طباعة هذه الصفحة

وزارة التربية والتعليم من الأسئلة المكشوفة إلى الأسئلة المعطوبة.

الكاتبة/ رحاب شنيب الكاتبة/ رحاب شنيب

لا يخفى على أي ليبي الوضع الفوضوي للعديد من مؤسساتتنا والتي نعيش بسببها وضعا معيشيا صعبا يحاول المواطن الليبي أن يتأقلم مع ظروفه بكل السبل المتاحة، ومن هذه المؤسسات التي تأثرت سلبا بكل الأحداث التي مرت بها البلاد من حرب ومن تداعيات وباء الكورونا علاوة على انهيار المنظومة بسبب الفوضى التي ألقت بظلها من فساد وغياب الرؤية وهشاشة في هيكلياتنا الإدارية الوزارة محور حديثنا وزارة التعليم؛ فاستقبل الطلاب بداية عامهم الدراسي دون كتب ودون مدارس مجهزة ودون خطة ومقرر واضحين، ورغم ذلك لم يتوقف الطلبة عن الدراسة وبذل كل جهودهم ولم يتوقف أولياء أمورهم عن دعمهم، إلا أننا نتفاجأ بإمتحانات قُدمت للشهادة الثانوية تحمل العديد من الأخطاء أثارت ضجة بسبب الوضع النفسي للطلبة حيث صُدِم الغالبية العظمى منهم بهذه الامتحانات ومافيها من أخطاء، ورغم هذه الأخطاء الجلية والتي تم تقديم العديد من التقارير والملاحظات من مفتشين تربويين ومعلمين وأكاديميين بشأنها، والتي لاحظناها نحن أولياء الأمور بكل بساطة من خلال أجوبة الامتحانات المختلفة بين المعلمين وعجز بعضهم عن حلها ومن خلال بحثنا واستفساراتنا، إلا أن السيد الوزير لازال متحفظا في الحديث عنها يدير دائما كفة الحديث عن محاولة الوزارة للرفع من كفاءة الطالب ويبدو أن وزارتنا عملت بطريقة (من وذنك يا جحا)، فالسيد الوزير قرر إلغاء الأسئلة الاسترشادية ونحن نوافقه الرأي ولكنه ظل يصرح بأن هذه الأسئلة معيبة عودت الطالب على مستويات بسيطة من الفهم متناسيا أنها قرار من الوزارة ليس منا ومتناسيا أنه لم يقدم أي تطوير في التعليم حتى ينتقل من الأسئلة الاسترشادية والتي عبر عنها بالمكشوفة إلى أسئلة من الواضح أن واضعوها كانوا يبحثون عن حركة فهلوية لإظهار قدرات خارقة لوزارة عاجزة حتى عن التنفس بسبب غياب التنظيم بين إداراتها، فصدمنا جميعا بأسئلة معطوبة فالامتحانات وحسب تصريحات المفتشين التربويين والمعلمين والتقارير التي يتم تداولها بها الكثير من النقاط التي تظهر ركاكتها وفجاجتها وضعفها أيضا حتى تصل ببعضها إلى التعجيزية مما سببت في إرباك الحالة النفسية للطلبة فعلاوة على أخطاء واضحة في عديد من المواد وصل ببعضها إلى ما فوق الخمسة عشر سؤالا فهي أيضا لا تراعي الفروق الفردية ولم تقس الوعاء الزمني ، ويبقى السؤال لماذا قدم إلى طلبة الخارج امتحانات تشيز كيك وقدم إلى طلبتنا المطحونين امتحانات ملغمة؟، لماذا لم يكن هناك ندوات داخل أروقة المؤسسات التعليمية لمناقشة مشاكل ضعف مستوى التعليم والرفع من قدرات المعلم؟، ولماذا لم نجد أي محاولة تطوير إلا في الامتحانات ليصبح الطالب ضحية الرؤية المشوشة والخطط المستعجلة والأراء الفهلوية؟، وهل ستكمل الوزارة جلدها للطالب بالتضحية به بدلا من أن تعترف بخطئها وتبحث عن حلحلة لكل الأمور المتشابكة بسبب قراراتها المتذبذبة وغير المدروسة حتى لا يعلق جيل بأكمله في شَرَكِ اخفاقاتنا. 

 

رحاب شنيب