لاقت رواية "سوق الحشيش "إقبالا كبيرا وتلقفها الجمهور القاريء بصدى عميق ،فهي في قائمة الكتب الأكثر طلبا حسب التصنيفات الشرائية .
تغوص "وريدة " البطلة الساردة في عمق الحكاية وتأخذنا إلى ذكرياتها وطموحها ...لتصعد بنا إلى متن أحلامها في شوارع وأزقة البلاد لتعيد لنا الرائحة التي لاتخطئها أعين الحنين .
وبباكورة أعمالها تطل علينا الروائية عائشة بازامة بعد عقود طويلة في محراب الشعر ،فكانت "وريدة " مضمخة بزمن جميل ....
تعد "وريدة "وجبة غزيرة من المعلومات التاريخية ،من أين اعتمدت على استقاءها ؟
معلوماتي كانت معايشة للزمان والمكان ، ولدتُ وترعرعت في سوق الحشيش عايشت كل لحظات كتبتها كما لو كنتُ أنا شخوص الرواية جايلت العديد من افرادها ..كنتُ أحاول ألاّ تخطيء عيني أو تفوت أحدًا لأن المكان كان يعج بالناس وبالحياة . كان الحلقة الأقوى في ذاك الزمن من حيث التعداد ومن حيث مركزيته وسط بنغازي ، حاولت إظهار الشخوص من خلال ( وريدة ) حتى تكون هي الشارة للبدء ولنهاية الجزء الأول وحاولت ألاّ تتحدث باقي الشخوص عن نفسها لي غاية في عدم اتباع أسلوب البولوفينية في السرد وفضلت اللغة البسيطة السهلة بما يتناسب وتلك الفترة .
السيرة الذاتية تعد فنا إبداعيًا مترسخا في المشهد الادبي ،هل يمكن اعتبار "وريدة "سيرة ذاتية للروائية بازامة ؟
المعلومات صحيحة كلها لكن اسم وريدة فقط غيرته لطلب من السيدة نفسها . وحرصاً على مسيرتها الحياتية _( وريدة ليست سيرة ذاتية لي ) لكنها سيرة فتاة مجايلة لي وعشت معها ، ومنذ 2005 م وأنا أقنعها بجدوى كتابتها وسيرتها ..مع بعض التحفظ على أسماء محيطها وعائلتها وقد وافقت عندها خرجت الرواية للوجود ورحلة حياتها. علماً أنّها كاتبة رائعة لكنها اعتزلت الكتابة منذ زمن بعيد _
هل ثمة دلالة معينة لاختيار اولى روايتك باسم انثى ؟
نعم أردتها البداية وقد كانت فكرة إبنتي إسراء فأخذتُ بها ووضعت هذا العنوان للرواية الكاملة في جزئها الأول . وهي رمز إنساني بالدرجة الأولى ودلالة عميقة كما أردت أن أشير بأننا موجودات . لا نخجل من الأحداث ، نحرك الحياة ولسنا هامشاً عليها . نحن نسطر حياتنا . نحن شقائق الرجال في كل زمان وفي أي مكان. وريدة حملت رؤية مشرقة وستزرع في نفس كل النساء حب الحياة
بنجاح وريدة هل سيطالع القاريء الأجزاء الأخرى قريبا ؟
سأستشرف في باقي الأجزاء كيف تكون بمحاذاة باقي شخوص وأبطال الجزئين ، ولا أريد هنا استباق الأحداث . كنتُ رجوت أن أبدأ بها لأنّ كل الذين كتبوا عن بنغازي كانوا يكتبون عن جزئية مغايرة لوجود المرأة المكافحة ويختزلون تاريخ الرائدات في إمرأة واحدة أو إثنتين . وريدة تعني أنّ هناك العديد من النساء مكافحات مغمورات لم يكتشفهن الكتّاب المقصرين في هذا الحق . أو الجهات الإعلامية ومراكز البحوث التي لم تنبش عن وجود المرأة في كل الأحداث التي تمر بها البلد قديمًا وحديثاً . _
أحمد الله أنّ سوق الحشيش ( وريدة ) نجحت في تلقيها الأول ونالت النقد والتحليل وبيعت بإقبال رائع من المتلقي ، ورشحت لجائزتين _ أنتظر نتيجتهما _ ورغم إنّي أحب أن أكتب فقط وغير حريصة على المشاركة في الجوائز إلاّ أنّ إصرار صديقنا الشاعر عبد السلام سنان جعلني أدفع بروايتي لهاتين الجائزتين . أنتهيت من كتابة الجزئين إلاّ من بعض التنقيح والتصحيح والمراجعة وسيكون صدورهما قريباً .. وقد اُتبع ذلك بجزء آخر حسب ما يسعفني به الزمن ، فالأيام تمضي وتأكل من سنوات عمرنا . والظروف قد تكون العائق الوحيد في طريق طباعتهما .. الجزء الثاني بعنوان ( الملك والشيخ ) والجزء الثالث بعنوان ( شارع تفاحة
للوهلة الاولى لكتابة الرواية هل تعاملك مع الشخصيات ممتع ام مربك،؟
كانت شخصيات سوق الحشيش بسيطة في تركيبها النمطي والبيئي ولهذا من الصعوبة أن تحاكيها كما أنّ الأهواء الداخلية الواضحة فيها جوانب غامضة بحكم التقاليد السائدة في حي سوق الحشيش . لكني حاولت وضع انطباع قريب جدًا منها وتجنبت سبر اغوار الشخصيات المحاطة بوريدة بقصد .. إنّما حاولت التركيز على وريدة ضمن اخوتها وحبيبها . كانت الشخصيات زاخمة . وأجلت إبرازها إلى أجزاء أخرى . بعض الشخصيات وجدتً صعوبة في إظهارها في ( وريدة ) لهذا تمت إزاحتها لبقية الأجزاء لما لها من جزالة وجودها ضمن إطار ثقافي معرفي عالمي . أحاول النبش في سير وتاريخ كل الشخصيات ..لكني أقدمها للقاريء ببساطة ذلك الزمن الذي لا تعقيدات فيه . حاولت معايشة المكان والزمان وتخيلت طفولتي لأسقطها على كتابة وإبراز تلك الشخوص وأرجو أن أكون قد وفقت
على ماذا تعكفين حاليا ،هل سنرى رواية جديدة تلوح في فضاء بازامة ؟
حالياً أعكف بالجنوح هنيهة إلى الشعر وهناك ديوانان سيصدران تباعاً قريباً ..تحت الإسمين (ليست للنشر ) ( خاوية على عروشها )وبعدها سأقذف بالجزء الثاني من رواية سوق الحشيش للطبع . وتبقى مشكلة الطباعة على الحساب الشخصي معضلة نقاسي أتعابها .
