوث المقدمة في هذه الندوة من خلال متابعتها لها حيث قالت "
الحقيقة كنتْ سعيدة جداً بالتنوع الثقافي في البحوث المقدمة من قبل البُحاث التي نفتقدها مؤخراً ونتعطش لها، وما سر خاطري أن الفئة الكبرى من البُحاث المتقدمين بالأوراق البحثية هم شباب وهذا دليل ملموس على تفتح هذا الجيل وحماسة نحو الحياة البحثية المغرية ،ومما لا شك فيه مثل هذه الندوات لها أهمية في توسيع دائرة التعاون الفكري بين الأساتذة والبُحاث من الطلبة ولها نتائج يمكن من خلالها صياغة سياسات هذا المجتمع التي تعتبر كقاعدة لفهم كفية بناء الأسس السليمة للقرارات وتنفيذها من قبل الدولة"
