طباعة هذه الصفحة

الكتابة فعل محبة، وعالية اشتبكتُ معها مرتين...! مميز

الكاتبة/ محبوبة خليفة الكاتبة/ محبوبة خليفة

حنان علي كابو
في حالة تناص تام تركن الأديبة الكاتبة والشاعرة أيضا محبوبة خليفة للكتابة تدون يومياتها، تفرغ شحناتها، التقاطاتها بالحياة ،بكل التفاصيل، تخلق شخصياتها تصافحهم بابتسامة، وتحاورهم باعتداد وهدوء مطلق ،تحب الشعر تأسرها غناوة العلم ويضاهيها العشق الشعر المحكي التي تتمرس في كتابته .
بدأت بتوثيق مسيرتها الأدبية بصدور باكورة أعمالها "كنا وكانوا "رواية تقع سيرة ذاتية "وتلتها "سيرة عالية "مجموعة قصصية طبعت عن دار الفرجاني للنشر والتوزيع .
من منظورها الخاص لا تعتقد محبوبة إن الكتابة فعل تخلص بقدر ماهي محبة غامرة بين القلم وصاحبته حيث تقول "رفقة تُوفِّر الهدوء والاستمتاع بالتدوين حسب النصوص وحسب المواضيع. الكتابة فعل محبة. –"
ومن باب التعريف بالهوية والاقتراب من عوالمها الخاصة تشير إلى أنها تكتب لهذا السبب "
أكتُب لمن يحب أن يعرف هويتي وكيف أفكِّر ويتعرَّف على انشغالاتي، وما أكثرها"
وفي سؤالي عن النقد هل يشغلها ككاتبة وروائية أضافت قائلة " نعم يشغلني النقد ،وأحترم الرأي الذي يخدم النص ويعينني على تلمّس طريقي، غير ذلك لا يشغلني ولا يقلقني"
وككاتبة يؤرقها النص وخلق الشخصيات ،قالت "أشياء كثيرة تؤرقني أولها بناء النص كما أحبه أن يكون ، لا أحب ترك الفراغات لموعدٍ آخر ، تؤرقني الشخصية التي كثيراً ما أعتقد أنني أحرِّكها كما أشاء وتفاجئني بأنها هي من تسيطر عَلَيّ وتحركني كما تشاء وأجدني مستسلمة بل وفي حالة طاعة ورضوخ بالكامل. "
ترك السفر والترحال بعدا عميقا في روح كاتبتنا ،وشكل قلمها المبدع حيث تصف ذلك "كان للتنقل فضل البراح الذي امتدَّ أمام قلمي واتَّسع حتى أنني ملكت من الصور -بكل ألوانها-ما أعتبره كنز معرفي أغبط نفسي عليه "
وعند سؤالي لماذا فضلت محبوبة أن تكون أولى روايتها سيرة ذاتية ؟وهل تعتقد إنها أجادت ،تجيب " (كنَّا وكانوا-روايتي) بدأت ببوست أو إدراج عن بعض ذكريات أُسرتنا، غير أنني فوجئت بردَّة فعل من المتابعين وطلبْ أن أواصل ما أفعل، وفعلت، وتحولتْ كتاباتي اليومية وعلى مدار أربعة أشهرٍ إلى رواية لأسرة عاصرت مرحلة معينة من تاريخنا وجرى عليها ما جرى لبيوت كثيرة وربما كان الجديد في هذا الموضوع أن سيدة ليبية قررت أن تروي الحكاية وروتْ وأعتقد أنها نجحتْ"
-وأردفت ردا على الشق الثاني من سؤالي مضيفة، " نعم وبكل تواضع أعتقد أنني نجحت وأحدثتُ ردة فعل وربما مفاجأة أن من تروي هذه المرة امرأة. أما عن استعدادي لذلك فأعتقد أنني قارئة جيدة كثيرة البحث والاطّلاع. استهوتني في مرحلة من المراحل كتب السيرة الذاتية وقرأت منها الكثير"
وتابعت "كان البناء الدرامي للرواية يتمحور حول واقعة مُحدَّدة وهي الاعتقال السياسي في ليبيا وتوابع هذا الحدث المُرَوِّع على البيوت. وكما قال الأستاذ المخرج (نوري أبو عيسى) وكان قد اطَّلع على مذكرات زوجي الدكتور جمعة عتيقة (في السجن والغربة) أن روايتي هي تدوين ما جرى في غيابه أو كما قال "هو أشبه بكواليس لكتاب د. جمعة عتيقة في السجن والغربة"-
في سؤال أخر حول "كنا وكانوا "هل هي محاولة إعادة تأمل الماضي ومعاينة الذات ،ام تخلص من ثقل انهكه العمر؟
أجابت " سؤال مهم أستاذة حنان. أعتقد أنه لا هذا ولا ذاك. وكنت قد أكدت في الرواية أنني لا أحب التفكير كثيراً فيما جرى إلا للتفَكُّر وللدعوة إلى السلام الاجتماعي، وإلى المزيد من الحريات التي دُفِعَتْ أثمانها مُسبقاً وكانت أثماناً باهظة. ولعلكِ لاحظتِ أن الكاتبة أو بطلة الرواية كانت تميل إلى المرح وتكره أن تضع القارئ في زاوية مظلمة. فكانت الطُرَف الحياتية التي تحدث هي من خَفَّفَ وقع الحدث المفصلي فيها وهي الغربة ثم العودة للوطن واعتقال الزوج والأب والمسؤوليات المترتبة على كل ذلك. "
انتقلنا في حديثنا إلى " سيرة عالية "سألتها يبدو انك عقدت صداقة طويلة الأمد مع بطلتك ،لتتحول من مجموعة قصصية الي رواية تعملين عليها من الآن ،ما الذي أسرك في هذه الشخصية ؟
تقول " عالية ملكتْ قلبي وتعلقتُ بها وللآن أنا في قمة انشغالي عليها وقد اخترتُ في الجزء الثامن أن تذهب ابنتها(يامنة) إلى الصحراء حيث اختفت ربما، أو ربما تزوجت بالطبيب الذي شاهدته في عيادة في ( الغريفة) في الجنوب الليبي وتضيف مسترسلة " . عالية خليط من مدينة وبادية، عالية ثمرة عشق، ومن ثم زواج غير متكافئ بسبب التقاليد الحاكمة آنذاك"

وفي سؤال أخير عن هل حدث وان تشاجرت مع بطلتك ،ومتى حدث ذلك ؟
تختم حوارنا معي قائلة "عالية اشتبكتُ معها مرتين، الأولى حينما حَرن قلمي وتخشَّب ولم يعجبه شيئاً مما كتبت ومن ثم أطعته واستجبت لرغباته الجامحة. والثانية عندما زارتني في منامي قبل كتابة الجزء الثاني وأخبرتني أنها ستتزوج وأن والدتها ستقبل بالأمر وطمأنتني بل ودعتني لحضور الفرح-
وأضافت " بل على العكس كنت مشفقةً عليها وانتقل خوفي على ابنتها (يامنة)التي تشرَّبت طباع أمها وواصلت عناد جدتها( يامنة) سَمِّيتها"