طباعة هذه الصفحة

حرب السنوات الأربع

الكاتب/ رامز النويصري الكاتب/ رامز النويصري

نشر الكاتب والشاعر الليبي رامز النويصري عبر مدونته (مدونتي: مالاخير)، تدوينة حول مسلسل حرب السنوات الأربع، الذي عرضه التلفزيون الليبي ثمانينيات القرن الماضي.

 البداية من السرايا!!!


مسلسل (السرايا) هو أحد المسلسلات الرمضانية التي عرضتها قناة سلام على شاشتها هذا العام، والذي يتناول الصراع على السلطة بين أفراد الأسرة القرامانلية، التي حكمت ولاية طرابلس، في العهد العثماني الثاني.

وكما قلت في منشور لي على حسابي على الفيس بوك، أني لم أشاهد العمل ولم أتابعه، كوني لا أشاهد البرامج التلفزيونية، لكن ما أثلج صدري هو التعليقات ذات البعد التاريخي التي صاحبت المسلسل، وقامت على بيان ما وقع فيه من أخطاء تاريخية.

ومما تمت الإشارة إليه في بعض هذه التعليقات، مقارنة مسلسل (السرايا) بمسلسل (حرب السنوات الأربع) الذي يتناول أحد أهم الأحداث التاريخية المهمة في التاريخين الليبي والأمريكي، خلال فترة حكم يوسف باشا القرامانلي، ونقصد؛ الحرب الليبية الأمريكية، فوجدتني أستذكر هذه المسلسل الذي شاهدته طفلاً وانطبعت الكثير من مشاهده في ذاكرتي.

حرب السنوات الأربع


يتناول مسلسل (حرب السنوات الأربع) مسألة الصراع على السلطة والنفوذ، فهو من جانب يتناول صراع الأخوين يوسف باشا وأحمد باشا (القرامانليين) على حكم ولاية طرابلس، ومن جانب محاولة بسط نفوذ الدولة الأمريكية الناشئة وسيطرتها على المسارات الملاحية في البحر الأبيض المتوسط، فتصطدم مصالحها بمصالح ولاية طرابلس الساحلية، ممثلة في سلطة يوسف باشا القرامانلي، لتبدأ حرب استمرت لأربع سنوات (1801-1805م)، عرفت بـ(الحرب الطرابلسية) أو (الحرب البربرية الأمريكية الأولى)، وهي أول حرب تخوضها أمريكا ضد دول شمال أفريقيا.

حدثان أساسيان ركز عليهما المسلسل:


الحدث الأول، هو أسر الفرقاطة الأمريكية (فيلادلفيا)؛ ففي 31 أكتوبر 1803 تمكنت البحرية الطرابلسية من أسر الفرقاطة (المدمرة) فيلادلفيا وعلى متنها 308 بحاراً أميركياً استسلموا جميعاً، وعلى رأسهم قائدها الكابتن بينبريدج.

وعندما عجز الأمريكيون عن استرداد هذه السفينة أرسلوا فرقة قامت بنسفها حتى لا تصبح غنيمة في أيدي الليبيين. وقد شكل حادث السفينة فيلادلفيا حافزاً قويا للولايات المتحدة للاهتمام بدعم القوة البحرية فاتخذت نشيداً لها يردده جنودها صباح كل يوم ويقول مطلعه: (من قاعات مونتيزوما إلى شواطئ طرابلس نحن نحارب معارك بلادنا في الجو والأرض والبحر).

الحدث الثاني، هو احتلال درنة، حيث بالتوازي مع الحصار الذي فرضته البحرية الأمريكية على طرابلس، عملت أمريكا من خلال قنصلها في تونس، وليم إيتون، على خطة لتغير نظام طرابلس عبر استمالة أحمد باشا القرامانلي شقيق حاكم طرابلس يوسف باشا. وإقناعه بإمكانية مساعدته لتولي الحكم.

إذ جهزت قوة بقيادة ضابط الجيش الاميركي وليم إيتون، وهاجمت من شرق ليبيا وغزت المدينة، التي تبعد عن طرابلس العاصمة أكثر من ألف كيلومتراً، واحتلتها؛ ورفع علم الولايات المتحدة على قلعتها، وبذلك اعتبرت أول قطعة أرض تحتلها الولايات المتحدة في تاريخها.

وتم من بعد ذلك، حصار مدينة درنة من قبل قوات يوسف باشا، الأمر الذي أجبر القوات الأمريكية على الاستسلام، وتم توقيع معاهدة إنهاء الحرب في 10 يونيو 1805م، وعرفت بـ(اتفاقية طرابلس). حيث طلب باشا ليبيا؛ يوسف باشا القرامانلي من الولايات المتحدة غرامات مالية تقدر بثلاثة ملايين دولاراً ذهباً، وضريبة سنوية قدرها 20 ألف دولار سنوياً، وظلت الولايات المتحدة تدفع هذه الجزية حماية لسفنها حتى سنة 1812م، حيث سدد القنصل الأمريكي في الدولة العثمانية 62 ألف دولاراً ذهباً، وكانت هذه هي المرة الأخيرة التي تسدد فيها الضريبة السنوية.

 المسلسل


عرض المسلسل في ثمانينات القرن الماضي، وهو وإن كان كما وصلنا بدعم ليبي، إلا إنه يحسب كإنتاج سوري للعام 1980م، للمنتج داوود شيخاني، ومن إخراج المخرج الكبير هيثم حقي. وبحسب ما توفر من معلومات، صورت مشاهده الداخلية في اليونان، أما بعض المشاهد الخارجية فصورت في ليبيا، والتي شارك في إخراجها المخرج الليبي محمود عياد ادريزة.

كتب قصة وسيناريو المسلسل داوود شيخاني؛ المنتج والكاتب، وقام على مراجعة المادة التاريخية الدكتور علي فهمي خشيم، الذي كتب كلمات أغاني المسلسل، وقام على غنائها وتلحينها الموسيقار علي ماهر.

الإشراف الفني وتصميم الملابس؛ غازي قهوجي. أما الموسيقى التصويرية، فكانت للفنان حسين نازك.